اتهم ممثلو الادعاء أمس الثلاثاء دونالد ترامب بانتهاك أمر حظر النشر الذي فرضه القاضي الذي يرأس محاكمته في ما يعرف بقضية «المال الخفي» لمنعه من ترهيب الشهود، فيما يقول المحامون إن أمر حظر النشر ينتهك حقوقه في حرية التعبير. وإذا وُجد أن ترامب مذنب بتهمة ازدراء المحكمة قد يؤدي ذلك إلى دخوله السجن ويولد نزاعاً مع الجهاز الأمني المكلف حماية الرؤساء الحاليين والسابقين، وبينما يرجح أن تُفرض عليه غرامة، قال ترامب إن إيداعه السجن سيكون «شرفًا عظيمًا» له.
وقال المدعي العام كريس كونروي للقاضي خوان ميرشان في جلسة استماع عُقدت لتحديد ما إذا كان ينبغي احتجاز الرئيس السابق بتهمة ازدراء المحكمة «إن هجماته على الشهود تنتهك الأمر بوضوح». وقال كونروي «إنه مطلع على الأمر (القضائي)، ويعرف ما لا يُسمح له بفعله، وهو يفعل ذلك في أي حال.... إن عصيانه الأمر (القضائي) متعمد، إنه يفعل ذلك عن قصد». واتُهم ترامب البالغ 77 عاماً بتزوير سجلات تجارية لشراء صمت «ستورمي دانييلز» بشأن علاقة تعود للعام 2006 كان من الممكن أن تؤثر على حظوظه للفوز في الانتخابات الرئاسية عام 2016. ويُتوقع أن تكون دانييلز من بين شهود الادعاء وكذلك مساعده الشخصي السابق مايكل كوهين الذي رتب تسليم المبلغ المزعوم للممثلة. ويخضع ترامب لأمر حظر نشر جزئي فرضه القاضي خوان ميرشان لمنعه من مهاجمة الشهود والمدعين العامين وأقارب موظفي المحكمة في العلن. لكن ذلك لم يمنعه من أن ينشر عبر منصته للتواصل الاجتماعي تعليقات عن كوهين ودانييلز وأن يتعرض لهما بقوله إنهما «فاسدان كلفا بلادنا غالياً بأكاذيبهما وافتراءاتهما». وأدلى ترامب أيضًا بتصريحات حول هيئة المحلفين أضافها الادعاء إلى شكواه الأصلية بشأن انتهاك أمر حظر النشر تتعلق بمنشور آخر له على منصة «تروث سوشال» عندما نقل عن معلق في قناة «فوكس نيوز» جيسي واترز قوله إن «نشطاء ليبراليين متخفين يكذبون على القاضي من أجل الانضمام إلى هيئة المحلفين». وفي تصريحات أدلى بها قبل دخوله غرفة الاستماع، ركز ترامب هجماته على منافسه في السباق إلى البيت الأبيض جو بايدن الذي حمَّله مسؤولية التوترات في الجامعات على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة وهاجمه بسبب مواقفه من النزاع. وقال عن بايدن «إنه ليس صديقاً لإسرائيل، هذا أمر مؤكد، وهو ليس صديقاً للعالم العربي أيضاً». وتُعقد جلسة الاستماع غداة سماع هيئة المحلفين المرافعات الافتتاحية في قضية دفع ترامب أموالاً لشراء صمت دانييلز بعد أن وضعه ممثلو الادعاء في قلب مؤامرة إجرامية يصر محاموه أنه «بريء منها». وهذه القضية هي أول محاكمة جنائية على الإطلاق لرئيس أمريكي سابق وتهدد مساعيه للعودة الى البيت الأبيض في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر، نظراً لأنه مضطر لحضور الجلسات بدل تخصيص كامل وقته المتاح لحملته الانتخابية. ووبَّخ القاضي ميرشان ترامب مباشرة بعد أن تمتم بصوت عالٍ بما يكفي ليسمعه المرشحون لدى اختيار هيئة المحلفين، ورسم إشارات بيديه. ولن تُنشر أسماء المحلفين أثناء المحاكمة. ولدى عرضهم الاتهامات على المحلفين، قال ممثلو الادعاء إن ترامب متورط في مؤامرة مركبة من الاحتيال والتستر على الاحتيال. وقال مساعد المدعي العام ماثيو كولانجيلو إن «هذه القضية تتعلّق بمؤامرة إجرامية وتستر.. كان احتيالاً انتخابياً بكل بساطة».
(وكالات)
