عادي
اسمه يقترن بالخير والإحسان والعمل الإنساني

زرع زايد الخير.. الإمارات منارة للعطاء

00:08 صباحا
قراءة 5 دقائق

إعداد: راشد النعيمي

تحتفل دولة الإمارات اليوم بـ «يوم زايد للعمل الإنساني»، في 19 رمضان من كل عام، ويحلّ مع ذكرى رحيل مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.

وطوال السنوات الماضية، نجحت دولة الإمارات في تعميق مفهوم العمل الخيري وتحويله إلى سمة مجتمعية وقاعدة أخلاقية راسخة، مستفيدة من الإرث الأخلاقي لأفراد المجتمع. فيما أعلت المؤسسات المعنية تأطير العمل الخيري وتوجيهه بالقانون نحو الفئات المستحقة.

واليوم دولة الإمارات، ليست مجرد مانح رئيسي للمساعدات الخارجية، فحسب، بل مناصرة ومؤيدة قوية لجهود الاستدامة والتنمية الدولية، حيث أدّت دوراً فعالاً في جمع قادة العالم وصانعي السياسات وخبراء الصناعة والأكاديميين، في فعاليات رفيعة، أسهمت في تنظيمها، أو استضافتها، أسهمت عبرها في توصيل صوت دولة الإمارات في الحوار العالمي المعني بالتنمية المستدامة والمساعدات الإنسانية، وتعزيز التزامها بدفع التغيير الدولي.

لقد غرس الأب المؤسس في نفوسنا نهج الخير والعطاء، وعبرت دولة الإمارات بفضل حكمته وفطنته إلى خارج حدود المنطقة، لتكون منارة للتراحم والتسامح والعطاء، وواحدة من أبرز الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي في العالم.

أسس المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، دولتنا الحبيبة على قيم التعايش والمحبة والسلام والتسامح، لتكون وطناً يجمع تحت سمائه، المواطنين والمقيمين من مختلف الأعراق والأجناس، موفراً لجميعهم العيش الكريم والسعادة.

وتمتلك الإمارات 45 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وجمعية خيرية، تمدّ يد العون للمحتاجين في مختلف دول العالم، وتولي أهمية قصوى لتوفير الحماية للعاملين في هذا المجال، وتوفير مواد الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأزمات والطوارئ الإنسانية في العالم.

الصورة

استدامة العطاء

المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، أرسى نهجاً مستداماً للعطاء والعمل الخيري، شمل قارات العالم كافة، لذلك أضحى «يوم زايد للعمل الإنساني» موعداً سنوياً يتجدَّد فيه الاحتفاء بسيرة زايد الخير، زايد العطاء، زايد الإنسان، وأصبح هذا اليوم محطة تاريخية مهمة نستذكر فيها قدوة الإنسانية وباني نهضة العمل الخيري بسيرته الطيبة من البذل والإخلاص في خدمة قضايا الإنسانية، سيرة تتخذها أجيال الحاضر والمستقبل نبراساً ينير دربهم، ومصدر إلهام لمواصلة إرث عريق من التسامح قدَّم دروساً للإنسانية في قيم الإنسانية.

يشكّل قطاع المساعدات الخارجية الإماراتي منظومة متماسكة تضم مجموعة متنوعة من الجهات المانحة الإماراتية، لها مهمة متحدة، تتمثل في دعم وتمكين المجتمعات الهشة والضعيفة في مختلف أنحاء العالم. تضم تلك التشكيلة المتعددة التخصصات مجموعة من الجهات المحلية، وأخرى تتبع الحكومة الاتحادية، أو القطاع الخاص، تضم شركات وجمعيات خيرية ومنظمات إنسانية، تتعاون جميعها لمدّ الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لما يتجاوز حدودها الجغرافية.

الصورة

مؤسسات شمولية

واليوم، تجاوز العمل الخيري في الدولة مفهومه التقليدي الفردي، إلى المفهوم المؤسساتي الشمولي لتلتزم كل المؤسسات الحكومية والهيئات العاملة في الدولة، ليس بتقديم المساعدات المادية والعينية فقط، بل الحضور في مناطق الأزمات أيضاً، وتوفير الدعم الإنساني المباشر لجميع المحتاجين أينما وجدوا من دون النظر إلى دينهم أو عرقهم.

منذ بداية حكم الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد، طيَّب الله ثراه، آلى على نفسه أن يغرس في كلِّ قلعة من قلاع حب الخير والعطاء، في ربوع وطنه، بذرةً من بذور فكره ونهجه، بذوراً فتقت العقول وأنارت القلوب في دروب العمل الإنساني، بذوراً أشجارها ظلال وارفة في إشاعة قيم التضامن، وثمارها قطوف دانية في فعل الخير.

يشهد التاريخ أنَّ أيادي زايد البيضاء كانت دائماً تُسارع إلى إغاثة المنكوبين، ونجدة المستضعفين، ونصرة المظلومين للتخفيف من آلام الأمهات الثكلى، وهموم النساء الأرامل، ودموع الأطفال الأيتام في مشارق الأرض ومغاربها، حتى بات اسم «زايد» مقترناً لدى جميع الشعوب والأقطار بالخير والإحسان والعمل الإنساني وتقديم يد العون إلى القاصي والداني.

سمعة طيبة

ما وصلت إليه، اليوم، دولة الإمارات من سمعة طيبة بين الأمم هو استمرار لنهج وإرث زايد الإنساني، الذي أخذ على عاتقه مسؤولية دعم الدول الشقيقة والصديقة، فكان عطاء وكرم الدولة، قيادةً وحكومةً وشعباً، ثمرةً من ثمار غرس زايد العطاء، ولبنةً من لبنات بناء زايد الخير، الذي سيظلُّ كرمه منبعاً لا ينضب يغرف منه شعبه قيم الكرم والجود والخير، وعطاؤه مَعِيناً ننهل منه القيم الإنسانية النبيلة.

سيتذكر التاريخ، ومعه شعوب العالم، مواقف الوالد المؤسِّس في محطات إنسانية مُشرفة رفع فيها كلمةَ الحق نصرةً للمستضعفين، ودافع فيها عن قضايا الشعوب العادلة، وأعلى فيها راية فعل الخير والتضامن وإغاثة الملهوف، ليبقى اسم «زايد الخير» راسخاً في القلوب والعقول يُرفرف في سماء العطاء والتعاون الإنساني، ويحوِّل الإماراتِ إلى واحةٍ غَنّاءَ نسَّمت الكونَ بأريج خيرها، وعطَّرت تاريخ الإنسانية بعبير عطائها.

بصمات بارزة

لم يترك زايد مجالاً للعطاء وخدمة الإنسانية والفئات الضعيفة والمحتاجة إلّا وكانت له فيه بصمات بارزة، وهو ما جعل اسمه محفوراً في ذاكرة وعقول الشعوب والبسطاء من الناس، كما حملت اسمه الكثير من المدن العمرانية والمشروعات الخدمية كالمدارس والمستشفيات في مختلف دول العالم، لتقف شاهدة على أياديه البيضاء التي لم تفرق في العطاء والمحبة بين الناس، وامتدت لتغيث الملهوف، وتساند المحتاج، وتدعم الضعيف في كل مكان.

صندوق أبوظبي للتنمية

ولم يكن العطاء عند الشيخ زايد عفوياً من دون تنظيم، فقد حرص على أن يعطيه صفة مؤسساتية جادة تمنحه الاستمرارية والاستدامة والدقة في اختيار المشروعات، فأسّس خلال عام 1971 صندوق أبوظبي للتنمية، ليكون عوناً للأشقاء والأصدقاء بالإسهام في مشروعات التنمية والنماء لشعوبهم. كما أنشأ خلال عام 1992 مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، لتكون ذراعاً ممتدّةً في ساحات العطاء الإنساني في مجالاته جميعها داخل الدولة وخارجها، فضلاً عن الدور الكبير لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مختلف بقاع العالم، وغيرها من المشروعات.

تنمية واستجابة

تنقسم المساعدات الخارجية المقدمة من دولة الإمارات إلى 3 فئات مميّزة، كل منها يخدم غرضاً منفرداً، وتشمل «المساعدات التنموية، والمساعدات الإنسانية، والمساعدات الخيرية»، وخلال عام 2022، شكّلت المساعدات التنموية الإماراتية، المقدمة بهدف تعزيز الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، الأغلبية العظمى للمساعدات الخارجية المقدمة من الدولة، بنسبة بلغت 83% من الإجمالي، ما يبرهن على مدى التزام دولة الإمارات الثابت بدعم النمو المستدام للدول النامية، بينما بلغت نسبة المساعدات الإنسانية 13% من إجمالي مدفوعات المساعدات الخارجية للعام نفسه، ما يعكس حرص دولة الإمارات على الاستجابة للأزمات العالمية.

وأثبتت أنشطة وجهود دولة الإمارات في تحقيق التنمية الطويلة الأجل، وتقديم المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة في حالات الطوارئ بين عامي 2020 - 2022، تزايد اهتمام الدولة، وحرصها عليها، حيث تجاوزت قيمة المساعدات التنموية المقدمة خلالها 26.31 مليار درهم (7.16 مليار دولار)، بينما وصلت قيمة مساعداتها الإنسانية إلى 6.60 مليار درهم (1.80 مليار دولار). وفي ما يتعلق بالمساعدات الإنمائية الرسمية المقدمة خلال عام 2022، أظهرت دولة الإمارات حرصها على وضع المساعدات التنموية الطويلة الأجل موضع أولوية، بتخصيص نصيب الأسد من مدفوعات مساعداتها الخارجية لتلك الفئة، بقيمة بلغت 5.41 مليار درهم (1.47 مليار دولار) بنسبة 83%، ويتوافق هذا الاتجاه مع التزامها بتعزيز التنمية المستدامة وبناء المرونة والقدرة على مواجهة الأزمات في الدول الشريكة.

أكبر مانح

تبوأت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم، وفقاً للبيانات الأولية التي تعلنها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وكانت دولة الإمارات أول دولة خليجية تنشئ وزارة للتنمية والتعاون الدولي، لتتولى وضع سياسة المساعدات الخارجية، وإدارة وتوثيق برامج الدولة في هذا الخصوص، وتنسيق العمل مع الجهات المانحة الوطنية، وتعزيز علاقات التعاون مع الدول المانحة والمنظمات التنموية الإقليمية والدولية. وتم دمج مكتب تنسيق المساعدات الخارجية (تأسس عام 2008) في الوزارة الجديدة.

وكشفت وزارة الخارجية، أن القيمة الإجمالية للمساعدات الخارجية المقدمة من دولة الإمارات، خلال عام 2022 بلغت 12.67 مليار درهم (3.45 مليار دولار)، بزيادة 12%، مقارنة بالمساعدات الخارجية خلال عام 2021 التي بلغت 11.31 مليار درهم. فيما بلغت القيمة الإجمالية للمساعدات الخارجية المقدمة على مدار السنوات الخمس الماضية، بين عامي 2018-2022 نحو 92.22 مليار درهم (25.11 مليار دولار).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5dehwztw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"