عادي

سيارات بلا سائق.. مشهد عادي في سان فرانسيسكو

16:47 مساء
قراءة دقيقتين
سيارة بلا سائق أثناء توصيل أحد العملاء

ينقسم المارة في شوارع سان فرانسيسكو هذا الصيف إلى فئتين، فئة السكان الذين اعتادوا، لا بل سئموا رؤية سيارات تعبر بلا سائق خلف المقود، وفئة السياح المذهولين الذين يخرجون هواتفهم النقالة لتخليد مشهد يبدو لهم خارجاً من الخيال العلمي.

يرى أحد المارة شخصاً يهمّ بتصوير سيارة ذاتيّة القيادة فيبادره ممازحاً «لا تنسَ أن تطلب إذن السائق».

صعدت في المقعد الخلفي من السيارة، كاترين آلن المحامية البالغة 37 عاماً التي تطوعت منذ 2021 لاختبار سيارات الأجرة الروبوت التي تسيّرها شركة «وايمو».

وكانت الشركة المتفرعة عن مجموعة ألفابيت، الشركة الأم لغوغل، تبقي على الدوام في البداية موظفاً خلف المقود، من باب الأمان. ثم منذ بضعة أشهر، وصلت السيّارة ذات مساء ومقعد السائق خالياً.

تقول كاترين آلن «أقرّ بأنني شعرت بالخوف، لكن ليس إلى حد يمنعني من الصعود. كان الأمر شائقاً في الوقت نفسه».

وغزت سيارات الأجرة الكهربائية الذاتية القيادة التابعة لشركتي وايمو وكروز (جنرال موترز) شيئاً فشيئاً شوارع سان فرانسيسكو، وكان على متنها شخص في بدايات ظهورها، ثم تم تسييرها خالية تماماً من أي حضور بشري خلال الليل، إلى أن بات الآن مشهدها تعبر بدون إشراف بشري في وضح النهار أمراً عادياً تماماً.

ومعظم الحوادث المسجلة حتى الآن تتعلق بسيارات متوقفة في الطريق تعيق السير.

غير أن سلطات حركة المرور طلبت من شركة كروز خفض عدد سياراتها الذاتية القيادة في سان فرانسيسكو إلى النصف، بحدود 50 سيارة في النهار و150 في الليل، ريثما يتم التحقيق في حادثين وقعا الأسبوع الماضي، أحدهما مع آلية لأجهزة الإطفاء.

وتبقى سيارات التاكسي الذاتيّة خلافيّة، فيأخذ عليها عدد من دعاة حماية البيئة أنها تشجع استمرارية الاستخدام الفردي للسيارات، فيما لا تجدها جمعيات لذوي الاحتياجات الخاصة ملائمة إلى حدّ كاف لحاجاتهم، وتخشى بعض النقابات أن تتسبب بتسريح عمال وموظفين.

في المقابل، يرى عدد مواز من المدافعين عن البيئة وذوي الاحتياجات الخاصة والموظفين، أن هذه التكنولوجيا الجديدة تنعكس إيجاباً على قضاياهم.

وهذا ما يثبته الطلب المرتفع على سيارات الأجرة هذه، وتؤكد شركة وايمو أن لديها أكثر من مئة ألف شخص على لائحة الانتظار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhxpwdr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"