حزام الأمان ضرورة

03:31 صباحا
قراءة دقيقتين
فواز الشعار

كثير من التقنيات التي أضافها صانعو الآلات التي نستخدمها في حياتنا إليها، قد يراها بعض الناس، غير ذات أهمية، ولا يفكرون حتى في النظر إليها، ومعرفة سبب وجودها، مثلهم مثل من يشتري دواء، ورغم كتابة جملة مهمة جداً، على الغلاف، تقول: «اقرأ النشرة المرفقة»، فهو لا ينظر إليها، إن لم يرمِها في أقرب سلة مهملات.
صانعو السيارات، أضافوا إلى أساسيات سير المركبة، من محرّك وهيكل، وعجلات..تقنيات داخلها، ضرورية جداً، ولم يضعوها عبثاً، أو لمجرّد الزينة، منها على سبيل المثال «حزام الأمان» هو مكوّن من كلمتين حزام وأمان، وكلتاهما في غاية الأهمية، ف«الحزام»، من معانيها الضبط، و«الأمان»، هو الهدوء والراحة والاطمئنان، فوجوده في السيارة ضروري، لأن تثبيته أثناء القيادة يحمي كثيراً من أضرار الحوادث في الشوارع، فبحسب الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة في الولايات المتحدة، فإنّ أكثر من 15 ألف شخص ينقذهم كل عام من الموت، من حوادث السير، ارتداؤهم ذلك الحزام.
ورغم ذلك، فإن سائقين كُثراً، يرونه مجرّد قطعة جلدية مزعجة، تضيّق الراحة، وقد تخرّب كيّ القميص، أو ربطة العنق. وإذا فعله بعض السائقين، زاعمين أنهم ينفّذون القواعد المرورية، وارتدوا الحزام، بمجرّد صعودهم إلى السيارة، فإن ذلك يقتصر عليهم فقط، أما باقي الركاب، فكأن أمر الحزام لا يعنيهم، وإذا تعرّضت المركبة لحادث، فسلامتهم وأمانهم، غير مهمّين.
ارتداء الحزام، ليس ترفاً، وليس إزعاجاً، هو ضرورة قصوى، للسائق والركاب جميعاً، فهو يحمي من الاندفاع خارج المركبة عند الاصطدام، ويقي من الموت، بنسبة أربع مرات أكثر من عدم ارتدائه، والسبب أنه يمنع الاصطدام بالزجاج الأمامي للسيارة، ثم الاندفاع خارجها. ويحفظ أجزاء الجسم كافة، وأهمها العمود الفقري والدماغ، فإصابتهما، تسبب مشكلات صحية، لا حصر لها.
ومن المهم جداً، كذلك، أن ترتدي الأم الحامل حزام الأمان، لأنه يحميها هي وجنينها. وكذلك الأطفال الذين يقل طولهم عن 145 سنتيمتراً، من الأفضل أن يجلسوا في الكرسيّ الخاص بهم داخل السيارة، مع وضع حزام الأمان، فذلك يحمي أجسامهم بشكل أكبر. فضلاً عن ضرورة أن يجلسوا في المقعد الخلفي وليس الأمامي.
حملة «حزامك أمانك» التي أطلقتها شرطة الشارقة، هدفها توعويّ بالدرجة الأولى، لأنّ ثمة قانوناً صارماً، يغرّم السائق غير الملتزم ربط الحزام، والركاب كذلك 400 درهم لكل منهم. فضلاً عن أربع نقاط سوداء.
نحن مع كل ما يمكن أن يجعلنا جميعاً نتفيّأ سماء صافية من الأمن والأمان والطمأنينة، سواء كان ذلك بالتوعية الصادقة الطيّبة والمحبة، أو الشدّة والحزم، فكلاهما ضروريّ، ولكل مقام مقال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"