طلبة مواطنون يجدون ضالتهم التعليمية في المدارس الحكومية

إحدى تبعات أزمة «كورونا»
03:30 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: حصة سيف

شهدت المدارس الحكومية من بداية العام الدراسي الحالي، استقطاباً جماعياً للطلبة المواطنين من المدارس الخاصة، بعد تحول أغلبية المدارس الخاصة للتعلم عن بعد، مع ثبات تكاليف الدراسة، وإبقاء الحمل الأثقل على أولياء الأمور في تحمل توفير البيئة التعليمية ومتطلباتها.
وتعد الهجرة الجماعية للطلبة المواطنين من الخاص للحكومي، إحدى نتائج أزمة كورونا على التعليم الخاص، الذي فقد الكثير من امتيازاته في ظل افتقار البعض البنية التحتية المؤهلة للتعلم عن بعد، وعدم حصول الطالب على الاهتمام المطلوب والموازي للرسوم الدراسية التي يتكلف بها أولياء الأمور، فيما كان نقل الطلبة من بعض المدارس الخاصة إجبارياً لأنها لم تجتز الاشتراطات التي وضعتها وزارة التربية والتعليم.
أكد عمر الشعر، مدير مدرسة موسى بن نصير في رأس الخيمة، أن المدارس الحكومية شهدت انتقالاً جماعياً للطلبة المواطنين من المدارس الخاصة الى المدارس الحكومية، ولمدرسته انتقل نحو ١٠٠ طالب، إضافة الى ١٠٠ طالب من مختلف المدارس الحكومية للدراسة في مسار النخبة في المدرسة، وهو المسار الذي يقدم تعليماً ينافس فيه المدارس الحكومية من حيث التركيز على اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات، إضافة الى اللغة العربية، وأصبح عدد الطلبة في المدرسة ٦٠٥ طلاب متوزعين على الفصول من الصف الخامس الى التاسع.
وأوضح أن الطلبة يخضعون للاختبار في المواد الأربع، والذي يجتازه يسمح له بالدراسة في مسار النخبة، ووصل عدد طلبة مسار النخبة حالياً في المدرسة إلى ١٧٠ طالباً، ومازالت الفرصة متاحة لازدياد العدد نظراً لإتاحة الفرصة بتمديد الاختبار لدخول الراغبين من الطلبة لمسار النخبة.
وقال مدير المدرسة: بالفعل التعلم عن بعد بحاجة الى أساسيات قوية وبنية تحتية قوية للإنترنت، وخوادم ضخمة لنقل المعلومات وتخزين البيانات بشكل دائم ومحدث للجميع، من معلمين، وطلاب، وإداريين. ومدارسنا الحكومية مؤهلة لذلك منذ سنوات، بفضل الله تعالى، ومن ثم جهود الحكومة واستثمارنا في مبادرات التعلم الذكي مثل «مبادرة الشيخ محمد بن راشد»، والبوابة الذكية، وغيرهما.
وأشار الى أن التعليم عن بعد بحاجة إلى دعم فني وتقني ضخم ومستمر وهو ما لا تملكه أيضاً أغلب المدارس الخاصة. إضافة إلى المحتوى التعليمي الرقمي والمتوفر لدى المدرسة الاماراتية منذ سنوات عدة ويتم تحديثه بشكل مستمر.
كما أن التعليم عن بعد أثبت أهميته، ومهما تغيرت الظروف سيكون له نصيب قوي في التعليم لما له من دور كبير في غرس وتسريع ثقافة التعلم الذاتي للطلبة، وثقافة التعلم المستمر في اي وقت وتحت أي ظرف.
وأضاف: كنا دائماً نسعى لإيجاد طريقة لنشر ثقافة التعلم الذاتي والسعي لطلب المعرفة لاكتساب المهارات في المجتمع، والآن في هذه الظروف تم تسريع هذه العملية وابراز أهميتها للجميع، وربما هذه إحدى فوائد جائحة «كورونا».


مسار النخبة


وأكدت موظفة تربوية من مدرسة الظيت، أن عدد الطالبات المنتقلات من المدارس الخاصة الى المدرسة ١٩٨ طالبة، ووصل عدد الطالبات في المدرسة الى ٨٢١ طالبة، ومعظم الطالبات المنتقلات من المدارس الخاصة تم قبولهن في مسار النخبة.


أقوى مسارات التعليم


عبدالله يوسف الشحي رئيس وحدة الخدمات المدرسية في مدرسة عثمان بن أبي العاص، أكد أن المدارس الحكومية شهدت استقبال أعداد كبيرة من الطلبة المواطنين في الفصل الدراسي الجديد، نظراً للتحول الذي شهده التعليم الحكومي في كل النواحي التعليمية والفنية والبنية التحتية والأمن والسلامة، وأصبح التعليم الحكومي أقوى من التعليم الخاص، كما أن مستلزمات التعلم عن بعد متوفرة في المدارس الحكومية من أجهزة حديثة وكتب، لذا زادت الثقة بالتعليم الحكومي لدى ولي الأمر، كما أن مسار النخبة أصبح من أقوى مسارات التعليم، ومخرجاته واضحة ونتمنى أن يعمم على كل المدارس الحكومية.


تقليل المصاريف


وأوضح خالد محمد «تربوي»، أن الهجرة الجماعية للطلبة المواطنين من المدارس الخاصة إلى الحكومية لتحول الدراسة عن بعد، ولتقليل المصاريف السبب الأول، وتوفر البديل بالتعليم الحكومي الذي ساهم في الانتقال الجماعي من الخاص.


الخبرة الكافية


وأشارت معلمة من المدارس الحكومية إلى أن بعض المدارس الخاصة لم تقلل من تكاليف الدراسة رغم تحول التعلم عن بعد، كما أن برامجها والتقنيات الحديثة المستخدمة في الدراسة عن بعد لم تصل لها بعد، وليس لديها الخبرة الكافية في التعامل مع تلك التقنيات، ويكتفي المعلم بوضع شريحة من العرض وهي عبارة عن صفحة من الكتاب وكتابة المعلومات بطريقة مختصرة، ما يعني تضاعف العبء على الأمهات في المنازل بتدريس أبنائهن، ما جعلهم ينقلونهم للمدارس الحكومية.
وأضافت أن التقنيات الحديثة المستخدمة واهتمام وزارة التربية والتعليم بتقديم تعليم نوعي عن بعد وتوفير الأجهزة للطلبة، شجع الكثير من أولياء الأمور على نقل أبنائهم للمدارس الحكومية.


الخاصة رسومها عالية


قالت عائشة الشحي، ولية أمر، أم لطالبين، أحدهما في الصف الثاني، والآخر في الروضة: نقلت ابنتي في الصف الثاني الى المدرسة الحكومية، لأن المدرسة الخاصة رسومها عالية، والتركيز يتم من خلالي كأم لتدريس الأبناء، فنقلتها للحكومي الذي وجدته الخيار الأمثل للتدريس في هذه الأجواء الدراسية عن بعد، كما أن ابني الثاني في المدرسة الخاصة لكن يدرس واقعي، فتركيزي يتم على ابنتي فقط، معها في الدراسة عن بعد.
وأضافت أن المدرسة الحكومية لم تسلمهم الكتب إلى الآن، ولم يستلموها من الوزارة، اذ رفعت أسماء جميع الطلبة المنتقلين مؤخراً لمدرسة ابنتي الحكومية من المدارس الخاصة وعددهم نحو ٤٠ طالباً، وطالبة، الا إن ادارة المدرسة أتاحت الدراسة عن بعد «أونلاين»، وابنتي تتابع حالياً دروسها من برنامج «التميز»، كما أضافتني الإدارة لمجموعة الأمهات على الواتسب.
هند «معلمة» تقول: نقلت أبنائي من المدرسة الخاصة، بعد أن اتضحت لي طريقتهم المتأخرة في استخدام التقنيات الحديثة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"