تهديدات رقمية

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

في ظل التكنولوجيا المتقدمة وانتشار الذكاء الاصطناعي وتمكينه، أصبحت الحياة الرقمية جزءاً أصيلاً من حياة المجتمع بمختلف فئاته، يقابله تنامٍ في خطورة الاحتيال الإلكتروني، كواحد من المخاطر الرئيسية التي تهدد المجتمعات حول العالم؛ إذ تستهدف الأفراد والمؤسسات بأساليب متطورة وطرائق مبتكرة، لنواجه تهديداتها المتجددة، التي تجلب خسائر متنوعة تضر بالجميع.

الثورة المعلوماتية وتطور التكنولوجيا الرقمية من أبرز مسببات زيادة هذه النوعية من الجرائم؛ إذ يستغل «المتربصون» خلف شاشات الحواسيب ثغرات في أنظمة الحماية والتشفير، ببرمجيات خبيثة وتكنولوجيات مطورة، تمكنهم من الوصول لمعلومات شخصية حساسة كبيانات البطاقات الائتمانية أو كلمات المرور، مما يجعل المجتمعات في حالة استهداف مستمر.

تُشكل أساليب الاحتيال الإلكتروني المتطورة تحديات كبيرة للأفراد والمؤسسات، فالتطوير سمة أساسية للمحتالين، هروباً من الكشف والمساءلة، وهنا تصبح التوعية الرقمية وتعليم الناس، كيفية الحماية ضد الاحتيال الإلكتروني أمراً بالغ الأهمية، إذ ينبغي للأفراد إدراك كيفية التعاطي مع الرسائل الاحتيالية والروابط الضارة، واستخدام برامج مكافحة الفيروسات والحماية الإلكترونية للحد من المخاطر.

من الضروري جداً أن يكون لدى الأفراد والمؤسسات وعي كافٍ بمخاطر هذه الجرائم، وكيفية الوقاية منها، بزيادة التوعية الرقمية وتعزيز الثقافة الأمنية بين المستخدمين، لتجنب رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية، أو التعامل بشكل خاطئ عند فتح المرفقات أو الروابط المشبوهة، واستخدام كلمات مرور قوية ومتنوعة لحساباتهم الرقمية.

نعتقد أنه يقع على عاتق الأشخاص في المجتمع في ظل التطورات والتهديدات المشهودة، مسؤولية حماية أنفسهم، بخطوات بسيطة تعزز الأمان الرقمي، أبرزها تحديث برامج الحماية، وتفعيل الخاصية الثنائية للمصادقة، وتفعيل الإشعارات للتنبيه عندما يتم تسجيل الدخول من أجهزة غير معروفة.

وعلى المؤسسات استحداث مسارات متنوعة لتعزيز القوانين والتشريعات المتعلقة بالأمان الإلكتروني، وتوفير حقائب تدريبية مطورة للموظفين والمستخدمين حول مخاطر الاحتيال الإلكتروني، وكيفية التعامل معها، لتمكينهم من مواكبة مستجدات المخاطر لتلك الجرائم.

الاحتيال الإلكتروني ليس مجرد مشكلة فردية، بل تهديد للمجتمع بأسره، وليس من المنطق أن تعمل الجهات المعنية منفردة على حمايتنا ومعالجة سلوكياتنا؛ فالجميع مسؤول، وينبغي أن يتقن فن التعاطي مع تلك المخاطر.

التهديدات الرقمية تفرض علينا ضرورة توحيد الجهود، والتواصل باستمرار بين الأفراد والمؤسسات والحكومات؛ لإيجاد مسارات توعوية مؤثرة وتدريب قوي يصاحبها تبنٍّ فعال للتدابير الأمنية، للتصدي للمخاطر بجدية وحزم، وحماية أنفسنا ومجتمعنا من خطر المحتالين وتهديداتهم المتوالية، والحفاظ على سلامة بياناتنا وأموالنا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yybxvp29

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"