أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية «أكموتو»، أمس الاثنين، بأنها تلقت بلاغاً عن انفجار قرب سفينة تجارية على بعد 54 ميلاً بحرياً شمال مدينة المخا اليمنية. وهذا الحادث رقم 69 الذي تعلن عنه الهيئة البريطانية منذ بدء التوتر في البحر الأحمر في نوفمبر الماضي، على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما أظهر تحليل لمعهد بريطاني أن الحوثيين يحفرون أنفاقاً كبيرة تحت الأرض يمكنها أن تعزز حمايتهم في حالة نشوب صراع في المستقبل.
وذكرت الهيئة، في بيانها، أن «ضابط أمن أبلغ الهيئة بحدوث انفجار على مقربة من سفينة تجارية»، مشيرة إلى أنه «تم الإبلاغ عن سلامة السفينة وطاقمها»، وأن السلطات تحقق في الحادثة. كما كررت الهيئة نصيحتها للسفن بالعبور بحذر وإبلاغها عن أي نشاط مشبوه.
من جانبها، قالت شركة «أمبري» للأمن البحري إن سفينة حاويات ترفع علم مالطا تم استهدافها. وفيما لم تذكر الهيئة تفاصيل أكثر، ولم تتهم جهة معينة بالانفجار، إلا أنه عادة ما تتبنى جماعة الحوثي هذه العمليات، لكن الأخيرة لم تعلق على البيان البريطاني. وفي 25 نيسان/ إبريل الجاري، أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا 102 سفينة أمريكية وبريطانية وإسرائيلية منذ نوفمبر 2023.
من جانب آخر، كشفت صور الأقمار الصناعية، التي استعرضها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، أن جماعة الحوثيين، التي تضايق الشحن في البحر الأحمر، قامت بتوسيع كبير لمنشآتها العسكرية تحت الأرض. وأظهرت الصور أنفاقاً محفورة تقود، على الأرجح، إلى منشآت عسكرية جديدة وكبيرة تحت الأرض. وكشف المعهد أن هذه الأنفاق تم إنشاؤها منذ فترة طويلة، وقبل العمليات العسكرية الأمريكية والبريطانية التي تستهدف منشآت الحوثيين رداً على استهدافهم السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
يذكر أن الحوثيين استخدموا الكهوف والأنفاق البسيطة خلال أيامهم الأولى كجماعة مسلحة، إلا أنهم في الآونة الأخيرة سعوا إلى استخدام منشآت أكبر بكثير، حيث قاموا بتحديث أنظمة الأنفاق، وبناء منشآت جديدة تماماً تحت الأرض.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية إزالة الركام من مداخل الأنفاق، ومسارات جديدة للمركبات المؤدية إلى الأنفاق، فضلاً عن وجود آليات البناء في معسكر الحفا، والقصر الرئاسي السابق، ومجمع التلفزيون اليمني في صنعاء، ومنشأة التخزين بالقرب من (الظبر). ويشير ظهور أكوام كبيرة من مخلفات الحفا إلى أن العمل ربما كان يتضمن توسعاً كبيراً للمنشأة الأصلية. (وكالات)
