سلوك دخيل

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين
سن المراهقة من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الأبناء، إذ إن التغييرات فيها متوالية جسدياً وحسياً وفكرياً، وجميعها تؤثر بشكل كبير في طرائق تفكير الطلبة واتجاهاتهم وسلوكياتهم، ودائماً ما تُلقي هذه المرحلة مسؤوليات كبيرة على عاتق الوالدين والكوادر المدرسية لتقويم المراهقين، لاسيما من الناحية السلوكية التي تشكل أسرع مكتسبات أبناء هذه المرحلة.
سلوكيات المراهقين كثيرة ومتنوعة منها الإيجابي الذي يحتاج إلى التحفيز والتعزيز، والسلبي الذي يحتاج إلى متابعة ومعالجة، وقد تختلف من طالب لآخر حسب التوجيه والإرشاد المقدم، ولكن تبقى مسؤوليات الوالدين والمدرسة والمجتمع ثابتة لا تتغير، للعبور بأبنائنا بسلام من هذه المرحلة.
استوقفني عدد من المواقف التي تشكل مشهداً واحداً متكرراً أمام بعض المدارس، إذ وجدنا طلبة تتراوح أعمارهم بين 12- 17 عاماً، يدخنون السيجارة الإلكترونية ويتناوبون عليها وكأنها وليمة أو مأدبة غداء. الموقف كان حقاً مهيباً لا يليق بطلبة العلم، إذ يثير مخاوف عديدة ويدعو للقلق الشديد.
يأخذنا الموقف إلى عدد من التساؤلات: من أين حصل الطلبة على السجائر الإلكترونية وكيف وهم دون السن؟ وأين الآباء ومتابعتهم لأبنائهم؟ وهل يحق للمدرسة محاسبة الطلبة عقب انتهاء اليوم الدراسي على اعتبار أن التجمع كان بالقرب من أسوارها؟
بعيداً عن «أسئلة المسؤولية» التي تقع على عاتق عناصر مختلفة في هذه القضية، تشكل السجائر الإلكترونية خطراً حقيقياً على صحة الطلبة المراهقين، إذ إنها تجلب مخاطر كثيرة بدءاً بالتأثيرات السلبية على الدماغ والجهاز التنفسي، مروراً بمشاكل القلب والأوعية الدموية، والسكتات الدماغية، ومشاكل الأسنان واللثة، والسرطان والإدمان.
هذه المخاطر تؤكد أهمية نشر الوعي الكافي بين الطلبة المراهقين وتأهيل أولياء الأمور حول التعاطي بشكل صحيح مع مثل هذه الظواهر التي تهدد سلامة أبنائنا، ويبقى الوالدان المسؤول الأول عن متابعة أبنائهما، ومراقبة سلوكياتهم، وإرشادهم داخل المنزل وخارجه، مع ضرورة التواصل مع المعلمين في المدرسة للتأكد من انضباطهم والتزامهم.
المدارس أيضاً تؤدي دوراً جوهرياً في مواجهة ظاهرة انتشار السجائر الإلكترونية بين المراهقين، فلماذا لا تقدم برامج تعليمية حول مخاطر التدخين، على أن تكون البرامج متاحة لجميع الطلبة في مختلف الأعمار، وإلزامية التعاون مع ولي الأمر لنشر الوعي في مجتمع التعليم.
التدخين عادة سيئة دخيلة على أبنائنا في بعض المدارس، والتصدي لها لحماية الطلبة مسؤولية مجتمعية لا تستثني أحداً، والأهم تشديد الرقابة على محال ترويج السجائر الإلكترونية التي تبيع منتجاتها للطلبة المراهقين.
[email protected]
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3kbp6y8w

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"