«كامل العدد».. كامل الأجيال والمواصفات

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

لبعض المسلسلات سحر يجعلك تستمتع بمشاهدتها، وتنتظر المزيد من حلقاتها، وأحداثها، من دون أن تشعر، ولو لحظة، بملل أو تكرار. مسلسلات مكتوبة بذكاء، وحرفية، وسلاسة تجعل القصة أشبه بيوميات أبطالها. وأبطالها حقيقيون في ما يعيشونه، ويواجهونه، والتطورات التي تطرأ في حياتهم، لدرجة أنك تشعر بأنك جزء من هذه السلسلة، وأن ما تراه على الشاشة شريط فيديو مأخوذ من واقع أسرتك، أو أحد أصدقائك ومعارفك، تماماً مثل مسلسل «كامل العدد» الذي استمتعنا بمشاهدة الجزء الثاني منه في رمضان، وودّعناه على أمل اللقاء به، وبأبطاله في موسم ثالث.

من إشارات نجاح أي عمل أن يتمنى الجمهور إطالة حلقاته، أو مشاهدة أجزاء جديدة منه، و«كامل العدد+١» زارنا بحلقاته ال ١٥، خفيفاً منعشاً، تقلّب بأحداثه صعوداً وهبوطاً، كما هي الحياة، وجعل الختام مِسكاً فزادنا بهجة وتعلّقاً به ورغبة في معرفة ماذا يمكن أن يحدث لكل من شخصياته. وعلامات نجاح المسلسل كثيرة، منها أنه كما ذكرنا مكتوب بذكاء. رنا أبو الريش، ويسر طاهر، نجحتا في خلق حالة اجتماعية على الشاشة، والميزة في كتابتهما أنهما جعلتا البطولة من نصيب كل الشخصيات، بلا استثناء، واقعيتان في القصة، قدمتا لنا حكاية أسرتين بكامل أفرادهما، وأصدقائهما، وتضمّان مختلف الأجيال، وهذه ميزة لا نشاهدها في كثير من المسلسلات، رغم شدة احتياجنا إليها في الدراما الاجتماعية.

قدّم المسلسل جيل الأجداد والآباء والأحفاد، بكل همومه ومشاغله، ومشاكله، ورغباته، والكل التقى عند نقطة واحدة، تجسيد معنى وقيمة الأسرة، وترابطها، وتعاونها في كل الأوقات، خصوصاً في الأزمات. جيل الأجداد تألق فيه كل من: إسعاد يونس، تميم عبده، أحمد كمال، ميمي جمال، وألفت إمام، بينما جسد جيل الآباء: دينا الشربيني، شريف سلامة، بدرة، جيهان الشماشرجي، آية سماحة، مراد مكرم، وأصدقائهم أحمد جمال سعيد، وعمرو جمال بجانب ضيوف الشرف مثل ياسمين رئيس، وصدقي صخر، وخالد كمال.

المخرج خالد الحلفاوي يؤكد تميزه في تقديم صورة مبهجة، في مسلسل كامل الأجيال، والمواصفات، ويعتبر المشهد الختامي باجتماع أسرة أحمد وليلى مع كل أصدقائهم، في افتتاح مشروعهم العائلي «لا فاميليا»، والرقص على أنغام أغنية إليسا «هنغني كمان وكمان»، المثال الأبرز على ذلك. وما زاد من حب واحترام الجمهور للمخرج خالد الحلفاوي، ومؤلفتيه، وكل فريق العمل، هو وفاؤهم لزميلهم الفنان الراحل مصطفى درويش الذي شاركهم في الجزء الأول بشخصية عمر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"