دبلوماسية الإسعاف !

03:33 صباحا
قراءة دقيقتين
خيري منصور

في التصنيفات التقليدية للدبلوماسية بين ناعمة وخشنة، وما هو أقرب إلى قبلها من إلى بعدها، إضافة الممزوجة بالقوة الناعمة تأتي دبلوماسية الإسعاف الفوري في ذلك المنحنى، الذي يسعى إلى تدوير الزوايا الحادة حتى في اللحظات الأخيرة؛ ولأن الدبلوماسية المصرية ما زالت الأشهر في دبلوماسية العالم الثالث، والأضخم أرشيفاً، فإن كل ما أصاب العالم من توتر في هذه الفترة لم تسلم منه مصر أو غيرها.
وتاريخ البشرية الذي مر في كل اتجاهات البوصلة وظلالها كانت الدبلوماسية على رأسها؛ فهي تسميات قديمة متجددة لكل ما يمكن إطلاقه على العلاقات الدولية، ومعظم ما رأيناه من أطروحات في هذا الشجن الدولي هو المناجم التي تغذي السياسات الدولية كدراسات أولاً، وكمحيط لا يتوقف حراكه الذي يواصل إفراز التنمية السياسية وتطوير أدواتها.
لكن الإركان إلى عمر من التقاليد في هذا المجال، وجعل خمس دقائق أخيرة أحياناً بمثابة الخلاص المشهدي المؤقت بانتظار الانتقال من أجندة الطوارئ والأزمات، التي تفاقمت بعقبات دراماتيكية في العالم العربي، وجدت نفسها مشتبكة على الموائد والأساس في إدارتها وليس في انتظار جهة اشتداد الريح. وحين نسمع شبه اندلاع أزمة، شكلت لإدارتها نشعر على الفور حين تضطر الدبلوماسية إلى القيام بنشاط ما حتى لو كان عابراً. إن القيام بهذه المهمة من صميم المهنة والثقافة والأعراف، وقد سبق للدبلوماسية أن أسعفت مشاريع، وإن دبلوماسية الإسعاف تبقى رغم استثنائيتها الأقل عدداً من حيث المواقف، وتبقى رهينة لمصادفات تحكم فيها الجغرافيا في البؤر الساخنة من هذا الكوكب؛ لكن امتيازها الدرامي وتحول بعض منجزاتها إلى روايات مثيرة، يبقى المجال الجاد أمامها مفتوحاً، ومنها يذكرنا بفيلم عربي بالأبيض والأسود من أطول الأفلام العربية، والذي حمل عنوان «بين السماء والأرض» !


[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"