عادي

مشروع كلمة يصدر رواية «حكاية طفلة»

20:11 مساء
قراءة 3 دقائق
2

أبوظبي: «الخليج»

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة في مركز أبوظبي للغة العربية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، رواية «حكاية طفلة»، لمؤلفها النمساوي الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 2019 بيتر هاندكه، وترجم الرواية عن الألمانية الدكتور الفارس علي، وراجعها مصطفى السليمان.

تعد رواية «حكاية طفلة» الجزء الثالث من مشروع هاندكه الكتابي الكبير «في أعماق النمسا»، الذي أسفر عن أربعة أعمال بارزة، وهي «عودة بطيئة إلى الوطن»، و«تعاليم سانت فيكتوار»، و«حكاية طفلة»، و«الخروج عبر الريف».

يستعرض هاندكه في «حكاية طفلة» عقداً من حياته بين عامي 1969 - 1979، وهي الأعوام العشرة الأولى من عمر ابنته أمينة، حيث تنقّل هاندكه في تلك الفترة بصحبة ابنته بين بلدان عدة، بدءاً ببلدة كرونبرج الألمانية، ومروراً بباريس الفرنسية، قبل أن ينتهي بهما المطاف في أغسطس/ آب 1979 في زالتسبورج النمساوية بعد رحلة طويلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

تدور أحداث روايات «في أعماق النمسا» الأربعة في عمومها حول أمينة ابنة هاندكه، والتي كان يشير إليها في الروايتين الأوليين بالحرف «أ»، لكنه يخصص لها العمل بأكمله في رواية «حكاية طفلة» الصادرة عام 1980، على الرغم من أنه لم يأت على ذكر اسمها طوال فصول الرواية، فهو لا يتحدّث عن أب وابنته، لكنه يستعيض عن ذلك ببث تأملاته خلال السنوات الأولى من حياة الطفلة والشاب البالغ.

اعتادت أمينة أن تعبث بقلمها مخططة وراسمة وكاتبة في دفتر هاندكه، فكأنها لم تكن موضوعاً فحسب لهذا العمل، بل مؤلفة مشارِكة برز دورها بفضل إرساء تقنية السرد التفاعلي بين الشخصيتين، إذ يبدو أن «خربشاتها» السيميائية هي ما عززت لديه الوعي بالمرئيات، وزودته بملَكة استبطان أشيائها التي قد تبدو عديمة المعنى للناظر المتعجّل.

لقد تميّز سرد هاندكه كدأبه في مجمل أعماله بسمات ذاتية، ونزعات صوفية، وبنظرات نقدية جدلية إلى السنوات التي قضاها في باريس، والتي مثلّت بالنسبة إليه محطة فارقة في تلك السنين العشر المسرودة، حيث تتعقد العلاقات بينه وبين زوجته، ويتسع الخلاف بينهما حول الطفلة، وتستحيل الحياة، ليصلا في نهاية المطاف إلى قرار بالانفصال.

يصنف هذا العمل على أنه ضرب من ضروب الروايات التربوية، على الرغم من أنه لا تعوزه زخارف السيرة الذاتية، منطلقاً في كثير منها من وحي عمله الثاني «تعاليم سانت فيكتوار»، حيث يقف فيها السارد من طفلته، والأطفال الآخرين، موقف المؤرخ.

وشكّلت ولادة الطفلة وعيد ميلادها العاشر الإطار الزمني لأحداث الرواية التي اعتمدت السرد لغة لها، فخلت سطورها خلوّاً تامّاً من أي جمل حوارية، فكانت أشبه بسيرة جمعت بين الذاتية والغيرية.

ﺑيتر ﻫﺎﻧﺪﻛــﻪ، روائي وكاتب مسرﺣﻲ ومترجم وشاعر ومخرج أفلام وﻛﺎﺗﺐ سيناريو ﻧﻤساوي، ولد في 6 يناير/ كانون الثاني 1942 في جﺮﻳﻔﻦ في النمسا. والتحق بالمدرﺳــﺔ في جرﻳﻔن وﺗﺎﻧﺘﺴنبرج، ﺣﻴــﺚ درس اللاﺗﻴﻨﻴــﺔ واليونانية والإنجليزية والإﻳﻄﺎﻟﻴﺔ والسلوﻓﻴﻨﻴﺔ، ﻣﺎ ﺳﺎﻋد في ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ اللغوي، وراح يكتب ﻧﺼﻮصاً ﻗصيرة، ﺛﻢ شرع في دراﺳــة القانون في جراتس. ﻛﺘﺐ روايته الأولى «الزنابير» عام 1964 وقرر بعد نشرها التوقّف ﻋن الدراسة والتفرّغ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ.

عاش ﻫﺎﻧﺪكه في دوسلدورف، ثم انتقل إلى باريس، فاﻟﻨﻤﺴــﺎ، ومن ثم ارتحل إلى العديد من بلدان العالم في رحلة استمرت ثلاثة أعوام، إلى أن استقر به المقام في مدينة شافيل بفرﻧسا منذ عام 1991. يتميّز ﻫﺎﻧﺪﻛﻪ بمنجز أدبي ضخم جعله ﻣن أكثر الكُتّاب المؤثرين في أوروبــﺎ ﺑﻌد الحرب العالمية الثانية، وهو يسعى من خلال مؤلفاته إلى الاكتشاف بأسلوب نابض بالحياة وﺑﻠﻐــة أدﺑﻴﺔ جديدة بين بني جيله. حاز ﻫﺎﻧﺪﻛﻪ العديد ﻣﻦ الجوائز المهمة، آﺧﺮﻫﺎ ﺟﺎﺋزة ﻧﻮﺑﻞ للآداب ﻋام 2019.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"