يعيش المجتمع بمختلف فئاته، أجواء الفكر والإبداع والابتكار خلال فبراير الجاري الذي اختارته القيادة الرشيدة ليكون شهر الابتكار، الذي تجتمع فيه العقول وأنامل الإبداع في المجالات كافة، فالجميع يجتهد ويبدع وينافس في محطات نوعية لسباق ابتكاري على مدار 29 يوماً.
البعض يتساءل لماذا تخصيص شهر للابتكار؟ وما أهميته وفوائده للمجتمع؟ ولماذا تتسابق القطاعات كافة لتقديم الابتكارات؟ وكيف يتم توظيف مخرجات شهر الابتكار لخدمة المجتمع؟
في الواقع التقدم الهائل في وسائل التكنولوجيا جعل المعرفة متاحة للجميع عبر قنوات متعددة وبكثافة ملحوظة، ولكن تبقى الضرورة ملحة لتوظيف تلك المعارف، إذ إن الفارق بين التميز وعدمه يرتبط ارتباطاً وثيقاً، بسبل إيجاد ابتكار جديد من رحم المعرفة يشكل قيمة مضافة تنفع المجتمع.
نعلم أن وراء كل اختراع أو تطبيق فكرة ابتكارية، يدير مساراتها واتجاهاتها عقول شغوفة لديها موهبة وقدرة على تحويل التصورات إلى واقع ملموس، وهنا تكمن أهمية شهر الابتكار، الذي يعزز ثقافة الابتكار، ويعد فرصة حقيقية تحفز المجتمع أفراداً ومؤسسات على تبادل الأفكار المبتكرة وخلق حلول جديدة للتحديات الراهنة والمستقبلية.
إذا نظرنا إلى شهر الابتكار ومخرجاته سنوياً، سنجد أنها تدعم قطاعات حيوية مختلفة، بأحدث الابتكارات والتقنيات، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية، مع تقديم وجبة دسمة لتطوير مهارات الابتكار عبر برامج وورش متخصصة يتم تقديمها خلال الحدث، وهنا نجد مساراً مؤثراً للتمكين من مواكبة التطورات المتسارعة في مختلف المجالات.
ولا ننسى فضل شهر الابتكار في تحسين الخدمات الحكومية وجعلها أكثر كفاءة وفعالية، من خلال تبني الابتكارات والحلول الجديدة، التي تشكل أحد أبرز المؤثرات في آليات العمل، والقطاع الخاص له نصيب من شهر الابتكار، إذ يحفز رواده على إطلاق المزيد من المشاريع التي تستند إلى الابتكار، وينعكس ذلك بكل تأكيد على تنامي الاقتصاد الوطني وخلق فرص عملٍ جديدة.
الابتكارات تساهم في تحسين نوعية الحياة في المجتمع من خلال إيجاد حلولٍ مبتكرةٍ للتحديات الراهنة والمستقبلية، وهنا تأتي أهمية المشاركة المجتمعية في الحدث سواء بالرأي أو الاستفسار أو المقترحات، فالجميع مسؤولون في مسيرة التطوير وتجويد الخدمات والارتقاء بها في مختلف المجالات، والأهم تعزيز مكانة الإمارات على المستوى العالمي: من خلال إبراز إبداعاتها وابتكاراتها على الساحة الدولية.
شهر الابتكار 2024 حدث وطني متجدد، يحمل لنا كل عام، ابتكارات نوعية مهمة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة للدولة، ويُتوقع أن يُسفر هذا العام عن المزيد من المخرجات الإيجابية التي تشكل مكتسبات ترتقي بالمجتمع أفراداً ومؤسسات.
