عادي

«رحلة الرعب» السنغافورية.. جرس إنذار من مخاطر ارتفاع معدلات المطبات الهوائية

20:15 مساء
قراءة 3 دقائق

بانكوك (أ ف ب)

يخضع 20 شخصاً للعلاج في أقسام العناية المشددة في مستشفيات بانكوك الأربعاء بعدما هوت طائرتهم من على ارتفاع كبير أثناء رحلة من لندن في حادث لقي راكب مسن حتفه فيه وأدى إلى إصابة أكثر من مئة آخرين بجروح، جراء «مطبات هوائية عنيفة». ولطالما حذّر العلماء من أن تغير المناخ سيؤدي على الأرجح إلى ازدياد المطبات الهوائية في السماء الصافية، وهو أمر لا يمكن للرادارات التقاطه.

وتعرّضت رحلة الخطوط السنغافورية «إس كيو321» إلى «مطبّات شديدة مفاجئة» فوق بورما بعد عشر ساعات على إقلاعها متوجّهة إلى سنغافورة الثلاثاء، لترتفع وتهوي عدة مرّات في غضون لحظات.

وقال أحد الركاب إن الأشخاص ألقوا في أنحاء الطائرة بعنف إلى حد أنهم تركوا أثراً في السقف خلال الحادثة التي وقعت على ارتفاع 11300 متر وألحقت إصابات في الرأس في أوساط العشرات.

وأظهرت صور من داخل الطائرة المقصورة في حالة فوضى حيث تناثر الطعام وزجاجات المشروبات والأمتعة، كما تدلت من السقف أقنعة الأكسجين.

وأجبرت الطائرة التي كانت تقل 211 راكباً و18 من أفراد الطاقم على القيام بهبوط اضطراري في مطار سوفارنابومي في بانكوك، حيث نقل المصابون على نقالات إلى سيارات إسعاف كانت بانتظارهم على المدرج.

وقال أحد الركاب لوسائل إعلام أسترالية الأربعاء بعد وصوله إلى سيدني «قُذفت إلى السقف ومن ثم هوت الطائرة إلى الأمام وهويت أنا كذلك.. سقطت بعد ذلك على الأرض بقوة وسقطت جميع معدات الفطور والزجاجات. كان أفراد الطاقم يحضّرون وجبة الإفطار للجميع، لذلك كانت إصاباتهم الأسوأ».

ولقي بريطاني يبلغ من العمر 73 عاماً حتفه وأصيب 104 أشخاص بجروح.

وأفاد مستشفى في بانكوك الأربعاء بأن موظفيه يعالجون أو عالجوا 85 من المصابين بينهم 20 شخصاً في قسم العناية المركّزة.

والأشخاص ال20 من أستراليا وبريطانيا وهونغ كونغ وماليزيا ونيوزيلندا وسنغافورة والفلبين، وفق ما أفاد مستشفى ساميتيفيج من دون تحديد عدد الركاب أو أفراد الطاقم.

وهبطت رحلة إغاثية تحمل 131 راكباً و12 من أفراد الطاقم في مطار تشانغي في سنغافورة صباح الأربعاء.

واستقبل الأقارب القادمين بالعناق لكنهم كانوا جميعاً في حالة صدمة منعتهم من التحدث إلى الصحفيين.

وقال أندرو ديفيز، وهو راكب بريطاني كان في الطائرة، لإذاعة «بي بي سي» إن الطائرة «انخفضت فجأة» ولم يتلقوا «سوى القليل من التحذيرات».

وأوضح «خلال الثواني القليلة التي تلت انخفاض الطائرة، سمعنا صراخاً مروعاً وما يشبه الضجيج»، مشيراً إلى أنه ساعد امرأة تصرخ مستغيثة وكانت مصابة بجرح في رأسها.

وقال في بودكاست لإذاعة «بي بي سي» إنه كان يعتقد أن الطائرة ستتحطم.

من جانبه، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط السنغافورية غوه تشون فونغ الأربعاء بأن الشركة تأسف بشدّة على التجربة الصادمة التي مر بها الأشخاص الذين كانوا على متن الرحلة وقدمت تعازيها لعائلة المتوفى.

- «رحلة مجنونة» -

وقدّم رئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ «تعازيه العميقة» لعائلة الراكب المتوفى جيف كيتشن، وهو مدير مسرح قرب بريستول. وأرسلت سنغافورة فريقًا من المحققين إلى بانكوك وأكد وونغ على فيسبوك أن بلاده «تعمل بشكل وثيق مع السلطات التايلاندية».

والركاب هم 56 أسترالياً و47 بريطانياً و41 سنغافورياً، وفق شركة الطيران.

وذكرت الخارجية الماليزية أن تسعة من مواطنيها نقلوا إلى المستشفى حالة أحدهم خطيرة لكنها مستقرة.

وقال خبير سلامة الطيران ومقره الولايات المتحدة أنتوني بريكهاوس: «ما زال من المبكر جداً تحديد ما حصل تماماً. لكنني أعتقد أن الركاب يتصرفون بارتياح شديد على متن الطائرات التجارية.. لحظة إطفاء الطيار إشارة ربط الأحزمة، يزيلها الناس مباشرة». وقال الراكب ديفيز إن «الطائرة هوت فجأة» وفي اللحظة نفسها أضيئت إشارة ربط الأحزمة.

وذكرت أليسون باركر أن ابنها جوش الذي كان على متن الرحلة، بعث لها رسالة نصية أبلغها فيها بأنه على متن «رحلة مجنونة» تقوم بهبوط اضطراري. وقالت «كان الأمر مروعاً.. لم أعرف ما الذي يجري. لم نعرف إن كان نجا، أتلف الأمر أعصابنا. كانت الساعتان الأطول في حياتي».

وخلصت دراسة من العام 2023 إلى أن المدة السنوية للمطبات الهوائية في السماء الصافية ازدادت بنسبة 17 في المئة من العام 1979 حتى 2020، مع ازدياد الحالات الأكثر شدة بأكثر من 50 في المئة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/u8bza53d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"