راح أحد الطيبين

02:50 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** كلما سمعت عبارة «راحو الطيبين» التي تتردد في المجالس دوماً، أتذكر في الحال كل الطيبين الذين رحلوا عن عالمنا، وكيف كانت الدنيا حلوة في وجودهم بيننا، وكيف كانت - مجرد- مطالعة وجوههم تبعث الراحة والطمأنينة في قلوبنا، من دون أن يقولوا كلمة واحدة أو تبدر منهم حتى إيماءة،.. إنهم الطيبون الذين نحبّهم من دون أن نعرف للحب سبباً، فالقلوب تلتقي وتتصاحب وتتعانق أولاً مع من تهوى ومن ثم تقود أصحابها إلى حبهم.. هذه قناعتي التي كرستها تجاربي وخبراتي مع الناس والحياة، ولم أعد أحفل بصحة هذه القناعة من عدمها!.
** حاولت كثيراً أن أعرف سر هذه المحبة التي تولد من النظرة الأولى، ولا يتغير مفعول عناصرها الكيميائية في النفس مهما تبدلت الأحوال والظروف، ولم أجد إجابة مقنعة تكفي وحدها.
.. هل هي قسمات في الوجه تعبر عن الصدق والطيبة والسماحة تفك القلوب شفرتها؟.
.. هل هي روح شفافة تسبح في أعماق العيون تقرأها أعيننا بمجرد النظر دون أن ندري؟.
.. هل هي ملامح باقية من وجوه ناس عشقناهم وذبنا في محبتهم كوجوه أجدادنا وأمهاتنا وآبائنا؟
..أم هي قبس إلهي يشع في القلوب مما يستوجب الإيمان به، وهو وحي لا تسمعه، أوغيب لا تراه؟
** تداعت كل هذه المعاني، وأنا أعزي نفسي وكل من أحبوا «الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة» في وفاته، فهو أحد أولئك الطيبين الذين راحوا.. ولكن لن تروح ذكراهم الجميلة وقسمات وجوههم الطيبة وحلاوة أرواحهم النقية.
التقيته في كل دورات كأس الخليج التي حضرتها، وفي بعض زياراته إلى الإمارات، وحاورته في الرياضة وهمومها كثيراً، لكني كنت أستمتع أكثر بمجالسته والاستماع إلى رؤاه وأفكاره وأشعاره وحكاياته، التي تجتاز حدود الرياضة الضيقة، فهو كجميع الشعراء كان صاحب حس مرهف وخيال سابح ونفس رقيقة، يحس ويرى في الأمور والأشياء من حولنا ما لانحسه ولا نراه، فتجد في الكلام حكمة وفي الرأي خبرة وفي الموقف رسالة.
أدعو الله بالرحمة والمغفرة للشيخ عيسى بن راشد وكل موتانا الطيبين..«آمين».

عالطاير

** دراما رياضة الإمارات ملهاة ممتعة بفضل توليفة من: تباين العروض والنتائج، وأخطاء التحكيم والفار في الدوري، وصراع النفوذ والسيطرة بين المؤسسات، وخلافات الأشخاص على الكراسي والمصالح، وبثرثرة الفلاسفة والمحللين في برامج التليفزيون ومواقع السوشيال ميديا على كل ماسبق.


[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"