عادي

تعرف إلى علم نفس الفيلم

19:56 مساء
قراءة 3 دقائق

بدأت صناعة الأفلام منذ أكثر من مئة عام، إلّا أنّ علماء النفس لم يهتموا بكيفية تأثيرها في الذهن البشري إلّا في الفترة الأخيرة، وعلم نفس الفيلم مجال فرعي من علم نفس الفن، وهو يدرس خصائص الفيلم وإنتاجه في ما يتعلق بالإدراك والمعرفة والفهم السردي والعاطفة، وهو مجال جديد نسبياً، إذ يتعامل مع التأثيرات التي نراها في الفيلم.

كان الفيلم في الماضي محكوماً بنظرة سلبية، وذلك من خلال النظر إليه على أنّه شيء للمشاهدة فقط من دون أي أبعاد أخرى أو أي أهداف، إلّا أنّ علم النفس بالتعاون مع علم الأعصاب - وكلاهما يدرسان كيفية تفكير البشر وتصرفاتهم - قد أثبتا بأنّه يمكن للفيلم أن يؤثر في أفكار المشاهدين وعواطفهم وسلوكهم اليومي.

توضح سمرا محفوض في تقديمها للكتاب الذي ترجمته، وعنوانه مقدمة كتاب «سيكولوجية الفيلم.. نبذة عن علم نفس الفيلم وأهم نظرياته» أنّ علماء النفس جاؤوا بالعديد من النظريات حول طبيعة الإنسان وسلوكه، حيث يعتقد بعضهم أنّ البشر طيبون بطبيعتهم، فيما يعتقد البعض الآخر بأنّنا أنانيون بالفطرة، والبعض الآخر يرى أنّنا ما بين بين أو ربما شيء آخر كلياً.

* محاولة للفهم

وإذا أخذنا المعارف السابقة بعين الاعتبار فإنّنا سوف نكون قادرين على فهم كيفية تأثير الأفلام علينا نفسياً بشكل أفضل، إذ إنّ هنالك العديد من المفاهيم النفسية التي تم تطبيقها على صناعة الأفلام، فعلى سبيل المثال، تُثار العديد من الجدليات حول أفلام الرعب فيما إذا كانت تثير الخوف أم لا، والجميع متفق على أنّ هنالك شيئاً ما فيها يجذب الناس إليها.

يستخدم صانعو الأفلام تقنيات محددة لنقل الآراء والأفكار التي غالباً ما تكون متأثرة بنظريات علم النفس وفي المقابل نستخدم نحن – المشاهدين - الطريقة ذاتها لفهم الفيلم، فبعد مشاهدتنا للفيلم نقوم في الوقت ذاته بمحاولة خلق فهم لمعناه بناء على ما نراه أمامنا على الشاشة، هنالك العديد من الأفلام الشاهدة.

تشير سمرا محفوض إلى أنّ الفضل في انطلاقة علم نفس الفيلم يعود إلى العالم الأمريكي ذي الأصول الألمانية هوجو مونستربيرج (1863 - 1916) المعروف بنظرية «التوازي النفسي» وهي النظرية التي تنظر إلى الجسم والعقل على أنّهما وحدة غير قابلة للفصل، حيث تحدث العمليات الفيزيائية دائماً جنباً إلى جنب مع عمليات الدماغ.

يتناول الكتاب مفاهيم نفسية تتعلق بالفيلم ومشاهدته، والجوهر الجمالي للفيلم ومضمونه كشكل فني، على أنّ الجانب النفسي هو الجزء الأكثر أهمية في الدراسة، ويلاحظ أنّ التحليل النفسي يعمل كأساس للهدف الرئيسي للكتاب.

*هروب

تعتبر الأفلام طريقة عظيمة للهروب من الواقع، فعند متابعتنا للفيلم يكون من السهل أن ننسى أنّ ما نراه وما يحدث على الشاشة هو خيال، بل ونصدق أنّ الأحداث الجارية تجري بالفعل، كما وقد تتجاوز بعض المشاهد ذلك لتؤثر في سير الحياة اليومية لبعض الأشخاص، فواحدة من أجمل الأشياء التي تدفعنا إلى الذهاب لحضور فيلم ليس فقط الترفيه، وإنّما أيضاً لأجل الهروب من الواقع الذي نعيشه.

يرغب البعض في أفلام الكوميديا لأنّها تضحكهم، ويبتعدون عن الدراما لأنّها تبكيهم لكن هل نحن مدركون فعلاً لحقيقة تأثير الأفلام فينا نفسياً؟، وكيف تؤثر الأفلام فينا وفي سلوكنا؟ ومتى تصبح الأفلام خطرة؟. تؤدي مشاهدة بعض أنواع الأفلام إلى تغيرات عاطفية في عقولنا، حيث يمكن أن يرتفع مستوى الأدرينالين أحياناً أو الدوبامين، بينما ينخفض مستوى السيروتونين كاستجابة للمشاهد المشوقة أو النهايات السعيدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"