عادي

طبيب عائد من غزة: النساء يتحملن العبء الأكبر لأهوال الحرب

20:06 مساء
قراءة 3 دقائق
طبيب عائد من غزة: النساء يتحملن العبء الأكبر لأهوال الحرب

أ.ف.ب

يواجه سكان قطاع غزة مُصاباً جَللاً منذ اندلاع الحرب قبل سبعة شهور، لكن النساء هن من يتحملن العبء الأكبر، بينما تكتظ المستشفيات بالمرضى والمصابين على الرغم من نقص الأطباء والمستلزمات، وفق شهادة طبيب قادم من رفح.

يقول طبيب الأمراض النسائية الفرنسي المغربي زهير لهنا: «خلال خبرتي الممتدة على مدى 25 عاماً، لم أر قط صراعاً يُضطر معه الناس إلى الدوران في حلقات مفرغة، من دون أن يكون بوسعهم الذهاب إلى أي مكان».

الطبيب البالغ من العمر 57 عاماً هو رئيس بعثة منظمة «الرحمة» العالمية، وهي منظمة غير حكومية أمريكية، وجمعية «بالميد»، ومقرها فرنسا، وتقول: إنها تعمل «من أجل الصحة في فلسطين».

وقال، الثلاثاء، عبر الهاتف قبل مغادرته إلى فرنسا عن طريق مصر: إن الحرب «مروِّعة بالنسبة للنساء»، وخاصة أولئك اللواتي يُضطررن لمغادرة المستشفى بعد ساعات قليلة من الولادة بسبب الاكتظاظ.

وأوضح الطبيب الذي عمل في المستشفى الأوروبي في خان يونس، وكذلك في قسم الولادة في رفح، جنوب قطاع غزة، «أن النساء يخرجن من المستشفى ليلجأن إلى خيمة أو ملجأ مكتظ بالناس.

  • لا ماء للاغتسال

وقال: «نوزع المضادات الحيوية من دون تروٍ أو طول تفكير للتعامل مع الوضع، لأن خطر العدوى كبير؛ فنحن نعرف أن أولئك النساء لا يستطعن تغيير ملابسهن، وسوف يتعرقن كثيراً وليس لديهن ماء للاغتسال»، وقال وقد بدا التأثر واضحاً في صوته: إنه «شهد وفاة أم بتسمم الدم بعد أربعة أيام من الولادة».

وأفاد تقرير هيئة الأمم المتحدة للمرأة الذي نُشر، الاثنين، أن «النساء والفتيات في رفح، كما في سائر غزة، هن في حالة دائمة من اليأس والخوف».

وجاء في التقرير، أن «93% من النساء اللاتي تمت مقابلتهن شعرن بعدم الأمان، و80% أبلغن عن شعورهن بالاكتئاب، و66% لا يستطعن النوم، و70% يعانين من القلق الشديد والكوابيس»، وإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من نصفهن «يعانين حالة طبية تتطلب رعاية عاجلة».

وقال طبيب الطوارئ جيمس سميث، وهو متطوع ما زال يعمل بين رفح وخان يونس، الأربعاء: إن الوضع الصحي بشكل عام «كارثي»، واستحالت معظم المستشفيات والمراكز الصحية في غزة خراباً بعد استهداف الجيش الإسرائيلي العديد منها بقصفها أو اقتحامها بذريعة أن حركة حماس تستخدمها لأغراض عسكرية.

  • «لم يعد صالحاً للعيش»

وقال الطبيب زهير لهنا: إن «المشاهد في شمال غزة تبدو وكأنها من برلين بعد الحرب العالمية الثانية أو من غروزني، لم تعد المنطقة صالحة للعيش». وقال: إنه زار مستشفى «كمال عدوان» الأسبوع الماضي في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، والذي قال عنه: إنه «فندق خمسة نجوم» مقارنة بمشاهد الخراب من حوله، ففيه «مولدات ومياه، في حين لا يوجد هذا في أماكن أخرى.. كنا قادرين على العمل، بدون أجهزة الأشعة السينية، كنا قادرين على إجراء عمليات» على الرغم من استمرار القصف والمعارك.

في رفح، على الحدود مع مصر، حيث يتكدس وفق الأمم المتحدة 1,4 مليون شخص معظمهم نازحون، يشعر الناس بالذعر منذ أن أمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 100 ألف فلسطيني بإخلاء الأحياء الشرقية للمدينة.

وطلبت إسرائيل إخلاء مستشفى «يوسف النجار» في رفح بأكمله، وقال الطبيب سميث: «بعد تصنيفه منطقة حمراء، بدأ المرضى والعاملون بالفعل بالفرار تحسباً، بداعي الخوف».

وأضاف، أن «بعد إغلاق معبر كرم أبو سالم الأحد لم نعد نتسلم أدوية ولم يعد يصل متطوعون دوليون لمؤازرة المستشفيات الميدانية»، وقالت إسرائيل: إنها أعادت فتح المعبر، الأربعاء.

وقال الطبيب: إنهم يعملون «وسط انتشار الرائحة الآسنة لمياه الصرف الصحي، ونتعامل مع حالات اليرقان»، التي يقول: إنها «ناتجة على الأرجح» عن مرض الكبد الوبائي الذي لا يمكن تشخيصه بسبب النقص في أدوات الاختبارات، وقال: نتعامل أيضاً مع أطفال وبالغين يعانون مشكلات تنفسية معقدة وإسهال وقيء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"