كهرباء ألمانيا الشمسية

21:58 مساء
قراءة 3 دقائق

غافين ماغواير *

ولّدت مزارع الطاقة الشمسية أكثر من 60% من الكهرباء في ألمانيا لعدة ساعات يومياً خلال الأسبوع الماضي، حيث ساعدت أشعة الشمس الساطعة على تسريع تحول الطاقة في أكبر اقتصاد أوروبي بعيداً عن الوقود الأحفوري.

وخلال الأسبوع المنتهي في 13 مايو/ أيار، أنتجت تلك المزارع 17.53 ميغاوات في الساعة من الكهرباء، وفقاً لبيانات «LSEG»، أي أكثر بنسبة 40% عن الأسبوع السابق وما يقرب من 50% أكثر من المتوسط طويل المدى لذلك الأسبوع بالذات.

وبحسب موقع «Electricalmaps.com»، فإنه عند الساعة الواحدة ظهراً في 13 مايو، أنتجت أصول الطاقة الشمسية في ألمانيا 43.8 غيغاوات من أصل 72.4 غيغاوات من الكهرباء المولدة في البلاد في ذلك الوقت.

وهذا يعني أن الطاقة الشمسية شكلت ما يقرب من ثلثي إجمالي إنتاج الكهرباء في ألمانيا خلال تلك الساعة، وهو ما يتجاوز بشكل كبير النسب المولدة من جميع المصادر الأخرى بما في ذلك 17% من مزارع الرياح و12% مجتمعة من محطات الفحم والغاز الطبيعي.

ويمثل النشر الكبير للطاقة النظيفة المنتجة محلياً تحسناً كبيراً في حالة قطاع الطاقة في ألمانيا، الذي تضرر بشدة بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا عام 2022.

وبعد أن حصلت ألمانيا على ما يقرب من 45% من احتياجات الكهرباء لديها من الوقود الأحفوري في ذلك العام، اشتعلت الحرب في أوروبا الشرقية وأضرت التخفيضات الناتجة في تدفقات الغاز الطبيعي عقبها بأكبر مستخدمي الطاقة في ألمانيا.

ونتيجة لارتفاع التكاليف ونقص الغاز الطبيعي، أُجبرت الشركات الألمانية على خفض إنتاجها من المواد الكيميائية والأسمدة، وهي قطاعات كثيفة الاستخدام للطاقة، إلى أدنى مستوياته في عدة سنوات.

ولكن بمساعدة نمو الإنتاج المحلي للطاقة المتجددة، وتوجيه أسعار الطاقة مرة أخرى نحو المتوسطات طويلة الأجل في عام 2023، تراجعت بعض ضغوط الكلفة على قاعدة التصنيع في ألمانيا، ما حفز انتعاشاً غير مكتمل في الإنتاج الصناعي حتى الآن في عام 2024.

ويمكن تعزيز هذا الانتعاش بشكل أكبر من خلال أي زيادة مستدامة في إنتاج الطاقة الشمسية الألمانية، خاصة إذا كان ذلك مصحوباً بإنتاج إضافي من مصادر الطاقة النظيفة الأخرى التي يمكن أن تضع المزيد من الضغوط على تكاليف الطاقة الإقليمية.

في غضون ذلك، وبفعل ارتفاع نسبة الطاقة النظيفة في مزيج التوليد في ألمانيا، فإن كثافة الكربون في قطاع الطاقة في البلاد خلال الساعة الواحدة بعد الظهر في 13 مايو كانت 166 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلووات في الساعة، وفقاً لأحدث البيانات. ويقارن هذا الإجمالي ب 314 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلووات في الساعة لشهر إبريل و425 غراماً لعام 2023 ككل.

وبينما تتجاوز كثافة الكربون في مزيج الطاقة الألماني بشكل كبير ما يقرب من 45 غراماً من ثاني أكسيد الكربون / كيلووات ساعة، في النظام النووي الثقيل في فرنسا، فإن القراءة الألمانية المتمثلة ب 166 غراماً في الساعة الواحدة ظهراً لذات اليوم تُعد أقل من 170 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلووات ساعة، المنبعثة خلال نفس التوقيت في بريطانيا، التي تتمتع على أساس سنوي بكثافة كربون أقل بكثير من ألمانيا.

ومن الآن فصاعداً، سيساعد إنتاج الطاقة الشمسية بشكل أكبر على تقليل متوسط كثافة الكربون في ألمانيا، خاصة خلال فترة ذروة توليد الطاقة الشمسية السنوية في شهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز.

يُذكر أنه في يونيو من عام 2023، استحوذت الطاقة الشمسية على حصة شهرية قياسية بلغت 27.3% من إجمالي توليد الكهرباء في ألمانيا. حيث بلغ إجمالي توليد الكهرباء من أصول الطاقة الشمسية ذروته، عند 9.41 تيراوات في الساعة، وفقاً ل «إمبر». وكان إجمالي هذا التوليد أكبر بنسبة 60% من الحجم الذي تم إنتاجه خلال شهر إبريل من العام ذاته.

وفي هذا العام، بلغ إجمالي إنتاج الطاقة الشمسية الألمانية لشهر إبريل 7 تيراوات في الساعة، لذلك إذا توسع الإنتاج في يونيو بنسبة 60% إضافية فإن ذلك سيقودنا إلى رقم قياسي جديد يبلغ 11.2 تيراوات في الساعة من التوليد في 2024.

وفي هذا العام أيضاً، إذا استمرت الأجواء مشمسة بالقدر الكافي، يمكن لأصول الطاقة الشمسية أن تحطم الرقم القياسي السابق للحصة، وربما تمثل ما يقرب من ثلث إجمالي توليد الكهرباء في البلاد خلال ذروة الصيف.

* كاتب متخصص في أسواق السلع وانتقال الطاقة العالمية «رويترز»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب متخصص بأسواق السلع وانتقال الطاقة العالمية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"