عادي

اليونسكو تختار طنجة للاحتفاء باليوم العالمي للجاز

19:25 مساء
قراءة دقيقتين
عبد الله الكورد (أ.ف.ب)
عبد الله الكورد (أ.ف.ب)

احتضنت مدينة طنجة المغربية، فناني جاز أمريكيين كباراً مثل راندي ويستون وإدريس سليمان وماكس روتش عبروا المحيط الأطلسي نحو «واحة من الحرية»، مخلّفين إرثاً تحتفي به منظمة اليونسكو، الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي للجاز.

فقد مارست المدينة، الواقعة بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسط في أقصى شمال غرب المغرب، في تلك الفترة «سحراً جذاباً على موجة من المثقفين والموسيقيين (الأجانب)، حتى نُسب لأحدهم قوله: إن في نيويورك سفينة على استعداد دائم للإبحار نحو طنجة»، على ما يقول مؤسس مهرجان «طنجاز» فيليب لوران.

اختارت اليونسكو طنجة للاحتفاء باليوم العالمي للجاز هذا العام، وتحتضن اعتباراً من السبت، مؤتمرات وحفلات في الهواء الطلق، تتوج بإقامة احتفال دولي كبير بمشاركة فنانين مثل: عازف البيانو هيربي هانكوك وعازفي غيتار الباص ماركوس ميلر وريتشارد بونا وعازف الغيتار روميرو لوبامبو.

تعود جذور تلك الجاذبية إلى انفتاح المدينة على العالم خلال الفترة التي كانت فيها تحت إدارة دولية (1923-1956)، أثناء خضوع المغرب للحماية الفرنسية- الإسبانية في النصف الأول من القرن الماضي.

وما زاد مكانتها العالمية، أن كُتّاباً وشعراء من حركة «بيت جنرايشن» الأدبية الأمريكية، وموسيقيي جاز أمريكيين من أصول إفريقية جاؤوا إليها سعياً خلف جذورهم الإفريقية، وفق ما يوضح المؤرخ فريد بحري، مؤلف كتاب «طنجة تاريخ للعالم والمغرب».

شكلت طنجة في تلك الفترة «واحة للحرية، مثلما هي موسيقى الجاز»، كما يضيف لوران، فيما يشير بحري إلى، أن «وجود موسيقيين أمريكيين في طنجة كان مرتبطاً أيضاً بالنشاط المكثف للدبلوماسية الأمريكية» في المدينة.

واستقر فيها مثلاً عازف البيانو الشهير راندي ويستون لخمسة أعوام، بعد جولة له في 14 بلداً إفريقياً نظمتها وزارة الخارجية الأمريكية عام 1967.

ولعب هذا الفنان الذي برز في حي بروكلين النيويوركي دوراً أساسياً في نسج أسطورة طنجة، وخصص لها ألبوماً أصدره عام 1973 بعنوان «طنجة».

خلال مقامه في «عروس الشمال»، كما تلقب في المغرب، عايش ويستون فنان موسيقى كناوة المغربي عبد الله الكورد، الذي يتذكره قائلاً: «كان راندي رجلاً مميزاً لطيفاً ومحترماً، لقد قدم الكثير للمدينة وموسيقييها».

تعاون «معلم» كناوة الكورد مع صديقه راندي الذي توفي العام 2018، ودفعا معاً حدود الإبداع بعيداً، ليصبحا رائدي المزج بين الجاز وكناوة، الموسيقي الصوفية التي تعود جذورها إلى العبيد المُرحّلين من غرب إفريقيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycx6dk6f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"