الحالة الجوية تحت السيطرة

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين
2

عمت أمطار الخير عموم الإمارات، ومرّ المنخفض الجوي بسلام وبنجاح حققته الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في التعامل مع هذه الحالة المناخية، بعدما رفعت مسبقاً مستوى التأهب وجاهزية المنظومة الوطنية، وفعّلت آليات التعليم والعمل عن بعد، ما أشاع الطمأنينة والسلامة للجميع على المستويين الوطني والمحلي.

النجاح الذي حققته المؤسسات والإدارات ذات الصلة في مواجهة تقلبات الطقس، يستجيب لتوجيهات القيادة الرشيدة بإيلاء سلامة الناس الأولوية القصوى، وفعل كل ما يجب فعله لتجاوز التأثيرات المؤقتة للأمطار الغزيرة، والعمل على تقديم أفضل الخدمات. وبناء على ذلك كانت الإجراءات الاستباقية فعالة، وسجلت التزاماً واسع النطاق للجمهور باتخاذ الإجراءات الاحتياطية، ما ضمن استمرارية الأعمال وحركة السير ونشاط المرافق الحيوية، والهيئات الخدمية التي استعدت قبل وصول المنخفض الجوي، بالتواصل مع العملاء وتقديم النصائح والإرشادات، كما استنفرت فرقاً وكوادر عمل مؤهلة للتعامل مع أي طارئ وفق أفضل المواصفات.

بعد الحالة الجوية الاستثنائية، التي شهدتها الإمارات الشهر الماضي، بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رسالة طمأنة إلى الجميع، عندما قال سموه إن «سلامة المواطنين والمقيمين وأمنهم على رأس أولويات حكومة الإمارات»، وهو ما كان فعلاً. ففي الساعات التي سبقت وصول المنخفض الحالي إلى أجواء الإمارات، عقدت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث سلسلة اجتماعات بمشاركة كل من وزارة الداخلية والمركز الوطني للأرصاد والجهات الحكومية ذات العلاقة، واتخذت جملة من القرارات والتوصيات الملزمة للتقيد بها، مثل إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مناطق جريان الأودية وتجمعات المياه والسدود، وحثت، عبر وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي المختلفة، الجمهور على عدم ارتياد المناطق الخطرة، ونبهت إلى تجنب تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة في مثل هذه الظروف المناخية، التي تفوق إرادة البشر، ولكن يمكن التغلب عليها والسيطرة على تأثيراتها بحسن الاستعداد والتواصل مع الناس وحثهم على الالتزام بالتحذيرات والإرشادات التي تتطلبها مثل هذه الظروف المناخية الاستثنائية، تجنباً للأضرار وحماية للمجتمع وأفراده من أية مخاطر محتملة.

«الأزمات تظهر معادن الدول والمجتمعات»، هذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مشيداً بحسن تعامل الهيئات والمؤسسات والمواطنين والمقيمين مع تأثيرات المنخفض الجوي السابق، قبل أسبوعين. وفي المنخفض الجوي الحالي ترسخ الوعي والتضامن والتكامل بين جميع الأطراف، فكان التعامل نموذجياً مستفيداً من التجربة السابقة، ونجح في استعادة التعافي بسرعة قياسية، وهو ما يشجع على إرساء خطط واستراتيجيات لمواجهة مثل هذه الطوارئ في المستقبل. والإمارات قادرة على ذلك بحكمة قيادتها وحيوية هيئاتها وإداراتها الاتحادية والمحلية، ووعي المواطنين والمقيمين فيها، وباعتماد أحدث أدوات الاستشعار والتوقع، خصوصاً أن التغيرات المناخية أصبحت ظاهرة مثيرة للقلق العالمي، وتصفها الأمم المتحدة بأنها أكبر تحد يواجه البشرية في العقود المقبلة، وتستوجب التضامن وتوحيد الخطط والأهداف، وبعض هذه التوصيات كانت خلاصة مؤتمر المناخ «كوب 28» الذي استضافته الإمارات في نوفمبر الماضي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mryvn7tf

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"