العين: منى البدوي
يندمج عبق التراث مع طبيعة الحياة البرية في حديقة حيوانات العين، التي تحتضن هذا العام مهرجان «دار الزين» السنوي الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، ويتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة والعروض الترفيهية المباشرة والثقافية وغيرها، حيث اجتذبت الأكشاك التراثية التي تستعرض الثقافة الإماراتية من خلال أنشطة كان يمارسها الأجداد قديماً، وتشمل السفافة والتلي والليخ والخوص والخط العربي، والرسم بالحناء، في عرض حي ومباشر.
ينتقل الزائر إلى حقب زمنية قديمة عايشها الأجداد، من خلال المساحة التي خصصها المهرجان لتعريف الجمهور ببعض الأنشطة التراثية، حيث يفوح عبق الماضي ليشتمه كل من يتجول في الموقع الذي يضم أكشاكاً يمارس فيها الأفراد حرفاً قديمة بعضها يستخدم في الصيد والحياة اليومية، إلى جانب الزينة وحياكة الملابس والخط العربي وغيرها من الحرف اليدوية.
وقال خميس خليفة المقبالي، حرفي في الأكشاك التراثية: «يحظى القسم بإقبال واسع من الزوار، حيث يتوافد الأفراد من مختلف شرائح المجتمع للتعرف إلى الثقافة المحلية وبدورنا نعرفهم بأسماء الأدوات التي يتم تصنيعها مباشرة أمام الجمهور، واستخداماتها في الماضي».
وأضاف أن وجود قسم يتعلق بالجانب التراثي، يتيح الفرصة لنقل تاريخ الصناعات والحرف القديمة وطرق تصنيعها عبر الأجيال، مشيراً إلى أن ممارسة صناعة بعض الأدوات الحرفية والأدوات التي كانت تستخدم في المنازل سابقاً يسهم في المحافظة على التراث، ويشرع الأبواب للاطلاع على ثقافة وتاريخ المجتمع المحلي، ويثري ثقافتهم ومعلوماتهم.
وأشار إلى تجهيز المساحة، بحيث تجسد طبيعة الحياة في الماضي، يجلس الأفراد في أكشاك من سعف النخيل يمارسون حرفاً يدوية، منها صناعة الأدوات المنزلية مثل «المسطاح» الذي كان يستخدم سابقاً لتجفيف التمور، و«المنامة» أو الجلسة وغيرها، وكذلك الكشك المخصص للتعريف بحرفة تصنيع أدوات الصيد في الماضي، والذي من خلاله يصنع الحرفي الليخ المستخدم في صيد السمك والقرقور الذي يوضع فيه الطعم للأسماك وغيرها من الأدوات التي نال تصنيعها المباشر استحسان وإعجاب الزوار.
وعن مهنة السفافة التي يمارسها حرفي آخر في كشك خاص له، قال إنها تعد من المهن التي مارسها الآباء والأجداد، والتي من خلالها يتم عمل أدوات منزلية كان استخدامها سائداً قديماً من أغطية الطعام والسفرة والمهفة وجراب التمر و«الجفير» المستخدم لحمل الأغراض والحبال وغيرها. موضحاً أن المساحة المخصصة للحرف اليدوية التراثية تتضمن التعريف بكيفية عمل النساء سابقاً التلي والزري على الملابس، وأيضاً الحناء المستخدمة للزينة.
