في طبعة جديدة من كتاب «آمال جديدة في عالم متغير» للمفكر الإنجليزي برتراند رسل، ترجمة عبدالكريم أحمد، نشعر وكأنه كتب لزماننا هذا، وللحظتنا الراهنة، إذ يرى رسل أن العصر الحاضر عصر يسوده شعور بالعجز والحيرة، فنحن نرى أنفسنا مسوقين إلى حرب لا يكاد يريدها أحد، وهي حرب لا بد أن تجلب كارثة للأغلبية العظمي من البشر، لكننا – كما يقول – مثل أرنب سحرته أفعى تحدق في الخطر من دون أن تدري، ماذا تفعل لتجنبه، ويحكي بعضنا لبعض قصص أهوال القنابل الذرية والقنابل الهيدروجينية والمدن التي محيت من عالم الوجود والمجاعة الوحشية في كل مكان. لقد نسينا كيف نبتسم.
يرى رسل أنه لا بد من الاعتراف بأن المشكلات الفكرية البحتة التي يواجهنا بها عالم الحاضر بالغة الصعوبة، فالأمر لا يقتصر على المشكلة الكبرى: هل نستطيع أن ندافع عن العالم من دون حرب حقيقية؟ هناك أيضاً مشكلات في آسيا ومشكلات في إفريقيا ومشكلات في أمريكا الاستوائية لا سبيل إلى حلها داخل إطار الأفكار السياسية التقليدية، إن أمراً من الأمور المؤلمة التي يتسم بها وقتنا أن أولئك الذين يحسون اليقين أغبياء.
يشير رسل إلى أن خير ما في الغرب هو البحث الحر وفهم شروط الرخاء العام، والتحرر من الخرافات، جميع هذه الأشياء تعمل قوى شديدة في الغرب على منعها عن الشرق، ومادام ذلك مستمراً، ستظل الشعوب الشرقية على حافة الإملاق.
