عادي
قبل 10 سنوات

انهيار ثلجي بدّل حياة المرشدين الجبليين في إيفرست

16:49 مساء
قراءة دقيقتين
مروحية إنقاذ لإجراء المتضررين من معسكر قاعدة إيفرست بعد الانهيار عام 2014( أ.ف.ب)
قبل عشر سنوات، دفن انهيار ثلجي في جبل إيفرست 16 مرشداً محلياً، ما سلط الضوء على المخاطر الكبيرة التي يواجهها المرشدون الجبليون النيباليون (الـ «شيربا») عندما يسمحون للأجانب الأثرياء بتحقيق أحلامهم في تسلق الجبال.
ومن دون عملهم الضروري لتخطيط طرق التسلق وتأمين الحبال وإصلاح السلالم وحمل المعدات الثقيلة عالياً، قلة قليلة من المتسلقين قادرة على الوصول إلى أعلى قمة في العالم.
في 18 أبريل/ نيسان 2014، سقطت كتلة ثلجية كبيرة على النيباليين الذين كانوا، في الطقس البارد خلال الليل، يرفعون معدات ثقيلة فوق منحدر خومبو الجليدي المحفوف بالمخاطر.
وألقت قوة الانهيار الجليدي داوا تاشي على بعد عشرة أمتار، ما أدى إلى إصابته في القفص الصدري وكتفه اليسرى وأنفه. وهذا الشاب الذي كان يبلغ آنذاك 22 عاماً، يتذكر جيداً أصدقاءه الذين لقوا حتفهم في الانهيار، بينهم ثلاثة لم يُعثر على جثثهم أبداً.
ويقول لوكالة فرانس برس: «كنت محظوظاً لأنّي بقيت على قيد الحياة» بعد الحادثة التي أودت بـ 16 شخصاً، مضيفاً «في المستشفى، كلما كنت أحاول النوم، كانوا يظهرون أمام عيني».
تتذكر نيما دوما شيربا، التي فقدت زوجها تسيرينغ أونشو البالغ 33 عاماً في الانهيار الثلجي «كان الأمر صعباً للغاية في ذلك الوقت».
وتضيف «ماذا عسانا نفعل عندما نفقد الركيزة الأساسية للأسرة؟ كان الأطفال صغاراً وتساءلت كيف يمكنني تعليمهم وكيف يمكننا إعالة أنفسنا».
فبعد الكارثة، لم تقدم الحكومة النيبالية التي تحقق إيرادات طائلة من قطاع تسلق الجبال المربح في جبال الهملايا، سوى ما يعادل 400 دولار لتغطية نفقات الجنازة لأسر الضحايا.
وقوبلت هذه المساعدة المتواضعة برفض جماعي من النيباليين الغاضبين الذين أطلقوا بعد ذلك حركة احتجاجية غير مسبوقة للمطالبة بتعويض أفضل من السلطات في حالة الوفاة أو الإصابة في الجبال.
ويوضح منظم الرحلات الاستكشافية هذا «بعد عشر سنوات، نشهد تحسناً في ظروف عملهم والاحترام الذي يلهمونه».
في السابق، اضطر كثر من مرشدي الشيربا إلى الاعتماد على المكرمات المقدمة من المتسلقين الغربيين، رغم دورهم الأساسي في نجاح هذا القطاع الذي تبلغ قيمته ملايين الدولارات.
وفي الموسم الأخير في 2023، تقاضت الحكومة النيبالية أكثر من 5 ملايين دولار بفضل حقوق الوصول إلى جبل إيفرست وحدها.
في عام 2014، طالب المتظاهرون في معسكر القاعدة بشكل أساسي بتحسين مزايا التأمين على الحياة وإنشاء صندوق إغاثة.
وتمت زيادة المبلغ المدفوع عن طريق التأمين بنسبة 50% ليصل إلى 1.5 مليون روبية نيبالية (11 ألفاً و250 دولاراً) في حالة الوفاة أثناء المشاركة في مهام التسلق الجبلي.
يُسمح الآن لطائرات الهليكوبتر بتوصيل الإمدادات إلى المعسكرات الأعلى، ما يقلل من عدد الرحلات الاستكشافية التي يقوم بها النيباليون عبر منحدر خومبو الجليدي الخطير.
وقد حلّت الشركات النيبالية محلّ المشغلين الأجانب لجذب غالبية المتسلقين، وتحسنت الظروف المعيشية للمرشدين المتعاقدين مع الشركات الكبيرة.
لكن هذا التقدم لا يزال غير كاف، بحسب المرشد مينغما جي شيربا، إذ إنّ «السياسات الحكومية لا تزال غير جيدة».
ودفعت مخاطر التسلق الجبلي بعدد كبير من المرشدين إلى ترك عملهم في القطاع.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4dwrjuxf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"