كبرياء الكبار

02:44 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد بن ثعلوب الدرعي

المراقب لتطورات الأحداث في نادي ريال مدريد بعد رحيل مهاجمه كريستيانو رونالدو، والتراجع الغريب الذي اعترض مسيرة مانشستر سيتي، وكيف استطاع الوقوف من جديد ومواجهة العاصفة والعودة إلى طريق التألق والمنافسة، يشعر بقيمة مثل هذه الكيانات الكروية التي تمتلك شخصية متفردة، لا تتوفر إلا لدى نوعية خاصة من الأندية.
وإذا كانت مسألة تذبذب المستوى والتراجع صفة لا يمكن إلغاؤها لدى أي فريق طالما أننا نتعامل مع البشر، فإن التعامل مع تلك الظروف والتماسك أمام العاصفة، هي صفة من صفات الكبار الذين يرفضون الاستسلام مهما كان التيار قوياً؛ لأن كبرياءهم يرفض ذلك.
في الدوري الإسباني تعرض الفريق الملكي لانتكاسة كبيرة في بداية الموسم، نتيجة لمغادرة لاعب بحجم رونالدو، وتعرض عدد من أعمدة الفريق للغياب بسبب الإصابة؛ تلك الوضعية قادت الريال إلى مراكز متأخرة في الجدول، لا تتناسب مع الفريق الذي اعتاد السكن في القمة. ولأن الفريق يحمل كبرياء الكبار، فمن الصعب أن يستسلم بسهولة مهما كانت الظروف، والعودة التي سجلها الملكي مؤخراً ببلوغه نصف نهائي كأس الملك الإسباني، واحتلاله وصافة «الليجا» لتعود معها الإثارة والمنافسة التقليدية بين الريال وبرشلونة الذي تعثر بالتعادل أمام أتلتيك بيلباو مؤشر على أن الكيانات الكبيرة تعتمد على كبريائها وتاريخها، وشخصيتها التي تميزها عن غيرها من الكيانات الأخرى.
وغير بعيد عن الفريق الملكي، نجد أن الكبوة التي تعرض لها مانشستر سيتي مؤخراً وكانت نتيجتها خسائر غير متوقعة أفقدته صورته المتوهّجة التي جعلت من القمر السماوي واحداً من أقوى الأندية في إنجلترا؛ بل في أوروبا بأكملها.
ولأن قيمة الأندية الكبيرة تظهر في المناسبات الصعبة وفي الظروف الاستثنائية، شكّلت عودة الفريق السماوي إلى التألق والتوهّج، بفوزه العريض الذي حققه مؤخراً على تشيلسي بستة أهداف، رسالة واضحة المعنى والملامح، بأن الكبار لا تهزهم رياح الشتاء ولا عواصف الصيف؛ لأنهم يواجهون تلك العقبات بكبرياء الكبار ومتانة الكيان وقوته، والتي تضعهم في موقع مختلف عن نظرائهم.
إن ما يقدمه الريال والسيتي على أرض الواقع، أمثلة واقعية على مدى تأثير الشخصية القيادية في الحفاظ على المكتسبات والبقاء في القمة.. إنها باختصار كبرياء الكبار.
آخر الكلام
محلياً، ما يقدمه الزعيم العيناوي في دوري الخليج العربي، وسط الظروف الاستثنائية التي يمر بها الفريق بعد انتقال نجمه عموري، واستقالة مدربه الصربي زوران، مثال على كبرياء الكبار؛ لأنه من نوعية الأندية التي لا ترضى إلا بالقمة، وكلمة الظروف لا مكان لها في قاموسه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"