عادي

100 عالم يعيدون تسمية الفيروسات المحمولة جواً

17:39 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد: مصطفى الزعبي

تأمل منظمة الصحة العالمية أن تنهي الخلاف العلمي الذي أعاق الاستجابة المبكرة لكوفيد-19، بتسمية الفيروسات المحمولة جواً باسم «مسببات الأمراض التي تنتقل عبر الهواء» بموجب مصطلحات جديدة.

وبعد عامين من المشاورات التي شارك فيها 100عالم، اتفق فريق علماء بقيادة منظمة الصحة العالمية على مصطلح لوصف الأمراض التي تسببها الجسيمات المعدية التي تتكاثر عادة في الجهاز التنفسي وتنتشر من أنف وحنجرة الشخص المصاب أثناء تنفسه وتحدثه، أو الغناء أو السعال أو العطس.

وفي حين قد تبدو المناقشة تافهة، إلا أنها تحمل عواقب اقتصادية وصحية عامة مهمة، وأن كيفية انتقال مسببات الأمراض تحدد تدابير المراقبة الأكثر فاعلية في منع انتشارها، ومع اندلاع فيروس كورونا في أوائل عام 2020، أكدت منظمة الصحة العالمية لعدة أشهر أن الفيروس سريع الانتشار لا ينتقل عبر الهواء، ما أدى إلى تأخير التوصيات المتعلقة بارتداء الأقنعة والتهوية الداخلية، وإحباط علماء الهباء الجوي الذين يعتقدون أن النصائح المضللة تكلف الأرواح.

وقال جيريمي فارار، الذي تولى منصب كبير العلماء في المنظمة التي يقع مقرها في جنيف قبل حوالي عام، في مقابلة: «العلم يتغير وكل ما يمكنك فعله بشرف هو مشاركة ما تعتقد أنه أفضل دليل متاح».

وقد دفعت الأدلة التي جمعت في السنوات الأربع التالية الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى اتخاذ إجراءات للتخفيف من الأمراض المنقولة عبر الهواء، وقامت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الشهر الماضي بتفصيل الخطوات التي يمكن للناس اتخاذها لتقليل عدد جزيئات الجهاز التنفسي المنتشرة في الداخل، بعد عام من قيام البيت الأبيض بوضع تحدي «الهواء النظيف في المباني»، أصدرت منظمة الصحة العالمية نفسها في مارس دليلاً مكوناً من 83 صفحة يمكن استخدامه لتقييم خطر انتشار فيروس كورونا المحمول جواً.

ويتوصل التقرير إلى إجماع حول مصطلح «الجسيمات التنفسية المعدية»، ويبتعد عن الانقسام الصارم لأحجام الجسيمات، ويقبل أن الجسيمات التنفسية المعدية الأصغر حجماً يمكن أن تنتقل على المدى القصير والطويل.

ومع ذلك، كانت عواقبها المحتملة نقطة شائكة بالنسبة لبعض مؤلفي التقرير. قد تتطلب حالات العدوى القادرة على الانتشار لمسافات طويلة عبر الهواء على جزيئات تنفسية صغيرة اتخاذ تدابير صارمة ومكلفة لمكافحة العدوى، مثل ارتداء أقنعة التنفس التي ترشح الجسيمات وغرف المستشفيات المتخصصة في أماكن الرعاية الصحية.

وأصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات للعاملين الصحيين الذين يتولون رعاية مرضى كوفيد، في مارس 2020، مؤكدة أن الفيروس ينتشر في المقام الأول من خلال الاتصال المباشر والجهاز التنفسي التي يبلغ قطرها 5-10 ميكرومتر، وأقنعة الوجه كانت تعتبر خيارا مقبولاً أثناء نقص أجهزة التنفس، ما لم يكن المريض يخضع لإجراء طبي من المحتمل أن يولد الهباء الجوي.

وأوصت منظمة الصحة العالمية أيضاً بالتباعد مسافة تزيد عن متر واحد، والتي يُعتقد أن هذه القطرات تسقط خلالها على الأرض، إلى جانب غسل اليدين وتنظيف الأسطح والعطس في المرفقين. ومع نقص معدات الحماية الشخصية، نُصح الأشخاص بعدم ارتداء الأقنعة إلا إذا كانوا مرضى أو يعتنون بشخص مصاب. تعترف المصطلحات الجديدة بوجود الجسيمات التنفسية المعدية في نطاق متواصل من الأحجام، وتوصي بعدم تطبيق نقاط قطع محددة للتمييز بين الجسيمات الأصغر والأكبر.

وقالت عالمة الفيزياء ليديا موراوسكا، الأستاذة المتميزة في كلية علوم الأرض والغلاف الجوي بجامعة كوينزلاند للتكنولوجيا الأسترالية، والتي عملت على تقرير منظمة الصحة العالمية: «إنها خطوة إيجابية».

في أوائل عام 2020، قادت موراوسكا مجموعة دولية مكونة من 36 عالماً حذرت من انتشار الفيروس عبر الهواء ودعت وكالة الأمم المتحدة إلى تغيير إرشاداتها بشأن انتقال فيروس كورونا.

وقالت سمية سواميناثان، كبيرة العلماء السابقة في المنظمة، لمجلة ساينس قبل مغادرة منصبها في أواخر عام 2022، إنه كان ينبغي على منظمة الصحة العالمية أن تعترف بانتشار الفيروس عبر الهواء قبل ذلك بكثير، بناءً على الأدلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yne42ha5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"