شجاعة المحاسبة

02:58 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

- الرياضة بحاجة إلى خطة.. والخطة بحاجة إلى رؤية.. والرؤية بحاجة إلى هدف.. والهدف بحاجة إلى وسيلة.. والوسيلة بحاجة إلى تمويل.. والتمويل بحاجة إلى رقابة.. والرقابة لا بد أن تنتهي بمحاسبة.. والمحاسبة بحاجة إلى «شجاعة».
إذن لا بد من «الشجاعة» من البداية إذا أردنا تحقيق المردود المنشود من الرياضة، لأن كل أعضاء المنظومة تجمعهم علاقات وخواطر وهذه «محمودة ومطلوبة»،.. كما أن بين بعضهم حسابات ومصالح وهذه «مرفوضة ومذمومة».
- «المصلحة الوطنية فوق الجميع».. قالها كل من: اللواء محمد خلفان الرميثي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة، وحميد القطامي نائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، ولكن يبقى أن يقنع كل مسؤول في نطاق مسؤوليته، سواء كان باتحاد أو ناد أو مؤسسة ما، بأن الحساب إذا طاله، فليس معناه أي عداوة أو خصومة من الهيئة أو اللجنة، وإنما حقوق وواجبات، وأدوار ومسؤوليات تقتضي الوفاء بكل التزاماتها حسب درجات الهرم الإداري للمنظومة الرياضية.. وهذه السمة أراها أهم سمات ثقافة المرحلة الجديدة، التي رفعنا فيها شعار المحاسبة.
- وبالتداعي الحر للمعاني من تحت عنوان المحاسبة، ستتوالى مسميات كثيرة بحاجة إلى تفعيل قوي في سلوكاتنا، بعضها نسمعه كل يوم وكل ساعة، لكنه مفرغ من مضمونه ومحتواه،.. مثلا يقال «شفافية» وتنظر حولك فتجد كل المعلومات والأرقام المهمة في كل تعاقد أو صفقة أو عقوبة أو ميزانية «سرية» وممنوع تداولها أو حتى الاقتراب منها! مع أن احترافنا المزعوم يقضي بإعلان كل شيء من هذه الأشياء على الملأ، مثلما يحدث في أوروبا التي اقتبسنا منها ذاك الاحتراف، لكن تقول لمن؟
- عموماً شجاعة المحاسبة تقتضي مبادرة وخطوة أولى، ومن بعدها ستكون الأمور أكثر سهولة، بشرط أن تتم المحاسبة نهاراً جهاراً من دون أي تعتيم أو تكتيم، لأن الإعلام يوفر جزءاً كبيراً من الردع بمرجعية واعتبارات الرأي العام، وفي هذا السياق يجب ألا ننسى أن الإعلام كان ومازال صاحب السبق والدور الفاعل والحقيقي على أرض الواقع في تلك المحاسبة عبر تاريخ الحركة الرياضية، وبناء عليه ليس من المتصور إذا جرى تحقيق ما.. أو مساءلة ما.. أو تصعيد لقضية ما إلى ديوان المحاسبة «مثلاً» أن يتم اعتبار ذلك نوعاً من البلاء الذي يقتضي الستر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"