هلال المري: زمن توجّه الشركات إلى الغرب ولّى.. دبي وجهة عالمية

دبي: أنور داود

رسم مشاركون من مسؤولين وخبراء في مؤسسات حكومية واستثمارية وبنوك، مستقبلاً إيجابياً للقطاع المالي في دبي ودولة الإمارات، وخاصة في قطاع الأسهم، مشيرين إلى نجاح الاكتتابات العامة الأوّلية، التي سجلتها دبي وأبوظبي خلال الفترة الماضية، التي تمهد الطريق للمزيد من هذه الاكتتابات سواء من القطاع الخاص أو العام.

وأكد المشاركون في النسخة الثانية من قمة أسواق رأس المال بدبي أن الإمارات أصبحت وجهة للطروحات العامة الأوّلية، التي سجلت نجاحاً قوياً واستقطبت اهتماماً واسعاً من المستثمرين والشركات المحلية والعالمية على حد سواء.

• الحوكمة والرقابة

قال هلال المري، مدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي ورئيس مجلس إدارة سوق دبي المالي، إن السوق المالي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد، مؤكداً امتلاكه الحوكمة الصحيحة، والرقابة المناسبة، إلى جانب الأنظمة والعمليات والقواعد واللوائح، التي تنافس عالمياً، مشيراً إلى أن السوق دبي المالي شهد عدداً من الاكتتابات العامة الأولية، سواء لشركات القطاع العام أو شركات القطاع الخاص.

وأكد المري في جلسة له، خلال القمة، أن هناك شركات من مختلف أنحاء المنطقة، تتخذ من دبي مقراً لها، حيث نمت هذه الشركات على مر السنين، مشيراً إلى أنه إذا ما نظرنا إلى عدد الشركات التي يمكنها التفكير في أسواق رأس المال، أدركنا أن العدد لم يكن بالمئات، بل بالآلاف، مضيفاً أنه في السابق، كانت الشركات تتطلع إلى الغرب، ونحو أسواق معينة للحصول فيها على التقييم، فيما لم يكن الأمر يتعلق حتى بالتقييم، بل الاهتمام بالاستثمار في تلك الأسواق من العالم.

وتابع: في يومنا هذا، يتطلع الناس ورأس المال إلى هنا، بحثاً عن النقاط المضيئة، لذلك فمن الطبيعي أن تظهر سوق إقليمية، ونحن في المراحل الأولى من هذه الرحلة، مشيراً إلى أنه بوجود التنظيم الصحيح، ليس فقط داخل أسواق رأس المال، ولكن بالقوانين التي يقودها القطاع الخاص، وهذا يعكس الطلب على الشركات في القطاعات الجديدة.

أكد أن دبي استقطب خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، العديد من الشركات التي قررت اختيار المدينة مركزاً دولياً لها وخدمة أسواق العالم من دبي، ورأينا العديد من رواد الأعمال والمؤسسين الذين قرروا إما البدء في دبي أو إعادة التموضع فيها.

ولفت إلى أنه الركيزة الأساسية لاستراتيجية دبي، بأن نكون المركز الأول للمواهب في العالم. ولدينا أكبر فرصة لأن نكون موطئاً يمكن للشركات والمؤسسين من تحقيق النجاح.

وقال إن دبي خلقت ثقة مع مجتمع الأعمال على مدار سنوات، والتي أوجدت الكثير من الزخم، ونحن نتطلع إلى المستقبل، لتكون دبي بين واحدة من أفضل ثلاثة مراكز دولية عالمية.

• مسمى عالمية

وأكد إضفاء مسمى عالمية أو دولية على دبي، لأن هناك الكثير من المدن حول العالم تقوم على السوق المحلي بطبيعتها، بينما كانت دبي دائماً وستظل، مدينة دولية تحتل مكانة رائدة، وهذا جزء أساسي من الاستراتيجية.

ولفت إلى أنه على الرغم من أن دبي لا تمتلك المؤسسات البحثية الموجودة، منذ مئات السنين، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتسويق التجاري، وسرعة الإنجاز، فإن دبي تتفوق.

وأضاف: يعتقد الناس أن دبي وجهة سياحية ترفيهية فقط، لكن دبي في الواقع الأولى في فعاليات سياحة الأعمال في العالم، لذلك لا يدرك الكثير أن هذه الأنواع من القطاعات الفرعية كانت تنمو بسرعة كبيرة.

وأشار إلى أن القطاع المالي يعد من القطاعات التمكينية، حيث أصبحت دبي مركزاً إقليمياً رائداً في القطاع المالي. وبالنظر إلى المستقبل، فإننا نرى آفاق النمو في هذا القطاع.

وتابع: شهدنا المزيد من المكاتب العائلية، والأشخاص الذين ينتقلون إلى دبي ويديرون ثرواتهم من المدينة، وفي القطاع المالي، استقطبت دبي العديد من المؤسسات من شركات رأس المال الاستثماري إلى الأسهم الخاصة، وصناديق التحوط، والعديد منها يتطلعون إلى دبي كمقر لها بسبب موقعها وبيئة الأعمال المواتية.

• اهتمام شركات الخاص

وقال حامد علي الرئيس التنفيذي لسوق دبي المالي وناسداك دبي إن هناك زيادة اهتمام من شركات القطاع الخاص بالإدراج في سوق دبي المالي، في ظل المباحثات القائمة بين السوق وهذه الشركات، مدفوعاً بأداء الاكتتابات العامة الأولية، منذ بداية العام الجاري والسابق، وأداء المؤشر والزخم في السوق والتنويع الحالي في الشركات للمستثمرين.

وأضاف علي: أطلقنا منصة جديدة تمثل فرصة لمرحلة ما قبل الاكتتاب، للوصول إلى رأس المال بدلاً من الاكتتاب، ومتفائلون بهذه المنصة، التي ستخلق فرصاً جديدة للمستثمرين في سوق دبي المالي، مؤكداً أنه يتم إطلاق هذه المشاريع بالتشاور مع المؤسسات والشركات، لتوفير منتج ذي قيمة ويلبي الحاجة.

ولفت إلى أن زيادة الاهتمام في سوق دبي المالي، جاءت من استقطاب 225 ألف مستثمر جديد، خلال العامين الماضيين، 73% منهم مستثمرون أجانب.

وأكد جيم ديمار، رئيس الأسواق العالمية لدى «بنك أوف أميركا»، خلال جلسة بعنوان «الاتجاهات العالمية الكبرى تعيد تشكيل أسواق رأس المال»، وجود فرص استثمارية في المنطقة، غيرت النمط السائد وهو استقطاب الأموال من هذه المنطقة للاستثمار في مناطق أخرى، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها خطط للسنوات المقبلة منها أجندة دبي الاقتصادية، وغيرها من الخطط الاقتصادية والاجتماعية، ما يلاقي ترحيباً من المستثمرين ورسم طريقهم المالي.

وأشاد بالجهود التي تبذلها الحكومة في الإمارات لتعزيز استدامة النمو الاقتصادي، وتوسيع مشاركة القطاع الخاص وتعزيز ثقة المستثمرين عبر ترسيخ الحوكمة والشفافية، مشيراً إلى الاكتتابات الناجحة لشركات القطاع الخاص.

• زخم الاكتتابات

وقال سامر دغيلي، الرئيس المشارك للخدمات المصرفية الاستثمارية في بنك «إتش إس بي سي» بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، إن تنويع القطاعات الاقتصادية في المؤشر سوف تمهد الطريق لنمو الفرص في البورصة، وينبغي أن يمثل المؤشر واقع الاقتصاد، ففي السنوات الماضية، اعتمد سوق دبي المالي على الشركات العقارية والمالية، إنما اليوم يحتوي على قطاعات إضافية مثل المرافق وخاصة هيئة كهرباء ومياه دبي التي تمثل نمو دبي كمدينة والبنية التحتية مثل باركن، والسلع الاستهلاكية مثل «سبينس» المتوقع إدراجها في 9 مايو/ أيار.

من جهته أكد جوكول ماني، المدير العام ورئيس إدارة أسواق المال في وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا - «جي بي مورجان»، خلال جلسة «توقعات أسواق رأس المال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2024: الاتجاهات والتحديات والفرص»، على التطور المتزايد للمستثمرين المحليين والدوليين، مدفوعاً بالعوائد المرتفعة وجودة الأصول وتوسيع نطاق القطاع، منوهاً باستراتيجية وخطط الخصخصة في دبي وأبوظبي محركات رئيسية لسوق الاكتتابات العامة الناجحة.

وأشار إلى نجاح الاكتتابات العامة الأوّلية، حيث سجلت هذه الاكتتابات في 2021 و2022 و2023 في المنطقة بما فيها سوق دبي المالي، معدل عوائد ما بين 40 إلى 70%، وهي عوائد قوية للمستثمرين، ما يغذي سوق الاكتتابات.

وأشار براساد شاري، العضو المنتدب بشركة الإمارات دبي الوطني كابيتال، إلى تحول اهتمام المستثمرين نحو الأسهم ذات النمو المرتفع، لا سيما في قطاعي التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية.