عادي

بعد جريمة طفل شبرا.. كيف تحمي أولادك من «الدارك ويب»؟

14:49 مساء
قراءة 3 دقائق
بعد جريمة طفل شبرا.. كيف تحمي أولادك من «الدارك ويب»؟

القاهرة - إيمان مندور
أحدثت جريمة العثور على طفل مقتول ومنزوع الأحشاء في مصر حالة من الرعب والصدمة للمجتمع المصري، حيث ارتبطت القضية المعروفة إعلامياً بـ«طفل شبرا» بشكل رئيسي بتجارة الأعضاء البشرية و«الدارك ويب»، إذ تبيّن في النهاية أنها ضمن سلسلة فيديوهات دموية تم تصويرها بغرض بيعها لمواقع إلكترونية مخصصة لذلك.
بشاعة الحادث لم تقتصر على تفاصيله الدموية، بل كون المحرض الأساسي على الجريمة هو طفل مصري في سن مقارب للضحية، مقيم مع أسرته في دولة الكويت، واعترف في تحقيقات النيابة أنه اتفق مع القاتل على ارتكاب الجريمة وتصويرها خلال «فيديو كول»، بغرض بيع الفيديوهات بملايين الجنيهات عبر مواقع إلكترونية بعينها، وأنه كرر ذات الجريمة في مرّات سابقة.
الأمر الذي أثار تساؤلات ومخاوف أيضاً لدى الآباء والأمهات حول عالم «الدارك ويب»، وما يخفيه من مخاطر على حياة أبنائهم، سواء بجعلهم جناة أو ضحايا، وكيف يمكن حماية الأطفال والمراهقين من الوقوع في فخ الجرائم الإلكترونية.
ما هو الدارك ويب؟
أشار ، خبير تكنولوجيا وأمن المعلومات، في حديثه لصحيفة «الخليج» إلى، أن عالم الإنترنت مكون من 3 أجزاء أولها، «الإنترنت السطحي» الذي يمثل 6% من مجموع الإنترنت، ويتمثل في جميع شركات التكنولوجيا ومحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، باختصار هو الإنترنت الذي نستخدمه جميعاً.

المهندس أحمد طارق
المهندس أحمد طارق

الجزء الثاني، هو «الإنترنت العميق» أو ما يعرف بـ «الديب ويب»، وهو يشكّل 90% من الإنترنت الخفي، ويتضمن ملفات حساسة لكبار الشخصيات، وتسريب البيانات، وعمليات التزوير والتهريب، واختراق حسابات المشاهير وغيره من الأمور.
أما الجزء الثالث، وهو أكثرهم خطورة، بحسب خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات، فهو «الدارك ويب»، الذي يمثل 4% من مجموع الإنترنت، ويكون الدخول إليه مشفراً وصعباً للغاية، ويتم فيه كل أنواع التجارة غير المشروعة وغير الآدمية، لدرجة وجود بث مباشر لعمليات تعذيب، يطلب فيها المشاهدون من صاحب البث تعذيب الضحية بشكل معين مثلاً، ودفع مبالغ مالية مقابل تنفيذ هذا الطلب.
خطورة الدارك ويب على الأطفال
أضاف خبير تكنولوجيا وأمن المعلومات أحمد طارق، أن خطورة «الدارك ويب» تزداد عاماً تلو الآخر، خاصةً على «الجيل Z»، وهو جيل مواليد ما بين 1997 حتى 2012، الذين كثرت محاولات دخولهم إلى هذا العالم الخفي.
وتابع، «في غياب الرقابة الأبوية يبدأ هذا الجيل في محاولة الدخول من خلال بعض المتصفحات المختصة بذلك، وأحياناً يدخلون لمواقع حساسة للغاية بدافع الفضول، وعادةً تكون البداية من خلال بحثهم عن كيفية اختراق لعبة معينة، أو بحث عن فيديوهات تعذيب حيوانات، ويستمر الفضول حتى يصل بهم إلى هذه المواقع الخطيرة، التي قد تؤدي لاختراق أجهزتهم، وربما تعرض عائلاتهم للخطر والتهديدات الحقيقية، فضلاً عن تعرضهم للنصب وخسارة الأموال، وغيرها من الأمور».
كيف نحمي أطفالنا؟
«لا يوجد شيء اسمه خصوصية إلكترونية لدى الأطفال، لا بد من وجود رقابة أبوية صارمة لحماية الأبناء».. هكذا استهل المهندس أحمد طارق إجابته عن كيفية حماية الأطفال من مخاطر «الدارك ويب»، مؤكداً، أن بعضهم يروج لكون هذا العالم الخفي به إيجابيات وسلبيات شأنه شأن أمور كثيرة، لكن هذا الرأي غير صحيح، فهذا العالم سلبي وخطير بنسبة 100%.
وشدد على، أن بداية الحماية تكون بمعرفة متى نسمح للطفل باقتناء هاتف محمول خاص به، فمن هم دون سن الثامنة لا يجب أن يكون لديهم هواتف على الإطلاق، بل يمكنهم مشاركة الأبوين في مشاهدة أمور مناسبة عبر شاشة التليفزيون، ولاحقاً يمكن منحهم أجهزة لوحية بإشراف أبوي كامل، ثم الهواتف في سن متقدمة.
وأكد خبير تكنولوجيا وأمن المعلومات أنه لا مفر من وجود إشراف أبوي، مع التحكم في الجهاز الذي يحمله الطفل من خلال بعض التطبيقات التي تسهّل ذلك، مثل تطبيق «Fami Safe»، الذي يسمح بمتابعة والتحكم في كل ما يراه الطفل عبر جهازه.
واستنكر طارق ترويج بعضهم لفكرة رفض الرقابة التكنولوجية على الأبناء الصغار بداعي الخصوصية، قائلاً: «هذا جهل وإهمال وعدم وعي بمدى خطورة تلك المواقع على الأبناء والأسرة والمجتمع ككل.. لا مفر من الرقابة الأبوية دوماً للحفاظ على أطفالنا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/53j62ehd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"