عادي

فرح المهيري: القراءة ليست في الكتب فقط

23:43 مساء
قراءة 3 دقائق
فرح المهيري

أبوظبي: نجاة الفارس
تؤكد الكاتبة فرح المهيري أن الكتابة قوة، وهي نعمة كبيرة، ولفتت إلى أنها من الأشخاص الذين تأسرهم كلمات هذا الكاتب أو عبارات ذاك المفكر، أكثر من التأثر بكاتب معين، وأن لكل عمل أدبي من أعمالها وقتاً عاشته بمسؤولية وبفرحة وشغف خاص به إلى أن يرى النور، وبيّنت أنها تفتخر كثيراً بقصتها «البومة المظلومة».

تتحدث فرح المهيري عن بداية رحلتها مع الكتابة قائلة: «بدايتي كانت منذ المرحلة الابتدائية أي منذ الطفولة، حيث بدأت بكتابة القصة الأولى ثم الثانية، كما كتبت الخواطر وبعض الحكم من وجهة نظري، ولم اُطلِع أحداً بذلك حينها، ثم توقفت، وعدت للكتابة الفعلية مجدداً بعد قراءة عدد من الروايات، حيث شعرت برغبة كبيرة وملحة للكتابة عقب ذلك، خصوصاً عندما تستدعي قراءة روايةٍ ما، فكرة حاضرة في الأصل فتصبح الكتابة ملحة، هنا أدركت أن الكتابة قوة من نوع آخر، فبدأت بكتابة أول رواية ثم كتابة المقالات الفلسفية، ثم قصص الأطفال واليافعين، فموهبة الكتابة نعمة كبيرة، من خلالها تستطيع أن نشرّح الواقع ونفوس البشر وكيف تسير الأمور، فلا يصدمك أمر، وتجد مبررات وأسباباً لكل شيء، فتصبح الرؤية أوضح وتسطع قويةً كأشعة الشمس تنير الفكر فيتدفق ليغذي دفتي كتاب».

وعن تشكيل تكوينها المعرفي والوجداني تقول: «أنا من الأشخاص الذين غالباً ما تأسرهم الجمل والعبارات، أكثر من التأثر بكاتب معين، قد تأسرني فكرة من كاتب، وحكمة من كاتب آخر، ولكن الكاتب الذي جعلني أستمتع بالقراءة، وأعيش الحكاية إلى النهاية هو الكاتب جيمس هادلي شيز، في رواية «إيفا» والذي نقلها إلى العربية المترجم السوري علي باشا».

1

فرحة وشغف

وتوكد المهيري أن جميع أعمالها محببة إليها، تقول: «أكتب بصدق، فلكل عمل أدبي من أعمالي وقت عشته بمسؤولية وبفرحة وشغف خاص به إلى أن يرى النور، سواءً كانت القصص المنشورة أو التي سوف تنشر قريباً، لديّ قصة تتحدث عن طفلة تبحث عن هواية تناسبها، وأخذت تجرب بعض الهوايات ولا تجد نفسها فيها، إلى أن وجدت ما يوافق ميولها وشغفها، وفي الحقيقة كنت أنقل تجربتي، كيف أنني جربت كثيراً من الهوايات، إلى أن وجدت ما أحب، ونحن كبشر مع اختلافاتنا إلا أننا نتشابه في كثير من الأمور، وربما يوجد بعض الأطفال ممن مر بنفس الأمر من البحث عن الشغف، هنا أحسست بحاجة ملحة لكتابة هذه الفكرة في قصة للأطفال، لعلها تجد طريقها لبعض الأطفال الذين مروا بالحكاية نفسها أو مشابهة لها، فجميل أن يجد الطفل نفسه في قصة ويشعر أنها تعبر عنه».

وبالنسبة للإصدار الذي تفتخر به بشكل كبير تقول: «أفتخر كثيراً بقصة «البومة المظلومة» وكيف أنه وعلى مر العصور تبنّى الكثير فكرة أن البومة شؤم، وهذا ما نهى عنه الرسول حول التطيّر، ورغم ذلك كثير من الناس لا يعلم هذا ويواصل نعت البومة بأنها شؤم، فجاءت هذه القصة لتوضح الفكرة الصحيحة على لسان البومة وحيوانات الغابة، كما أنها تسلط الضوء على التنمّر بشكل جميل وسلس ومقنع، وهناك الكثير من المواضيع التي استلهمتها. أنا لا أقحم نفسي على الكتابة، إن لم تأت من تلقاء نفسها بفكرة ملحة تأسرني وتستحوذ على تفكيري ووقتي وإلا فلا أكتب، فالكتابة موهبة من الله، ومن «وجهة نظري» هي موهبة تخص أصحاب الفكر، ولكن حالنا اليوم شأنه شأن من يغني وصوته نشاز، فالكثير ممن لايمتلكون الفكر وهو الوقود الحقيقي للكتابة، أصبح يكتب».

تؤكد المهيري أهمية القراءة والاطلاع بالنسبة لأي كاتب، تقول: القراءة مهمة جداً، والذي قوّى مهارتي ككاتبة في بداياتي هي كتب تطوير الذات، فهي أول قراءاتي، واهتماماتي، فمكتبتي المنزلية زاخرة بها، ثم قراءة الروايات، وأنا شخصياً في مرحلة معينة انتقيت ما يناسبني، وما أبحث عنه، وقرأت الكثير فيه، وهناك نوع آخر من القراءة، والتي تستدعي الكتابة، وهي قراءة الواقع وترجمته من خلال الكتابة، البعض يعتقد أن القراءة في الكتب فقط، أما أنا فأقرأ الواقع، وأقرأ المواقف، وهذه الأنواع من القراءات مهمة للكاتب، فالقراءة ليست فقط في الكتب».

تطوير الذات

وعن مدى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي للكاتب تقول لا شك بأنها مهمة فمن خلالها نتعرف على آراء القراء بشكل مباشر، وكذلك هي منصة لتسويق الأعمال الأدبية للكاتب، ولكنها تحتاج إلى المداومة والتفرغ نوعاً ما، وأنا للأسف لست متفرغة حالياً لمواقع التواصل الاجتماعي.

وتوضح أن نتاجها القادم هو كتاب في مجال تطوير الذات تعمل عليه منذ قرابة سنتين، سيصدر قريباً، تقول:«أعتقد أنه سيكون من أهم الكتب في هذا المجال وسيثري المكتبة العربية، حيث أطرح فيه رأيي بقوة، وإن كانت تتصادم مع بعض أفكار الكتاب الكبار في هذا المجال».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"