عادي

رفح تحبس أنفاسها.. وإسرائيل تكثف القصف

22:01 مساء
قراءة 4 دقائق
رفح تحبس أنفاسها وإسرائيل تكثف القصف

القاهرة - رويترز

كثفت إسرائيل القصف الجوي على رفح الليلة الماضية، بعدما قالت إنها ستجلي المدنيين من المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة وتبدأ هجوماً شاملاً، رغم تحذيرات حلفائها من أن ذلك قد يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، فيما يحبس مئات الآلاف من النازحين أنفاسهم ترقباً للهجوم الذي يخشى من تداعياته عليهم.

وقال مسعفون في القطاع الفلسطيني المحاصر، إن خمس غارات جوية إسرائيلية على رفح في وقت مبكر الخميس أصابت ثلاثة منازل على الأقل، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم صحفي محلي.

وأعرب إبراهيم خريشي السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة الخميس، عن مخاوفه مما سيحدث في رفح، لأن مستوى التأهب مرتفع للغاية. وقال إن البعض يغادرون وهم خائفون على عائلاتهم، لكنه غير مسموح لهم بالذهاب إلى الشمال، وبالتالي هم محاصرون في المنطقة.

وفي الشهر السابع من الحرب المدمرة جواً وبراً، استأنفت القوات الإسرائيلية قصف المناطق الشمالية والوسطى من القطاع، وكذلك شرق خان يونس في الجنوب. وقال ديفيد مينسر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إن مجلس وزراء الحرب بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعات «لمناقشة كيفية تدمير آخر فلول لحماس وآخر معاقل للحركة في رفح وأماكن أخرى».

وأحجم عن الكشف عن توقيت لعملية برية في رفح، أو ما إذا كان المجلس سيعطي الضوء الأخضر للعملية.

وقالت سلطات الصحة في غزة الخميس، إن الحرب التي دخلت الآن شهرها السابع أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 34305 فلسطينيين. وأدى الهجوم إلى تدمير جزء كبير من القطاع المكتظ بالسكان والحضري على نطاق واسع، ما تسبب في نزوح معظم سكانه وعددهم 2.3 مليون نسمة وبقاء كثيرين دون قدر يذكر من الغذاء والماء والرعاية الصحية.

وقال سكان وشهود إن تصاعد التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح، وهي الملاذ الأخير لنحو مليون نازح مدني بسبب توغل القوات الإسرائيلية في شمال القطاع في وقت سابق من الحرب، دفع بعض العائلات إلى المغادرة إلى منطقة المواصي الساحلية القريبة، أو محاولة شق طريقهم إلى نقاط أبعد شمالاً.

لكن عدد النازحين الذين يغادرون رفح لا يزال قليلاً، إذ إن كثيرين في حيرة من أمرهم، بشأن المكان الذي يجب أن يذهبوا له قائلين إن تجربتهم على مدار المئتي يوم الماضية من الحرب علمتهم أنه لا يوجد مكان آمن فعلاً.

وقال محمد ناصر (34 عاماً) وهو أب لثلاثة أطفال، إنه ترك رفح قبل أسبوعين ويعيش الآن في ملجأ في دير البلح بوسط غزة لتجنب مفاجأة الغزو العسكري الإسرائيلي له، وعدم استطاعته الهرب.

وقال ناصر عبر تطبيق للدردشة، إنه وأسرته يهربون من فخ إلى آخر، واصفاً ما يحدث بلعبة فخ الفأر.

وأضاف أنهم يحاولون التكيف مع الواقع الجديد، ويأملون في رؤية تغير للأفضل، رغم الشكوك التي تساورهم بشأن ذلك.

وقالت شاينا لو المتحدثة باسم المجلس النرويجي للاجئين، إن هناك عدداً أقل من الناس فيما يبدو في رفح المتاخمة لمصر.

وأوضحت أن فرقاً موجودة على الأرض أفادت بأن السكان يتوقعون اجتياحاً بعد انتهاء عطلة عيد الفصح اليهودي في 30 إبريل/ نيسان.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي بارز، الأربعاء، إن إسرائيل تستعد لإجلاء المدنيين قبل الهجوم، وإنها اشترت 40 ألف خيمة، تسع الواحدة منها ما بين 10 و12 شخصاً، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.

وأظهرت صور التُقطت بالأقمار الصناعية لمنطقة المواصي الواقعة بين رفح وخان يونس والبحر، وهي منطقة من الشواطئ الرملية والحقول، وتمتد بطول حوالي خمسة كيلومترات، وعرض ثلاثة كيلومترات تقريباً فقط، إقامة تجمعات كبيرة من المخيمات خلال الأسبوعين الماضيين.

* قصف وجثث

دعا فريق من الدفاع المدني الفلسطيني، الخميس، الأمم المتحدة إلى التحقيق بشأن ما قال إنها جرائم حرب في مستشفى بغزة، موضحاً انتشال نحو 400 جثة من قبور جماعية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مجمع المستشفى في خان يونس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ادعاءات السلطات الفلسطينية، بأن قواته دفنت الجثث «لا أساس لها من الصحة».

وواصلت القوات الإسرائيلية قصف بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا والزيتون في غزة، حيث قال بعض السكان، إن مسلحين من حركتي «حماس» و«الجهاد» يقاتلون القوات البرية الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون ونيران قناصة.

وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية إن خدمات الإنترنت انقطعت في مناطق بغزة، الخميس، وإن ذلك بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وتفاقم نوبات انقطاعات الإنترنت العقبات التي تواجه جهود توصيل مساعدات الطوارئ للمدنيين المنكوبين وتوفير الرعاية الطبية في المراكز القليلة التي لم يدمرها القتال بعد.

وبعد انسحاب مفاجئ للجيش الإسرائيلي في بداية إبريل/ نيسان الجاري، فر فلسطينيون من طرفي القطاع الساحلي الضيق مرة أخرى من الموت هذا الأسبوع، بسبب قصف وصفوه بأنه من الأعنف خلال الحرب.

وقالت الحكومة البلجيكية الخميس، إن موظف إغاثة كان يشارك في جهود المساعدة التنموية البلجيكية قُتل في قصف إسرائيلي على مدينة رفح، مضيفة أنها ستستدعي السفير الإسرائيلي بسبب الواقعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3n2xkc9v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"