عادي
مشاركون: الإمارة وحّدت العرب على الصعيد الثقافي

ختام فعاليات جائزة الشارقة للإبداع العربي

19:45 مساء
قراءة 4 دقائق
عبدالله العويس ومحمد القصير والشعراء المشاركون
  • قراءات شعرية تخاطب الوجدان وتتأمل الذات

القاهرة - «الخليج»

اختتمت جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول)، فعاليات الدورة السابعة والعشرين التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونظمتها إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية.

أقيم حفل الختام في المجلس الأعلى للثقافة في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة الأمين العام للجائزة، وحسين القباحي مدير بيت الشعر في الأقصر، وجمهور كبير من المثقفين والأدباء المصريين والعرب.

شهد اليوم الختامي استكمال المحور الثاني من الورشة العلمية بعنوان «السرد التفاعلي.. السمات والجماليات»، بمشاركة ياسين معيزو، ومحمد علي حسن من مصر، فيما أقيمت جلسة شعرية، بمشاركة: عبيد عباس ويوسف عابد من مصر، ويزن قاسم من سوريا. وقال عبد الله العويس، في كلمة ختامية «يولي صاحب السمو حاكم الشارقة الشباب العربي عناية خاصة، وذلك عن طريق رعاية إبداعاتهم وإنتاجهم الأدبي والفني المتعددة، ويتضح ذلك في العديد من المبادرات الثقافية التي يطلقها سموه بين فترة وأخرى».

وأشار العويس إلى أن جائزة الشارقة للإبداع العربي تأتي ضمن هذه الرعاية الشاملة، حيث أدرك سموه أهميتها عندما وجّه بها منذ سبعة وعشرين عاماً، ونقل العويس تهنئة صاحب السمو حاكم الشارقة إلى الفائزين بجوائز هذه الدورة متمنياً لهم المزيد من النجاح والتألق في مساراتهم الأدبية الإبداعية.

وقال محمد القصير: «إن رؤية الجائزة تتجدّد بتجدد كل دورة تأكيداً على رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة في الاهتمام بالشباب العربي المبدع نحو الكتابة وتمكين الكاتب لكي يخطو أولى خطواته بثقة إلى المزيد من العطاء والإنتاج الأدبي والإبداعي».

وأشار الأمين العام للجائزة إلى أن الدورة السابعة والعشرين تميّزت بحضورها، حيث قدّمت أسماء جديدة للساحة الثقافية العربية، كما ناقشت عنواناً بارزاً في سرد الرواية المعاصرة عبر بحوث نالت الكثير من الإشادة من النقّاد والأكاديميين المصريين والعرب.

وقال المشرف العلمي على الورشة د. حسين حمودة في ختام الجلسات: «تملأ هذه الجائزة فراغاً كبيراً في الساحة الثقافية والإبداعية العربية، وقد أصبحت، بعد 27 دورة تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، جائزة عربية مرموقة، حيث تسعى إلى أن تستكشف المبدعين والمبدعات في مجالات إبداعية متعددة ومتنوعة من كافة أنحاء الوطن العربي، إذ تتسق مع رؤى سموّه باتجاه وضع الإبداع العربي والثقافة العربية الموضع اللائق بهما ضمن الثقافات الإنسانية الكبرى، والحقيقة أننا نشهد في كل عام مواهب جديدة في كافة حقول الجائزة، كما أن الورش المصاحبة للجائزة، التي تقام لمناقشة بعض الموضوعات المهمة، تقدّم زاداً آخر من الرؤى والتصورات والحوارات التي تشكّل نوعاً من الاتصال والتواصل يربط بين المبدعين والمبدعات من بلدان الوطن العربي».

وأضاف حمودة حول الورشة العلمية: «إن بحوث الدورة الحالية انصبت في مجملها على القضية الأساسية المرتبطة بمحور هذا النقاش حول «الفنيات السردية في الرواية المعاصرة»، واتصلت المناقشات بعدد من القضايا المهمة في هذا المجال، وكان لكل باحث وباحثة، ولكل ناقد وناقدة، الاجتهاد الخاص به، وقد وضح هذا في الكتاب الذي صاحب هذه الورشة في القاهرة».

«السرد التفاعلي»

أشار محمد علي حسن في ورقته البحثية إلى أن الأدب يبقى ابناً للمجتمع، وليس أسلوباً يتم الترويج له عبر وسائل التسويق الاجتماعيّ، وإنَّما الأديب في النهايَة شخص يُمارس دوره في ظِلّ اتساع المعرفة وعمق النظريّات العلميّة القادرة على الولوج لبنية الإنسان، مضيفاً«وبحكم الحدود اللامتناهية للعلم، نتوقع صورة جديدة للأدب تظل مَحكومة بنمط التطوّر الاجتماعيّ».

وحاولت ورقة معيزو البحثية أن تتعرض إلى موضوع «السرد التفاعلي»، بوصفه جنساً أدبياً ترابطياً، مستهلاً حديثه بالسؤال عن الكيفية التي يتشكل بها النص السردي التفاعلي، وما هي خصائصه الفنية الجمالية، كما تساءل «هل ينفرد المبدع بإنتاج العمل السردي التفاعلي، أم أن للمتلقي مساهمة مهمة في عملية الإنتاج، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف تتضافر جهود المبدع والمتلقي في خلق سرد تفاعلي؟ وإلى أي حد يمكن عد هذا التفاعل مؤسساً لشعرية جمالية جديدة؟».

«تأملات الذات»

وفي الجلسة الشعرية الختامية شهد الحضور مناخات إبداعية متنوعة بمشاركة: عبيد عباس ويوسف عابد من مصر، ويزن قاسم من سوريا، فيما تولى التقديم الشاعر المصري حسن عامر.

وقرأ عباس من قصيدة بعنوان «اغتراب»، مطلعها:

على بقعة غير هذي استوى ومن منهل غير هذا ارتوى

وفي لحظة الشوق لمّا عرجنا إلى سدّة الحلم فينا هوى

وقدّم يزن قاسم «بطاقة تعريف» يقول فيها:

مثقوبة روحي تسيل صدى لأصوات القُدامى

ها أبلغ العشرين أجمع أحرفي عاماً فعاماً

كي أكتب البيت الأخير عسى أُخلدني ختاما

وقرأ يوسف عابد من قصيدة «الطريق إلى أين»، يقول:

لم يبق عندي فضول غير ما أجد أنا الطريق التي لم يمشها أحد

كل الجهات غدي كل الصفات أنا من قبل ما يتجلى الغيم محتشد

وكل ما لست أهواه أجربه لأن في الأمر شيئاً ليس ينعقد

«وحدة عربية»

أكّد مشاركون وفائزون أن الشارقة وحّدت المنطقة العربية على الصعيد الثقافي، وشيّدت جسور الثقافة والمحبة بين الشعوب، وترجمت مساعيها لإحداث حراك ثقافي ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الشعوب العربية.

وأعرب فائزون عن سعادتهم الغامرة بتحقيقهم الفوز في جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول)، معتبرين الجائزة أم الجوائز، لأنها، كإصدار أول، تفتح الباب للمبدعين ليستمروا في الإبداع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yt5sd9eu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"