عادي
ملتقى للمبدعين يقدم ثقافة أصيلة لا غنى عنها

مثقفون وكتّاب: «أبوظبي للكتاب».. مِنْبَرٌ متجدد للتبادل الثقافي

00:26 صباحا
قراءة 4 دقائق

الشارقة: جاكاتي الشيخ

نجح معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يقام سنوياً في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في أن يكون واحداً من أهم معارض الكتب العالمية، فقد شكّل منذ انطلاقته سنة 1981، منبراً حضارياً للتبادل بين ثقافات العالم ومثقفيه.

كانت انطلاقة هذا المعرض برؤية من الأب المؤسس للإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تحت اسم «معرض الكتاب الإسلامي»، ويجمع المعرض سنوياً أهم الفاعلين والمشتغلين في صناعة النشر والتأليف، كما يعتبر منصة تطلّ من خلالها ألمع الوجوه الإبداعية والفكرية مقدِّمة آخر ما تفتقت عنه العبقرية البشرية، في مختلف المجالات، وذلك ما أسهم في ترسيخ مكانته لدى أقطاب صناعة النشر على الصعيدين الإقليمي والعالمي. عوامل النجاح

وعن عوامل نجاح هذا المعرض واستمراره، ودوره في الساحة الثقافية الإماراتية والعربية والدولية، يقول الشاعر كريم معتوق: «إن معرض أبوظبي ومنذ نشأته أصبح تقليداً ثقافياً يحرص الكتاب والقراء على الإقبال عليه، وهو من العادات التي ألفناها وساهمت في زيادة مخزوننا الثقافي، من خلال اقتناء الكتب النادرة والجديدة، كما أنه أسهم بأنشطته الثقافية في تعريف المواطن والمقيم بالكثير من الكُتَاب والأدباء العرب، فقدم لنا ثقافة أصيلة، بالإضافة إلى اعتماده ثقافة المشافهة، كما أنه أصبح فرصة للقاء الأصدقاء المثقفين»، وأشاد معتوق بالتقليد الذي يقوم به المعرض، بتخصيص كل دورة لشخصية محورية من الأدباء العرب، وبهذه المناسبة اعتبر الأديب المصري الكبير محفوظ شخصية هذه الدورة، بعد أن كان الجاحظ شخصية الدورة السابقة.

ويستذكر معتوق ذكرياته مع المعرض بقوله إنها ذكريات كثيرة، حيث كانت بداياته معه في دوراته الأولى، وكان حينها يشعر بأنه عرس ثقافي خاص به، رغم أنه عرس للجميع وللذكرى، ويورد معتوق قصة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد رحمه الله، مع المعرض، حيث إن دورته الأولى لم تحظ بالنجاح المتوقع من قبل دُور النشر، بسبب عدم وجود مشترين من المعرض الجديد حينها، وعندما علم بذلك الشيخ زايد، رحمه الله، قام بشراء المعرض كاملاً، مما شجع دُور النشر على المشاركة كل عام، ولولا تلك الخطوة الذكية ما كان له أن يستمر، فتوالت المشتريات من طرف الزوار، والفعاليات النوعية، وصار من المعارض الناجحة.

  • احتفاء بالكِتاب والكُتّاب

وبدوره اعتبر الروائي والكاتب علي أبو الريش أن هذا المعرض يشكل اجتماعاً موسعاً للمثقفين والمفكرين، وهو حدث وفيّ لتاريخه من خلال استمراره في الاحتفاء بالكِتاب والكُتّاب، وبجمع المثقفين ليتبادلوا فيما بينهم، كما أنه إضاءة على المنتج الثقافي للدولة، ويضيف أبو الريش: «نشعر بالفرح بمناسبته، حيث يزيح الكثير من الركود عن الحياة الثقافية، وقد صارت له منزلة كبيرة في العالم، ويتم تسويق عمله دولياً، وتتم فيه مشاركات من جميع القارات، وهذا هو السياق الحقيقي للعلاقات المتنوعة والمتشعبة، لأن العمل الثقافي عالمي، وخاصة في الظروف المتوترة، حيث يعتبر الكتاب رسالة سلام، والحياة الثقافية هي البديل مقابل الصدامات»، واعتبر أن استضافة مصر كضيف شرف حدث مهم، نظراً لتاريخها وآدابها، ودورها البارز في الثقافة العربية، الذي ظلت تلعبه رغم كل الظروف التي مرت بها.

أما الشاعر عبدالله الهدية، فيعتبر أن معرض أبوظبي للكتاب حدث ثقافي كبير، ينطلق من رؤية الإمارات للثقافة، التي تنعكس في تعدد الفعاليات في مختلف المجالات الثقافية، وفي كل مناطق الإمارات، حيث تأتي معارض الكتب لبلورة هذه الرؤية، فلكل معرض زخمه ومميزاته، وتشكل هذه المعارض مجتمعة تكاملاً وتبايناً رائعين، ولمعرض أبوظبي للكتاب حضوره الجَلي بينها، لكثرة دور النشر المستضافة فيه، رغم محدودية أيامه، ويرى الهدية أن هنالك ضرورة لزيادة أيام المعرض، كما هو شأن معرض الشارقة الدولي للكتاب، ويشير إلى أن الأنشطة المصاحبة لهذا المعرض تزيد من زخمه، بسبب نوعيتها، كما أن مشاركة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والوزارات والمؤسسات يلعب دوراً محورياً في نجاحه، بحيث تكون هنالك تنافسية إيجابية وتكاملية.

ويرى الكاتب إبراهيم مبارك أن المعارض بوابة للتعريف بالحضارات، ولها دور كبير في الجانب الثقافي والمعرفي، وأشار إلى أن معرض أبوظبي للكتاب معرض ثابت ومستمر، وله دور رائد في إثراء الثقافة العربية، وصار من المهرجانات المهمة، وهو يشكل فرصة للاطلاع على المعارف المتنوعة، كما أنه بمثابة فرصة للاطلاع على الجانب الثقافي والحضاري للإمارات، وكثرةِ دور النشر التي أصبحت موجودة بها، كما أن هذا المعرض يتيح الفرصة للقراء العرب من أجل الحصول على المعرفة والتثقيف، لأنه يأتي في كل سنة بجديد، من خلال ما يوفره ويشتمل عليه من معارف تأتي من مختلف أنحاء العالم، واعتبر مبارك أن فكرة ضيف الشرف فكرة مهمة، تفتح المجال لتواصل أكبر في عالم الثقافة، وهي فرصة رائدة، لنرى عن قرب العمل الثقافي في البلد الضَّيف.

  • منصة جامعة

ويقول الكاتب صالح كرامة: «إن هذا المعرض أتاح له الفرصة - مثل العديد من المثقفين الإماراتيين والعرب وغيرهم - من أجل تقديم ما لديهم في الندوات والمحاضرات، بالإضافة إلى الكتب، فهو معرض رائع، ويقوم بدور جبار في استقطاب الكُتَاب والقراء، من مختلف أنحاء العالم، حيث يقدم خدمة جليلة للثقافة بتنوع مشاربها، وقد أصبح يمتلك مكانة وصيتاً كبيرين، إذ استطاع استقطاب الكثير من أهم دور النشر للمشاركة فيه، وخاصة تلك التي أثبتت حضورها من خلال ما تقدمه من عمل في عالم النشر، كما أن استضافة دولة كضيف شرف في كل دورة؛ خطوة إيجابية وإضافة نوعية، للتعرف على تلك الدولة من خلال ما يتم عرضه خلال المعرض حولها، حتى يتمكن الزوار والمشاركون فيه من الاطّلاع على ما أنتجه مثقفوها، ويتيح لها الفرصة لانتشار ثقافتها بين مثقفين جدد، والوصول إلى بيئات حضارية جديدة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/25r6zms2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"