عادي
رئيس وزراء إسرائيل يسعى إلى الإطاحة بسفيره لدى واشنطن

بايدن ونتنياهو في 7 أشهر: عناق في تل أبيب... افتراق في رفح

14:51 مساء
قراءة 5 دقائق
بايدن ونتنياهو في 7 أشهر: عناق في تل أبيب... افتراق في رفح
بايدن ونتنياهو في 7 أشهر: عناق في تل أبيب... افتراق في رفح
الخليج - متابعات
بعد أيام من هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، الذي شنّته حماس على إسرائيل، نزل الرئيس الأمريكي جو بايدن من الطائرة ليعانق على أرض مطار تل أبيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطوة مزجت الدعم السياسي بالعلاقة الشخصية. لكن بعد سبعة أشهر، تسبّب الهجوم الإسرائيلي على رفح بشرخ عميق بين زعيمي البلدين الحليفين. والسؤال الذي يثور هنا: هل طويت صفحة الغرام الطويلة بين بايدن ونتنياهو؟.
وعلاوة على ذلك هناك خلافات طفت على السطح بين نتنياهو وسفير إسرائيل لدى واشنطن مايكل هرتسوغ، (شقيق الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ)، ويسعى نتنياهو للإطاحه بالسفير وتعيين بديل عنه، وفقاً لمصادر إسرائيلية.
وضع محرج
لم يخفِ بايدن تأييده لإسرائيل خلال مسيرته الطويلة. كما جمعته أيضاً علاقة وثيقة بنتنياهو، وكتب له ذات مرة «أحبك». لكن يبدو أن صفحة الغرام طويت، مع تلويح الرئيس الأمريكي للمرة الأولى هذا الأسبوع، بتعليق بلاده بعض الدعم العسكري لإسرائيل، والذي يوازي ثلاثة مليارات دولار سنوياً، لدفعها إلى الامتناع عن شنّ هجوم واسع على المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة.
يجد بايدن نفسه في وضع محرج: انتقادات متزايدة في الداخل على خلفية الدعم غير المحدود لإسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني، وأذن صمّاء يديرها نتنياهو لدعواته المتزايدة إلى عدم مهاجمة رفح المكتظة بنحو 1,4 مليون فلسطيني، وفق الأمم المتحدة، نزحت غالبيتهم جراء الحرب المدمّرة للقطاع، وفقاً لفرانس برس.
تهديدات وتحذيرات
رأى مسؤولو إدارة بايدن في تهديدات نتنياهو منذ أشهر باجتياح رفح، خطاباً للاستهلاك أكثر منه للتطبيق. لكن في مباحثاتهم الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومنها زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى تل أبيب الأسبوع الماضي، لمسوا جدية نتنياهو في المضي بهذا الهجوم رغم التحذيرات الأمريكية والدولية.
وللمرة الأولى منذ بدء الحرب، كشف بايدن في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأربعاء، أنه سيمتنع عن تزويد إسرائيل بالقنابل وقذائف المدفعية بحال مضت في خططها بشأن رفح، بعدما أكدت إدارته أنها علّقت شحنة تتضمن آلاف القنابل الثقيلة لسلاح الجو.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن بايدن أكد موقفه بشأن رفح مراراً وتكراراً، معتبراً أن الهجوم البري على المدينة بات «خياراً على إسرائيل أن تتخذه... وهو (خيار) نأمل في ألا تقدم عليه».
في المقابل، يشدد نتنياهو على أنه لا مفر من الدخول إلى رفح لتحقيق أحد أهدافه المعلنة، وهو «القضاء» على حركة حماس بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وفي ردّ ضمني على بايدن، أكد نتنياهو الخميس أن إسرائيل مستعدة «للوقوف وحدها» في حربها على غزة. وقال «إذا اضطررنا للوقوف وحدنا، سنقف لوحدنا».
رسالة خاطئة
من جهته، قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايكل هرتسوغ، إن التهديد بحجب المساعدات العسكرية عن إسرائيل هو أمر «غير مقبول» و«يبعث برسالة خاطئة» إلى أعدائها، رغم إبدائه «تقديره الكامل» لبايدن.
كما اتهم دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمنافس الجمهوري للرئيس الحالي في الانتخابات المقبلة، بايدن بـ«الوقوف بجانب» حماس.
أمر غير مألوف
لكن علاقة ترامب بنتنياهو لم تكن دائماً في أفضل حال، خصوصاً مع مسارعة رئيس الوزراء إلى تهنئة بايدن على فوزه بانتخابات 2020 على حساب ترامب الذي رفض الإقرار بالهزيمة.
بالنسبة إلى الزعيم اليميني، وهو الأطول خدمة كرئيس للوزراء في تاريخ إسرائيل، الخلافات مع واشنطن حيث أقام فترة طويلة، ليست أمراً غير مألوف. فهو اختلف بشكل حاد مع آخر اثنين من الرؤساء الديموقراطيين، أي بيل كلينتون وباراك أوباما.
وقام بالضغط علناً إلى جانب خصوم أوباما من الجمهوريين، ضد اعتماد الرئيس السابق الدبلوماسية للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني.
وعلى رغم أن ذلك أثار امتعاضاً في أوساط العديد من الديموقراطيين، احتفظ شخص واحد بمكانة خاصة لنتنياهو وإسرائيل: بايدن، نائب أوباما خلال ولايتيه الرئاسيتين.
ارتكز موقف بايدن على تاريخ علاقته بإسرائيل، والعناية التي يوليها للعلاقات الشخصية في السياسة.
صديق شخصي
في خطاب أدلى به عام 2010، تطرّق بايدن إلى علاقته بإسرائيل، وإعجابه بها «الذي بدأ في صميمي وانتقل إلى قلبي». تحدث أيضاً عن سفره، وهو سيناتور في مطلع مسيرته، إلى إسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973، ولقائه رئيسة الوزراء غولدا مائير، مؤكداً أنها أيضاً... قامت بمعانقته.
غالباً ما وصف بايدن نتنياهو بـ«الصديق الشخصي والمقرب»، وهما التقيا قبل عقود حين كان رئيس الوزراء دبلوماسياً إسرائيلياً شاباً في واشنطن.
وفي إحدى المناسبات، كشف بايدن أنه قدم لنتنياهو صورة كتب عليها «لا أتفق مع أي شيء تقوله، لكنني أحبك».
«تعارض تام»
يرى محللون أن تاريخ العلاقة الشخصية بين بايدن ونتنياهو، لن ينعكس بالضرورة على مصالحهما السياسية.
وتقول مديرة الأمن القومي والسياسة الدولية في «المركز الأمريكي للتقدم» أليسون ماكمانوس إن مصالحهما حالياً «على تعارضٍ تام».
وتوضح «هذه ليست بالضرورة صداقة شخصية ستطغى بشكل ما على المصالح السياسية القوية لكل من الزعيمين».
وتضيف «هذه لحظة أعتقد أن بايدن يفكر فيها بأن العناق لم يفلح، والكلمات القوية الصارمة لم تفلح... حجب الأسلحة هو أكبر أداة تأثير في حوزة الولايات المتحدة».
لكنها تشير إلى أن بايدن الذي اعتبر الهجوم الإسرائيلي الواسع في رفح «خطاً أحمر» للولايات المتحدة لم يتمّ تجاوزه بعد، «ترك الباب مفتوحاً أمام نتنياهو للتراجع عن رفح».
نتنياهو وشقيق رئيس إسرائيل
من ناحية أخرى، لا ينوي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد فترة ولاية سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ، (شقيق الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ)، التي ستنتهي في نوفمبر المقبل، وفقاً لما أوردته القناة 13 الإسرائيلية.
ويمكن لنتنياهو أن يمدد ولاية هرتسوغ لمدة عام آخر، لكنه قال لمقربيه إنه لا يخطط للقيام بذلك، رغم رغبة السفير في الاستمرار. وكان هرتسوغ قد تولى منصبه كسفير في واشنطن في نوفمبر 2021.
وعن سبب ذلك، توضح القناة الإسرائيلية أن هناك «خلافات بين الرجلين ظهرت قبل بداية الحرب ضد حماس».
وتريد الدائرة المقربة من نتنياهو أن يحل السفير لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان محل هرتسوغ، لكن المصدر يشير إلى أنه «لن يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن قريباً».
وقال مصدر مطلع لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»: «كان هرتسوغ المحور الرئيسي في العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وعمل بقوة من أجل الدعم الأمريكي في جوانبه العديدة، بما في ذلك خلال الخلافات بين البلدين».
وتابع: «عندما سئل، أعرب السفير عن استعداده لتمديد فترة ولايته من أجل مواصلة مساعدة إسرائيل في الحرب».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"