شهدت دولة الإمارات في الأيام القليلة الماضية، أمطاراً غزيرة قياسية، تُعد الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في عام 1949، وهو حدث مائي إماراتي جدير بالانتباه والوعي لما نجم عنه من آثار إيجابية في جانب منها، حيث نسبة مياه الأمطار التي ينبغي أن تعود على البلاد والعباد بالنفع والخير الوفير، وسلبية في جانبها الآخر، بما نجم عنها من أضرار لحقت بالممتلكات العامة للدولة، والممتلكات الخاصة للأسر في شتى أرجاء البلاد.
على ضوء ذلك الحدث المناخي التاريخي الاستثنائي، وجَّهَ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الجهات المعنية بسرعة العمل على دراسة حالة البنية التحتية في مختلف مناطق الدولة وحصر الأضرار التي سببتها الأمطار، مع توجيهات سموه بتقديم الدعم اللازم إلى جميع الأسر المتضررة من آثار الأمطار في مختلف مناطق الدولة، وأمره بنقل الأسر المتضررة إلى مواقع آمنة بالتعاون مع الجهات المحلية، انطلاقاً من أن سلامة المواطنين والمقيمين وأمنهم تأتي على رأس أولويات حكومة الإمارات.
إذاً، البُنية التحتية على صعيد دولة الإمارات، بما لها وما عليها، وبما تتمتع به من نقاط قوة تُؤخذ بعين الاعتبار، أو ما تعانيه من مواضع ضعيفة تتطلب احتواءها والعمل على تحسينها للأخذ بيدها نحو التعافي.. هو في حقيقة أمره هدف مشترك عام، يجب السعي إلى احتوائه وترجمته على أرض الواقع، من خلال تكاتف جهود جميع الجهات المعنية في هذا الشأن، على رأسها الحكومة الاتحادية، ومعها زميلاتها الحكومات المحلية والقطاع الخاص على مستوى الدولة.
إنَّ أمراً وطنياً إنسانياً تكاتفياً كهذا، يتطلب تجنيد كافة الطاقات والخبرات لأجل الأخذ بيد البلاد في قادم الأيام نحو بر الأمان، ولتجنيبها الوقوع فريسة ميدانية بسبب تعرضها لحالة جوية غير غير مسبوقة لم تشهدها الدولة من قبل ولم تشهد مثيلها منذ أكثر من 75 عاماً.. حيث أنَّ الاستجابة الاستباقية والاحترافية لمختلف الجهات المعنية في الدولة، سوف تُسهم في حماية الأرواح والممتلكات وتعزيز السلامة وسرعة التعافي من آثار حالة عدم الاستقرار الجوي هذا العام، وما صاحبها من هطول أمطار غير مسبوقة، بحيث تعود معظم - إن لم تكن كل - المرافق الخدمية من جسور وطرق وسدود إلى عملها في وقت قياسي، بما يعني عودة الحياة السُّكّانية إلى الوجود المجتمعي بكافة نطاقاته وقطاعاته، وأن يكون هذا التعافي حجر أساس لبنية تحتية إماراتية مستدامة، لأجيال وأجيال.
[email protected]
