عادي

الليثيوم.. معدن تتهافت عليه الدول

20:30 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

في عام 1864، اكتُشف ينبوع حار على عمق 450 متراً تحت سطح الأرض في منجم «ويل كليفورد» للنحاس على مشارف بلدة ريدروث بمقاطعة كورنوال في إنجلترا.
وأُرسلت قوارير زجاجية مملوءة عن آخرها بالمياه الساخنة للمختبرات. وأثبتت النتائج احتواء المياه على نسبة كبيرة من الليثيوم، كانت أعلى بـ 8 أو 10 مرات لكل جالون من نسبة الليثيوم التي اكتشفت في أي من الينابيع الحارة سابقاً، إلى حد أن العلماء ظنوا أنها «قد تصبح ذات قيمة تجارية هائلة».
لكن إنجلترا في القرن التاسع عشر، لم تكن في حاجة إلى هذا المعدن، وظلت المياه الغنية بالليثيوم التي تبلغ درجة حرارتها 122 درجة مئوية غير مستغلة لأكثر من 150 عاماً.
لكن في عام 2020، اكتشفت في موقع بالقرب من منجم «ويل كليفورد» في كورنويل، بعض أعلى نسب الليثيوم في الينابيع الحارة في العالم.
وقد أصبحت الاستخدامات التجارية لليثيوم في القرن الـ 21 أوضح من أي وقت مضى، فلا يستخدم الليثيوم في تصنيع بطاريات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة فحسب، بل إن عملية التحول إلى الطاقة النظيفة قد تصبح مستحيلة من دون الليثيوم، الذي يستخدم في تصنيع البطاريات التي تشغل السيارات الكهربائية وتختزن الطاقة الكهربائية المتولدة من مصادر متجددة.
وارتفع الطلب على الليثيوم في السنوات الأخيرة بالتوازي مع اتجاه مصانع السيارات لتصنيع المركبات الكهربائية، بعد أن أعلنت دول عديدة، اعتزامها منع بيع السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي. وأشار تقرير للبنك الدولي إلى ضرورة مضاعفة إنتاج الليثيوم بنحو 5 مرات لتحقيق أهداف القضاء على الانبعاثات العالمية بحلول 2050.
لكن إنتاج الليثيوم يواجه بعض العراقيل، منها أن الطرق التقليدية لاستخراج الليثيوم مكلفة بيئياً، إذ يُستخرج الليثيوم في الوقت الحالي من مناجم تحت الأرض، كما هو الحال في أستراليا، أو من خزانات مياه مالحة جوفية تحت طبقات البحيرات الجافة، كما هو الحال في تشيلي والأرجنتين.
وقد أشار تحليل أعده خبراء من شركة «مينفيرو» للاستشارات البيئية، إلى أن طرق التنقيب عن الليثيوم في الصخور الصلبة، باستخراج المعدن من الحفر المفتوحة وتعريضه للحرارة باستخدام الوقود الأحفوري، تدمر مساحات كبيرة من الأراضي، وتستهلك كميات هائلة من المياه وتطلق 15 طناً من ثاني أكسيد الكربون لكل طن من الليثيوم.
وأصبحت الولايات المتحدة وألمانيا من أهم مراكز أبحاث استخراج الليثيوم من المياه الجوفية بمحطات الطاقة الحرارية الأرضية. وتلقب المنطقة المجاورة لبحيرة «سالتون سي» في كاليفورنيا، بـ «وادي الليثيوم» وأن هذا الحقل قد يلبي 40 % من الطلب العالمي على الليثيوم.
(بي بي سي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"