«الدبل».. لمن لا يعرفه

02:11 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي
* تزخر الساحة الرياضية، ببعض الرياضيين، الذين كانت لهم بصمات مشهودة، في تاريخ اللعبة الأولى، وخلدت أسماءها في حقبة ما وأثرت الملاعب بها، وكانت لها اليد الطولى، وقد لا يتعرف إليها، ولا يتذكرها الجيل الحالي، ولكنها حاضرة، في أذهان من ارتبطوا بها، مع بداية الحركة الرياضية، وسعيد إسماعيل «الدبل»، الذي وافته المنية منذ أيام معدودة، أحد هذه الأسماء.
* كلنا نتذكر صعود الإمارات لكأس العالم في إيطاليا عام 90، ويتمنى تكرار الإنجاز، والمخيلة عامرة بأسماء نجوم تلألأت في سماء الملاعب أمثال يوسف حسين وعيال مير، وحسين غلوم وعلي ثاني، وعبد الرحمن وإسماعيل الحداد، ممن قادوا كتيبة الشارقة، في تلك الفترة، لحصد الكؤوس والألقاب، في الثمانينات والتسعينات، ولكن ما لا يدركه الكثيرون، ولا يعرفه الجيل الحالي، أن من اكتشف هذه الكوكبة، وساهم في تأسيس، مهارات نجومها في مدارس الكرة، هو الكابتن سعيد إسماعيل الدبل، الذي انتقل إلى جوار ربه، المربي الفاضل بالأخلاق الحميدة، في المراحل السنية، والمشرف الإداري حتى بعد انتهاء التمرين.
* سعيد الدبل كانت شخصيته مزيجاً من العفوية والطيبة، وصفاء النفس والتواضع، والمثابرة والالتزام، لعب في بدايته، مع نادي الاتفاق، قبل أن يلتحق بالشعب عام1962، لينطلق من قلب الدفاع، مع علي السوقي، وعبد الرحمن وسالم غليطة، والناخي، ثم انتقل إلى العروبة، بين عامي 68 و73، وأصبح أحد الأعمدة الأساسية، في الشارقة، في أول تشكيل بعد دمج العروبة والخليج عام 74، مع مبارك وسالم بالأسود، وجمعة ربيع، وسعيد البردان، وقدم الكثير لفريقه، وأسهم بعد ذلك في تدريب مدارس الكرة، لفترة طويلة.
* وفي الدوريات الأوروبية، حينما يغيب ويتوفى، أحد قدامى اللاعبين، أو الإداريين، لا أقل من أن يذكره الجمهور، بوضع صورته وإنجازاته، مع انطلاقة مباراة الفريق، من باب التكريم والتقدير الشرفي، لما حققه مع ناديه، ونحن نسطر الكثير، من الأقوال المبهرجة، ونكيل المديح من كل جانب لهم، عندما يكونون، في أوج عطائهم، على المستطيل الأخضر، ما أن يعتزلوا بحكم عامل السن، أو الغياب لأي سبب، لا يُلتفت إليهم، ولا يُتذكر منهم أحد، لتلك الخدمات والتضحيات، التي قدمها لناديه وللمنتخب، فلمَ لا تكون لهم نوافذ رياضية، يطلون علينا من خلالها، وأبواب للتواصل معهم، بعد هذه التجارب الطويلة؟ ألا يستحق أمثال هؤلاء التقدير «فمن لا ماضي له لا حاضر له»
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"