عادي

أسماء الزرعوني: «كورونا» غيّر الكثير من الطباع البشرية

00:24 صباحا
قراءة 4 دقائق
أسماء الزرعوني

الشارقة: عثمان حسن
تؤكد الكاتبة أسماء الزرعوني أنها تعشق الكتاب، وترى أنه حامل المعرفة الأول، كما تتحدث عن بداياتها في عالم التأليف، وأولى شرارات الكتابة عندها، وتتحدث أيضاً عن أولى مجموعاتها القصصية وهي بعنوان «همس الشواطئ» وصدرت في عام 1995، وتلفت إلى أنها تعتز بهذه التجربة القصصية، ولا تتنكر لها على الإطلاق.

تتحدث أسماء الزرعوني عن البدايات تلك التي التقطت من خلالها الإشارات الأولى نحو عوالم الكتاب وسرد القصص، وتقول: «هي من دون شك تلك البيئة التي عشناها في الصغر، في تلك الأزقة والفراريج، هو مزيج من عوالم النخل والبحر وتلك البيئة الجميلة التي نحنّ إليها، وهذا كلام لا يعبر عن حقيقة عشتها اليوم بكل جوارحي، ثانياً هناك نشأتي في أسرة تعشق الثقافة، فوالدي، رحمه الله، كان قارئاً جيداً، وكانت لديه مكتبة في بيتنا المتواضع فيها الكثير ما تيسر من الكتب والإصدارات التي كنت أتسلل إليها، وأقلّب الأوراق رغم أن الكتب التي كنت أتصفحها في حينه أكبر من إدراكي، وكان ما فيها من عبارات وصفحات يستعصي على فهم الطفلة الصغيرة، لكنه التعود والرغبة في المعرفة التي نشأت في الصغر، وكان لها دور بارز ومؤثر في توجهي إلى الكتابة والتأليف».

1

وتقول أسماء الزرعوني: «أول كتاب صدر لي هو مجموعة قصصية بعنوان «همس الشواطئ» في عام 1995م، وأنا أعتز كثيراً بهذه التجربة القصصية، ولا أتنكر لها، فتنكّري يعني أنني لست مؤمنة بتجربتي التي تنمو وتتطور بالتراكم، وأنا أستهجن كثيراً أولئك الكتاب الذين يكادون يتبرأون من تجاربهم الأولى، فهذه التجارب بالنسبة إلي تحمل نكهة خاصة، نكهة البدايات التي التي تذكّرنا بالحنين والشغف، والتي أججت فينا حب الكتابة وعشق القلم» وتتابع: «نعم أنا أعتز بهذا الإصدار الذي أرّخ لانطلاقتي القصصية والإبداعية، خاصة أنه كان يعكس واقع الحياة التي عشتها في ذلك الزمن، وهو واقع كان متواضعاً، ووديعاً، وحالماً، وفيه التقطت أجمل ذكريات معايشتي للمعلمات والطالبات في المدرسة».

وتنحاز أسماء الزرعوني للكتاب، ففيه كما توضح متسع للأفكار والعواطف، وفيه متسع للثقافات والمعارف، فالكتاب كما تقول: هو من يدل القارئ على كنز المعرفة الحقيقية، ومن خلاله تربينا، وتعلمنا وتثقفنا، وتبادلنا كثيراً من القصص والروايات التي كبرت معنا، فكيف ننسى هذا الكتاب، ضالتنا وشغفنا، ومبتغى كل أديب ومبدع.

وتضيف: «أليس غاية الأديب والمبدع، هو أن يصدر مؤلفاً يحتضن أفكاره وهواجسه وتطلعاته، وأمام هذا الكنز الذي نبتغيه ككتاب، فماذا يعني أن يكون هناك مواقع للتواصل الاجتماعي؟ «وتوضح هو الواقع الافتراضي مفروض علينا بقوة، ويمكن أن نستخدمه للحصول على بعض المعرفة الاصطلاحية والتوثيقية التي لا غنى عنها، ومع ذلك فهذه المواقع لا تلغي دور الكتاب، فالكتاب يجب أن يعزز فينا الشوق أكثر وأكثر للتمسك به، والدفاع عنه إلى النهاية، وهو من دون شك، موطن الفكر والدهشة والخيال، وهو مصدر المعرفة الأول من دون منازع».

شهرة مزيفة

تتحدث أسماء الزرعوني عن الشباب والإبداع، فتوضح أن السنوات القليلة الماضية قد أبرزت العديد من هؤلاء، وتقول: «نفتخر بتجارب بعض هؤلاء الذين أثبتوا حضوراً لافتاً، ومن جانب آخر ظهرت أقلام لا تشكل كتاباتها أي أثر يذكر، بل أنك تقرأ ما تكتب، فلا تكاد تعثر على رمز، أو إشارة، أو فكرة يمكن التقاطها» وتضيف: «من المؤسف أن بين هؤلاء، من يبحث عن الشهرة من خلال النشر، لكنها شهرة مزيفة، لا تلبث أن تفقد بريقها عند أول امتحان، ومن الواضح أن بعض دور النشر التي تبحث عن الربح، تطبع مثل هذه المنشورات من دون رقيب، ولا حسيب، وهذه كارثة تحدثنا عنها مراراً وتكراراً».

وفي معرض حديثها عن أبرز الكتب والمؤلفات التي تحتفظ بها في مكتبتها، وتلجأ إليها بين الحين والآخر، ذكرت أسماء الزرعوني قائمة متنوعة من هذه الإصدارات بينها: الروايات الخليجية والعربية، ومن جانب آخر فهي تحتفظ ببعض الروايات العالمية التي ترى أنها مهمة لجهة معرفة فنون القص والرواية على الضفة الأخرى من العالم، وأسماء الزرعوني تثق كثيرا بالتجربة العربية في سرد القصص، وتؤكد عليها، وعلى ما فيها من سمات إبداعية، تعكس الواقع المعاش، وما فيه من قضايا اجتماعية وثقافية ونفسية.

البوابة الخضراء

وعن إصدارها المقبل، تذكر أسماء الزرعوني مشروع رواية بعنوان «البوابة الخضراء» وتتحدث من خلالها عن الفترة العصيبة التي عاشها العالم خلال جائحة كورونا، وهي تعتقد أن توثيق ملامح هذه الفترة مهم جدا، لجهة رصد تأثيرات وباء صحي لا يزال يستحوذ على الفضاء الاجتماعي والسياسي في العالم، ف «كورونا» كما تؤكد غير الكثير من الطباع البشرية، وهي تغييرات كما تصفها «متدرجة ومتنوعة، وفيها الكثير من الإيجابيات، في حسابات المعرفة والوعي، وفيها ما هو على النقيض تماما، وقد برزت تأثيراته السلبية التي يمكن رصدها من خلال أعمال روائية وإبداعية كثيرة».

وتستعد الزرعوني لإصدار قصتين للأطفال قريبا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"