عادي
30 % من أنشطة المعرض مخصصة للأطفال

سعيد الطنيجي: «أبوظبي للكتاب» منصة ثقافية ترتقي بالإبداع الإنساني

19:51 مساء
قراءة 5 دقائق
سعيد الطنيجي
  • الثقافة مجال للتسويق ورافد للاقتصاد

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

أكد سعيد الطنيجي المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية ومدير معرض أبوظبي للكتاب أن معرض أبوظبي للكتاب يحاول أن يغير المفهوم أو النظرة السائدة للكتاب العربي، على أنه ثقافة تعتمد فقط على الدعم، بل هي مجال تسويق هام جداً ورافد للاقتصاد ويمكن أن تتحول هذه الثقافة إلى مبادرات ومشاريع تدعم هذا الجانب الاقتصادي، مشيراً إلى أن هذه التجربة محور يتداول في الاجتماعات المختلفة بمعارض الكتب العربية، بالإضافة إلى دعم تسويق هذا الجانب، ودعم الناشر بهدف تطوير نشره، حيث إن العمل الثقافي بشكل عام وليس فقط المعارض، لا بد أن تركز على الجانب الاقتصادي الذي يدعم هذا السوق ويقدم دخلاً يدعم الاقتصاد المحلي.

وأوضح خلال حواره الخاص مع جريدة «الخليج» أمس الأربعاء على هامش فعاليات الدورة ال 33 من المعرض أن حجم مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية في الاقتصاد المحلي تبلغ 61 مليار دولار و400 ألف فرصة عمل توفرها تلك الصناعات في الإمارات، و50 مليار درهم حجم صادرات السلع الثقافية والإبداعية، و38 ألف منشأة تعمل في قطاع الصناعات في الدولة، مشيراً إلى أن مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية في الاقتصاد العالمي تبلغ 30 مليون موظف في الأنشطة الثقافية والإبداعية، ومساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية في الناتج المحلي العالمي تصل إلى 6%، وقيمة التجارة العالمية في الخدمات الثقافية والإبداعية 18%.

وأضاف أن عملية التحول بدأت منذ عامين، على ضوء التحديات التي واجهت صناعة المعارض والناشرين والكتاب، فكان لا بد من عملية تغيير، ومعرض الكتاب قاد عملية التغيير؛ حيث ساهم بشكل ملحوظ في تطوير صناعة النشر.

وأوضح أن كل الجوانب مختلفة في دورة المعرض الحالية؛ حيث إن أول دورة للمعرض أقيمت عام 1981 كان عدد الناشرين والعارضين 50 عارضاً، وارتفعت في الدورة الحالية لتبلغ 1350 عارضاً وناشراً، وفي أولى دورات المعرض شاركت دولتان، أما حالياً فتشارك أكثر من 90 دولة في المعرض، الأمر الذي يعكس حجم التطور الذي يعيشه الكتاب في دولة الإمارات.

وبيّن أن هناك مشاركين من 90 دولة، من بينها 12 دولة تشارك للمرة الأولى وهي: اليونان، سريلانكا، ماليزيا، باكستان، قبرص، بلغاريا، الموزمبيق، أوزبكستان، طاجيكستان تركمنستان قرغيزستان، إندونيسيا.

وأكد حول مصادفة مصر كضيف شرف واختيار الشخصية المحورية من ذات البلد في إشارة إلى نجيب محفوظ، أن مصر أول دولة عربية تشارك في المعرض، الأمر الذي يؤكد مكانتها ورمزيتها الثقافية، وقوتها، وهو ما أهّلها لهذا الترشيح، بالإضافة إلى أن الشخصية المحورية محفوظ ترك وما يزال يترك بصمة لا تُمحى من التاريخ الثقافي والأدبي والرواية والبعد العالمي.

ولفت إلى أن المعرض خصص مساحة كبيرة «المربع الإلكتروني» يعرض أحدث التقنيات المختصة في صناعة الكتاب عالمياً ويقدم الكتاب الإلكتروني والتقنيات الحديثة والصوتي والذكاء الاصطناعي في صناعة الكتاب نفسه، وهذه المنصة عليها إقبال من مختلف الجنسيات حتى يتحرّوا أحدث الصناعات.

  • نشاطات الطفل

وعن نشاطات الأطفال في المعرض قال 30% من قوة ومكانة وأنشطة المعرض مخصصة للأطفال، حيث حرصنا على أن نخاطب مختلف شرائح الأطفال، وخصّصنا لهم برامج تتماشى مع كلٍ منهم، نظراً لأن الأطفال ليسوا شريحة عمرية واحدة، بل إنهم شرائح متعددة، فلذلك نقدم مواد تخاطب مختلف الشرائح بدءاً من الألعاب وحتى الكتب والتقنيات الحديثة بما يناسب أعمارهم.

وأكد الحرص في كل دورة من دورات المعرض على تقديم رؤية متجددة للثقافة، وأن يكون فرصة مثالية لتكريس عادة القراءة في نفوس جميع أفراد المجتمع وربطهم بالكتاب ومصادر المعرفة، ودعم أجندة المعرض بخطط استراتيجية تخدم تعزيز مكانة اللغة العربية والارتقاء بالمعرفة، وتسهم في بناء جيل قارئ له القدرة على المساهمة في تحقيق التطلعات المستقبلية للدولة، والتأثير في الواقع الثقافي من خلال الإبداع والابتكار.

وتابع: دورة بعد أخرى نلمس النضج في الطرح، والمضامين المقدّمة، إلى جانب النوعية في الفعاليات والبرامج المصاحبة والتي تعكس الحالة التقدّمية التي يكرسّها المعرض وهذا أمر يدفعنا لمواصلة الجهود من أجل أن يبقى الحدث منصة تسهم وبشكل فاعل في صياغة مشترك جديد تلعب فيه الثقافة دوراً مهماً في تقريب الشعوب من بعضها بعضاً، وتدعم في الوقت ذاته جهود النشر وصناعة الكتاب التي تعيش اليوم واقعاً مزدهراً.

وقال المعرض اليوم تجاوز مكانته المحلية والإقليمية وبات تظاهرة ثقافية عالمية تحشد حولها نخبة من الأدباء والمفكرين، والباحثين، والناشرين من جميع أنحاء العالم، بما يكرّس أهمية الثقافة باعتبارها اللغة الأساسية والحيوية التي تخاطب بها الإمارات وإمارة أبوظبي مختلف الحضارات والشعوب، ودورة بعد أخرى نتأكد بأن المعرض يشرع أبوابه للعالم وثقافاته مستضيفاً روّاد الفكر، وعشّاق الكتاب، والمثقفين من مختلف الاهتمامات والانتماءات الفكرية، للنهوض بواقع الثقافة والإبداع الإنساني بصفة عامة.

وأضاف: وقد واصل الحدث وعلى امتداد أكثر من ثلاثة عقود جهوده في تعزز المكانة المعرفية والثقافية لإمارة أبوظبي وترسيخ حضورها الرائد عالمياً، فهو ليس حصراً لبلد أو مجتمع، بل منصة معرفية سنوية تحشد العالم وثقافاته ليتعرّفوا على جماليات الثقافات الأخرى، ويتحاوروا معها، ويبنوا جسراً من التلاقي الفكري والمعرفي والإبداعي، وهذا ما يعزّز من مكانة وسمعة الدولة الحاضنة لأكثر من 200 جنسية يعيشون بتناغم وانسجام يشكّل نموذجاً عالمياً في التعايش والمحبة.

  • تظاهرة عالمية

على امتداد أكثر من ثلاثين عاماً حجز معرض أبوظبي للكتاب لنفسه مكانة مرموقة على صعيد الأحداث الثقافية وقد تجاوز حدوده الإقليمية حتى بات تظاهرة عالمية يشاركنا بها هذا العام 1350 دار نشر من 90 دولة، و145 دار نشر جديدة من 12 دولة، وكذلك تشارك 140 داراً للنشر للمرّة الأولى، كما وسيقدّم أكثر من 375 عارضاً محلياً موزعين بين ناشرين وجهات حكومية أحدث إصداراتهم، فيما سيشرع الحدث أبوابه للجمهور من مختلف فئات المجتمع ليقدّم لهم ما يزيد على 2000 فعالية تشمل مختلف الحقول الثقافية والمعرفية،

وشهد المعرض هذا العام أكبر مشاركة للصين في أي معرض كتاب في العالم على الإطلاق، تتضمن 9 أجنحة، ووفد رسمي يضم 70 ضيفاً يمثلون 80 دار نشر صينية، و15 فعالية ثقافية ومهنية وفنية من بينها إطلاق منصة تعاون في النشر والثقافة الصينية برعاية مركز أبوظبي للغة العربية، والمجموعة الصينية للإعلام الدولي بمشاركة 10 دور نشر عربية، و10 دور نشر صينية، متوقعاً أن يصل عدد الزوار إلى 340 ألف زائر على مدار أيام المعرض، و1400 فعالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4rvxwpam

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"