عادي

رئيس «أوبن ايه آي»: الذكاء الاصطناعي آمن بما يكفي

19:27 مساء
قراءة 3 دقائق
سام ألتمان متحدثاً خلال مؤتمر بمقر «مايكروسوفت» في ريدموند (أ ف ب)
دافع رئيس «أوبن ايه آي» سام ألتمان، الثلاثاء، عن الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي تعتمده شركته في نموذجها معتبراً أنه آمن بما يكفي، وحضّ الفاعلين في القطاع على تحقيق تقدّم سريع في هذه التكنولوجيا، على الرغم من الجدل المُثار راهناً حول الشركة المُبتكرة لبرنامج «تشات جي بي تي».
وقال ألتمان، في كلمة خلال مؤتمر «بيلد» السنوي لـ«مايكروسوفت»، الشركة المستثمرة الرئيسية في «أوبن ايه آي»، إن تشات جي بي تي 4 «بعيد عن المثالية. ولا يزال أمامنا عمل كثير، لكنّه يُعد عموماً قوياً بما يكفي وآمناً لعدد كبير من المستخدمين».
وبعد الإعلانات المبهرة لـ«أوبن ايه آي» و«غوغل» عن أحدث ابتكاراتهما في مجال الذكاء الاصطناعي خلال الأسبوع المقبل، وقبل أسابيع من الإعلانات المرتقبة لـ«أبل» في يونيو، كان دور «مايكروسوفت» هذا الأسبوع لعرض ابتكاراتها في التكنولوجيا التي تعد بمنزلة ثورة صناعية جديدة.
لكنّ تراكم الجدل المثار حول الذكاء الاصطناعي خطف إلى حد ما الأضواء من شركة تكنولوجيا المعلومات الكبرى التي تصف نفسها بـ«الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي».
وكان ألتمان، توجّه الثلاثاء، بالاعتذار إلى الممثلة الأمريكية سكارليت جوهانسون بعدما اتهمت «أوبن ايه آي» بأنها نسخت صوتها واعتمدته لأداة المساعدة على «تشات جي بي تي».
وعلّقت الشركة صوت أداة المساعدة «سكاي» الذي ابُتكر بواسطة الذكاء الاصطناعي واستُخدم خلال عرض قدرات نموذجها الجديد «جي بي تي- 4.0».
وقالت الممثلة، في بيان الاثنين، إنها رفضت استخدام صوتها، وقالت إنها «صدمت» من التشابه القوي.
وقالت في بيان أصدرته الاثنين: «في سبتمبر الماضي، تلقيت عرضاً من سام ألتمان، الذي أراد اختياري لأكون صوت نظام تشات جي بي تي بنسخة 4.0 الحالية».
وأضافت: «قال إنه يعتقد أن صوتي سيريح الناس»، مؤكدة أنها «رفضت العرض».
وتابعت الممثلة قائلة: «عندما سمعتُ العرض التوضيحي، شعرتُ بالصدمة والغضب وعدم التصديق لأن ألتمان طوّر صوتاً يشبه صوتي بشكل مخيف لدرجة أن أصدقائي المقربين ووسائل الإعلام لم يتمكنوا من تسجيل أي فرق».
  • منتجات لافتة
وشجّع آلاف المطورين الذين يتابعون المؤتمر على «الاستفادة» من هذه «الفترة المميزة»، «الأكثر إثارة للحماسة منذ ابتكار الهاتف المحمول، أو حتى الإنترنت».
وقال: «إنّ المرحلة الحالية لا تشكل الوقت المناسب لتأجيل أفكاركم أو انتظار الابتكارات المقبلة».
وأشاد بأداء النموذج الجديد من «تشات جي بي تي»، قائلاً إن «السرعة والكلفة مهمان جداً. ومع جي بي تي- 4.0، نجحنا في خفض سعره إلى النصف ومضاعفة سرعته».
وأكد أن «النماذج ستصبح أكثر ذكاء» في المستقبل، معتبراً أن «هذا الجانب هو الأكثر أهمية».
وينتاب عدد كبير من المراقبين والمسؤولين قلق إزاء السرعة الفائقة التي تنشر بها شركات التكنولوجيا الكبرى أدوات ذكاء اصطناعي متطوّرة ومشابهة للبشر بصورة أكبر.
وتحتفي الشركات نفسها بالتقدم المتسارع الذي أحرزته، مؤكّدة أن ما أُنجز حتى اليوم «ليس سوى البداية».
لكنّ المشهد تتخلله بعض الأصوات المعارضة مثل يان لايكه، الرئيس السابق لفريق «أوبن ايه آي» المسؤول عن الإشراف على المخاطر المحتملة الطويلة المدى للذكاء الاصطناعي الفائق الذي يتمتع بقدرات معرفية مشابهة لتلك الخاصة بالبشر.
وتقدم لايكه باستقالته في الأسبوع الماضي، وكتب عبر منصة إكس: «يجب أن تصبح أوبن إيه آي شركة تضع سلامة الذكاء الاصطناعي العام فوق كل الاعتبارات الأخرى». وغادر الشركة أيضاً أحد مؤسسيها هو إيليا سوتسكيفر.
وقد حلّت «أوبن ايه آي» الفريق ووزعت أعضاءه على فرق أخرى.
  • جانب السلامة
وأكد سام ألتمان، الثلاثاء، أنه سيتعامل بجدية مع جانب السلامة لنماذج الذكاء الاصطناعي التي يزداد استخدامها على نطاق واسع على الرغم من الغموض في عملها. وشبّه الوضع بتناول دواء، قائلاً إنّ «الشخص يرغب في التأكد من أنه آمن».
وقال رئيس شركة «مايكروسوفت» ساتيا ناديلا، في كلمته الافتتاحية: «أود أن أشكر أعضاء فريق أوبن ايه آي على شراكتهم ومقاربتهم المسؤولة في ما يتعلق بالابتكار، ما يتيح للقطاع التقدّم».
وكانت «مايكروسوفت» كشفت النقاب الاثنين عن فئة جديدة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية تسمى «كوبايلوت بلاس»، تتميز بوجود أدوات ذكاء اصطناعي توليدي مدمجة مباشرة في «ويندوز»، نظام التشغيل الرائد عالمياً للشركة.
ويتوفر نظام ذكاء اصطناعي شبيه ببرنامج «تشات جي بي تي»، تطلق عليه مايكروسوفت اسم «كوبايلوت»، عبر منتجات الشركة، بما يشمل برنامجي «تيمز» و«أوتلوك» ونظام التشغيل ويندوز الخاص بها.
واعتبر الخبير في الذكاء الاصطناعي غاري ماركوس أن أجهزة الكمبيوتر الجديدة تشكل هدفاً كبيراً لعمليات القرصنة الإلكترونية.
وكتب الخبير في الذكاء الاصطناعي غاري ماركوس عبر منصة «إكس»: «إن الحكومة الأمريكية اتهمت مايكروسوفت أخيراً بارتكاب أخطاء خطِرة في مجال الأمن السيبراني، ساعدت مجموعة من المقرصنين الصينيين على اقتحام خوادمها للوصول إلى عناوين البريد الإلكتروني الخاصة بعدد كبير من المسؤولين». (أ ف ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/28acd4et

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"