عادي

الحرب في غزة تفرق بين مولود وأسرته

18:10 مساء
قراءة 3 دقائق

قطاع غزة - رويترز

وُلد الرضيع الفلسطيني يحيى حمودة، قبل موعد ولادته بشهرين وسط احتدام الحرب في قطاع غزة، وجرى إجلاؤه لجنوب غزة بعد أن دهمت القوات الإسرائيلية المستشفى الذي كان يتلقى فيه الرعاية بشمال القطاع، ومنذ ذلك الحين، لم يره والداه العالقان في شمال غزة.

وتقلب والدته سندس ووالده زكريا صور الرضيع، الذي يبلغ عمره الآن خمسة أشهر، على هاتف محمول في منزلهما بجباليا في الشمال الذي تفصله نقاط تفتيش الجيش الإسرائيلي عن الجنوب. وقالت سندس، الأم: إن اجتياز 30 كيلومتراً من جباليا إلى رفح يعد أمراً في غاية الخطورة.

وأضافت، «حاجز هلأ بيفصل ما بين رفح والشمال عليه دبابات، عليه جرافات والآلات حادة ومقدرش أروح أنا وزوجي وطخ وقصف بيقتلونا وبخاف ابني يعيش لحاله، يعني بيضل وحيد أمه وأبوه».

ووُلد يحيى في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، أي بعد سبعة أسابيع من اندلاع الحرب، وبحسب السلطات الصحية في غزة، قُتل أكثر من 34 ألف شخص في القطاع خلال الحرب الإسرائيلية التي أدت إلى تدمير جزء كبير من القطاع.

ومع انقطاع الاتصالات، مرت ثلاثة أشهر قبل أن يتمكن والدا يحيى من الاتصال بالمستشفى الذي يعالجه في رفح والتأكد من أنه بخير. وبقيا في جباليا خوفاً من ألا يجدا مكاناً يقيمان فيه في رفح.

وقالت سندس: «بعد ثلاثة أشهر شفت صورته على الجوال وأنا نفسي أحضنه، نفسي أرضعه. يعني هل بعد شهور ابني بده يرجع يرضع مني؟ مستحيل بعد هيدا الشيء اللي صار.. يعني نفسي مُنى عيني مُنى عيني ابني يرضع مني».

وأضافت، «أنا لما أشوف واحدة من قرايبي قاعدة بترضع ابنها. أنا نفسي يكون ابني اللي برضعه، لما مثلاً مرت (زوجة) أخويا ولا حدا بتغيّر لابنها قدامي الله لو ابني طب ما أنا كان ابني بعمله متل هيك».

وأكملت، «استنيته كتير.. كتير استنيته. يعني نفسي يرجع كل دقيقة كل ثانية بحكي لزوجي بدي ابني بدي ابني. وزوجي يحكيني اصبري اصبري اصبري بس أنا مش قادرة، صبرت شهور. كتير صبرت».

ويتلقى يحيى الرعاية من قبل الممرضين والطاقم الطبي في إحدى مستشفيات رفح. وقالت أمل أبو ختلة، الممرضة في المستشفى: «وقت ما طلع حمودة من مستشفى كمال عدوان، المستشفى كانت محاصرة وكان الوضع كتير سيء وكتير صعب والدبابات في كل مكان لكن لطف الله كان».

وأضافت، «للأسف كان وضعه كتير صعب وكتير سيء أول ما أجانا احتاج لتنفس صناعي لفترة أسبوع تقريباً، بعد أسبوع الحمد لله يعني صار أحسن وصحته منيحة ولكن فقدنا الاتصال مع أهله لدرجة أنه احنا فكرنا أنه الأهل مستشهدين».

وقالت: إنه أصبح «ابن الحضانة.. يحيى حمودة تربى عندنا تقريباً أربعة أشهر»، إذ أخذ الجميع على عاتقهم الاعتناء به وتضيف «اضطرنا احنا نعتني فيه ونقدم له دور الأم ودور الممرض أيضاً».

وتابعت، «تقريباً فيه عندنا 50 ممرضاً في القسم موزعين ما بين أم وأب لحمودة فكان كتير مدلل عندنا وكتير نهتم فيه وطول الوقت بنحب نصوره ونناغيه ونضحكه، ودايماً من إيد لإيد يعني مبينسابش خالص. فكنت دايماً بحكي إنه لو كان عندنا ولاد مكنش هنهتم فيه زي ما بنهتم بحمودة».

وفي جباليا بشمال القطاع، يتوق زكريا والد يحيى إلى لم شمله معه.

وقال: «يعني إشي صعب إنك تبقى عارف أن هذا الشيء إلك وتبقى مش قادر توصله.. فلذة كبدك أنت متقدرش توصله ولا تقدر تحضنه إلك خمس ست أشهر.. يعني صورة بعد ثلاثة أربعة أشهر حصلنا عليها. هذا إشي صعب جداً. ما فيه واحد في العالم بيتحمل أنه يشوف ابنه بعيد عنه وما يقدر يجيبه.. يعني بعد عدة أشهر ما ظل فيه الواحد يتحمل، الله أعلم كل يوم فيه عندنا قصف، أنا أمنية حياتي حاجة واحدة.. إني احتضن ابني وربنا يجمعنا بس».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/52xmxuvb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"