عادي

وضع شائك لإنتاج «التوليب» في هولندا

19:40 مساء
قراءة 3 دقائق
حقل التوليب (أ.ف.ب)

تشكّل زهور التوليب الحمراء والوردية فخراً لهولندا، لكنّ التغيّر المناخي يصعّب أكثر فأكثر المهنة التي تتطلب أصلاً قدراً كبيراً من التفاني، ويتفاقم هذا التحدي الطويل الأمد بفعل المشاكل التي يتسبب بها تشديد الرقابة على الحدود في أعقاب البريكست.

يشرف أرجان سميت على حقل من زهور التوليب الحمراء والوردية التي تتولى عائلته زرعها منذ العام 1940.

ويشير الرجل البالغ 55 عاماً إلى أنّ التغير المناخي يزيد صعوبة مهنة تتطلّب جهوداً كبيرة.

ويقول إنّ «المناخ تغيّر. ويمكننا أن نستشعر ذلك. تزداد كميات المتساقطات»، مضيفاً وهو يشير إلى حقل خلفه «هطلت خلال العام الفائت كميات كبيرة من الأمطار، ونلاحظ راهنا النتيجة».

ويبدو المشهد من السماء مثالياً مع صفوف جميلة من الزهور، لكن عند معاينة الحقل من قرب، تظهر بقع موحلة منع المطر فيها زهور التوليب من النمو.

الصورة

ويقول سميت إنّ «الأمر صعب أحياناً. شهد الشتاء الفائت كميات كبيرة من الأمطار. وفي المجمل، خسرنا في قطاعنا نحو 8 إلى 9% من النبتات الصغيرة، بعدما قضت عليها المياه».

وبالإضافة إلى كميات الأمطار الكبيرة، تؤثر في زراعة التوليب درجات الحرارة المرتفعة، مع تسجيل حرارة أكبر في هولندا خلال الربيع والصيف. ويقول سميت في هذا الصدد إنه يسقي زهوره أكثر مما كان يسقيها بمرتين قبل عشر سنوات.

وتنتج شركته «سميت فلاورز» 11 مليون زهرة توليب من أنواع مختلفة، تُنبتها على مدار السنة معتمدةً مزيجاً من الزراعة الطبيعية والدفيئات الزراعية.

وزُيّن موقع الشركة بصور لسميت وهو يقدّم زهوره إلى مشاهير من بينهم ملكة هولندا ماكسيما. ويقول مازحاً «كان الملك وليم ألكسندر يشعر بالغيرة».

الصورة

وبما أنّ الشتاء شهد كميات مرتفعة من الأمطار، لم تترسّخ الجذور بالعمق الكافي للبحث عن الماء، ما أثار مخاوف بشأن الحصاد، على قول سميت خلال يوم كان فيه الطقس غير اعتيادي لنهاية إبريل/ نيسان.

ويخشى ألا تكون لزهوره في الطقس الحار «جذور كافية لامتصاص كميات الماء التي تحتاجها». ويشدد على ضرورة أن يبقى المزارع حذراً باستمرار.

وباستعمال الألواح الشمسية ومياه الأمطار المعاد استخدامها، يؤكد سميت أنه يبذل قصارى جهده للزراعة بشكل مستدام في وقت يُتّهم القطاع بالآثار الضارة التي يتركها على البيئة.

وفي حين يشكل التغير المناخي تحدياً طويل الأمد، ينتاب مزارعي التوليب الهولنديين قلق إزاء تهديد وشيك أكثر يتمثل في تشديد الرقابة على الحدود في أعقاب البريكست.

واعتبارا من 30 إبريل/ نيسان، تخضع أنواع كثيرة من النباتات والأزهار لعمليات تفتيش قبل إدخالها إلى المملكة المتحدة.

وفي البلدين المطلين على بحر الشمال، يشعر التجار بالقلق بشأن التأخيرات أو تلف المنتجات.

ويشير تيم روزندال من جمعية الزهور الهولندية إلى شعور بالريبة مرتبط بمهل الانتظار، لافتاً إلى عدم وجود قدرة كافية بعد لإجراء عمليات التفتيش.

الصورة

ويضيف: تقول الشركات إنها تفكر في عدم تصدير النباتات خلال الأسبوع الأول من بدء عمليات التفتيش، في حين تطرقت وسائل إعلام بريطانية إلى مشكلة تكدّس النباتات والأزهار في المشاتل.

ويلفت سميت إلى أنّ نحو 80% من محصوله يُباع إلى الخارج، إذ يبيعه مباشرة إلى المصدّر، مشيراً إلى أنّ أي تأخير قد يحصل في نقاط التفتيش الحدودية سيكون كارثياً للزهور.

وعلى الرغم من التحديات، يظهر المزارع تفاؤلاً بشأن فرص ابنه تيم (22 عاماً)، الذي يُفترض أن يصبح من جيل العائلة الرابع الذي يدير الشركة.

ويقول: ما نواجهه صعب، لكنّ الإدارة الجيّدة للمشكلة تتيح تحقيق أرباح جيدة في مجال زراعة الأزهار... علينا ألا نجلس مكتوفين.

ويؤمن الرجل الذي تبرّع حديثاً لعدد كبير من المدن التي دمرتها الحرب في أوكرانيا، بالتأثير الإيجابي للزهور.

ويقول«كنت صامتاً هناك. حضر الناس إليّ والدموع في أعينهم وأصواتهم محبطة وقالوا لي «شكراً لك على الزهور. إنها تساعد صحتنا الذهنية»، مضيفاً «يمكن للناس أن يقولوا ما يريدون، لكن نحن بحاجة إلى الزهور!»

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2d3p4ryj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"