هناك فرق

04:10 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

* فرح كل عشاق كرة القدم حول العالم باستئناف اللعب في ألمانيا من خلال «البوندسليجا»، وبدا إلى أي مدى العالم يحب كرة القدم وكان في شوق إليها، حتى وهي تقام خلف أبواب مغلقة، بدون جمهور، وبتدابير أقل ما يقال عنها أنها صعبة ومثيرة لانزعاج كل أطراف اللعبة داخل الملعب من لاعبين وإداريين ومدربين، وعمال أيضا، وليس جمهورها فقط الذي تم الاحتيال على غيابه بشواهد ومجسمات كرتونية، كما تم التحايل على أصوات انفعالاته وصيحاته بتسجيلات صوتية مبرمجة سلفاً ! وكل هذه الجهود الاستثنائية،بالطبع مقدرة ومشكورة وستحسب للألمان، الذين فتحوا الباب الموصود بأقفال وترابيس «كورونا»، لكن هيهات هيهات أن يعوض الجمال الحقيقي والطبيعي لمباريات اللعبة الجماهيرية الأولى في العالم، فبعد دقائق معدودة تسرب إلينا الإحساس بكل ماهو مفقود، وسيطرت في المقابل حالة من الرفض لكل ماهو وهمي و«FAKE»، وهذه المسألة ستكون حاضرة عند كل الاتحادات التي رأت في التجربة الألمانية مثالاً يمكن الاحتذاء به، ويجب أن تكون حاضرة عندنا كذلك لاعتبارات كثيرة منها مايلي:

1-لكل دولة ظروفها الخاصة بها في قرار استئناف اللعب من عدمه.

2-ليس بالضرورة كل ما فعلوه عند استئناف اللعب يمكن اقتباسه.

3-هناك فارق ثقافي مهم في العادات والسلوك، والاستعداد للالتزام والانضباط عند كل الأطراف وليس عند الجمهور فقط.

* «هناك فرق» كبير وشاسع بين الأصل والصورة، والحقيقة والوهم في متعة كرة القدم، وعموماً إذا سمحت الظروف وارتأينا استكمال الموسم، وأنا مع هذا التوجه لحسم كل الألقاب والقضايا العالقة، فليتكيف الجميع مع الحر والرطوبة، وليقبلوا بالحل الاستثنائي والاضطراري لأن كل ما هو عكس ذلك له عواقب أصعب إجرائياً وإدارياً وموضوعياً، «وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان» بعيداً عن جدلية ماهو ممكن وماهو مستحيل التي أصبحت على لسان كل من له مصلحة خاصة في استئناف النشاط من عدمه، فالأكيد والواضح أن بوصلة المصلحة الخاصة هي الحاضرة في كل ما نقرأه ونطالعه هذه الأيام، وهذا شيء يؤسف له بالطبع، وهو بالمناسبة أحد أهم الأسباب التي تجعل قرار استئناف النشاط قراراً سياسياً في المقام الأول، والحمد لله أنه كذلك، لأن معظم الرياضيين، ثبت بالدليل القاطع، وبدون زعل، أنهم يرون في أفق أنديتهم فقط، وهناك فرق بين مصلحة «ضيقة خاصة» ومصلحة «عامة وطنية» تشمل مجتمعاً بكل أطيافه ومشاربه.

* وكل عام وأنتم بخير بمناسبة العيد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"