عادي
الثقافة ترسخ قيم قبول الآخر

نهيان بن مبارك: «إكسبو دبي» و«هاي أبوظبي» رسالة تسامح

02:55 صباحا
قراءة 5 دقائق
أبوظبي نجاة الفارس وعلي داوود:

عبر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، عن سعادته الغامره، وفخره بنجاح مهرجان «هاي أبوظبي»، وأكد أن كافة جلساته وحفلاته وفعالياته كاملة العدد، كما أن الآراء المستطلعة من قطاعات مختلفة من الجماهير والمشاركين في المهرجان من الأدباء والفنانين من كافة بقاع العالم، جاءت في مجملها إيجابية للغاية، وتحمل إشادات واضحة بمناخ التسامح والتعددية وقبول الآخر والحوار الهادئ حول مختلف القضايا.

أضاف الشيخ نهيان بن مبارك أن هذا التفاعل الرائع بين الجميع في المهرجان يمثل نجاحاً حقيقياً لنا في وزارة التسامح، ولدولتنا الحبيبة، فهدفنا كان واضحاً بأن نجمع كافة الأطياف على مستويات الفكر والفن والآداب، وأن نوفّر بيئة مناسبة تحمل قيم الإمارات وتسامحها وتراثها الأصيل، وإيمانها بالأخوّة الإنسانية بمفهومها الشامل، وهو ما كان واضحاً للجميع، فعبّر كل منهم عن رأيه وإبداعه بالطريقة التي يراها، واستقبلها الجمهور بمختلف مشاربه بالحوار الحضاري الراقي.

جاء ذلك عقب حضور الشيخ نهيان بن مبارك لجلسة «إكسبو 2020.. احتفاء بالثقافة والإنسانية»، والتي احتضنها المهرجان أمس، وحضرها عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة لدى الإمارات، وعدد من كبار الشخصيات الإماراتية، وتناولت الجلسة العلاقات المتشابكة بين الاقتصاد والتجارة والثقافة والأخوة الإنسانية، وكيف يمكن أن يكون كل منها إضافة حقيقية للآخر، في إطار البحث عن الفرص والمستقبل بكافة دول العالم، وكيف يمكن أن يكون إكسبو 2020 رسالة سلام وتنمية للعالم، قدم للجلسة نجيب العلي المدير التنفيذي لمكتب إكسبو، ثم ألقى الشيخ نهيان بن مبارك كلمته.

قال الشيخ نهيان بن مبارك: «نجد أنفسنا منغمسين في محادثات ثقافية وفنية وإعلامية مثيرة للتفكير، فشعار المهرجان هو الدعوة إلى «تخيل العالم»، بعيون الكتاب وعيون المتابعين أيضاً، وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، تدعو الإمارات العالم أجمع للانضمام إلينا في معرض دبي إكسبو في مغامرة «التواصل الفكري» و«ابتكار المستقبل»، ويعزز كل من إكسبو دبي، ومهرجان هاي أبوظبي المكانة القوية للإمارات كمركز ثقافي عالمي مزدهر، ومركز للتبادل الثقافي الدولي، ويجمعان الناس من كافة الأجناس والأعراق، ومن جميع الخلفيات من أنحاء الأرض؛ ليتشاركوا معاً تجارب مميزة، ولنصنع معاً الأحداث، ونصنع معاً المعارض الكبرى».

ولفت إلى أن هذه الجلسة حول معرض إكسبو دبي إشارة واضحة إلى أن الحدثين لهما مهمات تكميلية تؤكد الحوار والتعاون الإقليمي والدولي، كما أنها تعزز التفاهم، وتدعم اكتساب المعرفة والثقافة والابتكار والفنون، كوسيلة للناس من مختلف الخلفيات لمعرفة بعضهم البعض، والتحدث معاً، والعيش معاً في سلام ورخاء».

وأضاف، «أقف أمامكم في هذه الجلسة، ليس فقط كوزير للتسامح في الإمارات، ولكن أيضاً بصفتي المفوض العام لإكسبو دبي، وأقف أمامكم تجسيداً لالتزام بلدنا بالانضمام إلى العالم بأسره في دعم التسامح والتعددية والتعايش السلمي، ونحن على استعداد لتبادل تجربتنا كدولة مسالمة ومزدهرة، وللاستفادة من الآخرين على نطاق أوسع للقوة العالمية للعمل معاً من أجل مصلحة البشرية جمعاء، وإكسبو دبي 2020 يمنحنا هذه الفرصة التي نحرص على استثمارها معاً بشكل جيد».

وأوضح أن إكسبو كما أنه منصة للتجارة والاقتصاد والثقافة، فهو كذلك منصة لكي يكون التسامح والتعايش السلمي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا كمواطنين عالميين مخلصين، كما أنه فرصة لتعريف العالم تقاليدنا الأصيلة، والتي من خلالها سيكتشف العالم التزامنا القوي بالترحيب بزوارنا، وفهم واحترام احتياجاتهم، والعمل دون توقف لزيادة فهمنا واحترامهم، وتزويدهم بتجربة ممتعة.

وأشار إلى أن إكسبو دبي سيوفر لجميع الزوار فرصاً للتعلم، والاستكشاف، والتسلية، والإعجاب، وتقدير العلاقات المهمة بينهم وبين عالمهم، وبينهم وبين إخوانهم من البشر، وبين دولهم ودول أخرى، بطرق مبتكرة وممتعة، مشيراً على سبيل المثال إلى أن إسبانيا ستعرض تاريخها المتشابك مع العالم العربي، وتسلط الضوء على حقبة تقدمية تعزز التسامح بين الشعوب المتنوعة.

واختتم كلمته بقوله: «إن الإمارات هي جزء حيوي من العالم؛ لأنها تمثل أحد أقدم مراكز الحضارة، لطالما كانت مفترق طرق للأشخاص والأفكار والتجارة، وقد رحبت دائماً بالوافدين إليها بكرم غير مشروط، وإكسبو 2020 سيقدم هذه الضيافة للعالم، إن أعظم ثروة لدينا في الإمارات هي أن قادة بلادنا هم أشخاص يتمتعون بالحكمة والرؤية، وهم جميعاً يبذلون جهوداً مقدرة من أجل رفعة ونهضة الإمارات من جانب، ودعم كافة قضايا السلام والأمن والتسامح على المستوى العالمي من جانب آخر».

حوارات أدبية

ومن جانب آخر فقد التقى جمهور المهرجان عبر شاشات السكايب مع القاضية شيرين عبادي أول امرأة مسلمة وأول مواطنة إيرانية تحصل على جائزة نوبل، والتي تعيش حالياً في لندن، وقد حالت ظروفها الصحية دون تواجدها شخصياً في المهرجان، فأطلت على الجمهور عبر الشاشة. و شهد المهرجان حواراً مع الروائية المصرية أهداف سويف، حاورها فيه بيتر فلورنس مؤسس ومدير المهرجان. وقالت سويف: «في الإمارات طفرة كبيرة من الانفتاح والتقدم والازدهار، لا سيما في حقوق الإنسان، والمهرجانات الثقافية مثل «هاي أبوظبي» فرصة للتحدث بصراحة وتبادل الآراء والأفكار ووجهات النظر، فالمهرجانات تُسهم في نشر الوعي، لكن يجب أن يكون هناك توازن في الانفتاح.

وأضافت: بدأت بكتابة قصص خيالية باللغة الإنجليزية؛ لأن ثقافتي كانت شاملة وباللغة الإنجليزية، ولكن عندما كتبت عن الشخصيات المصرية والعربية كتبت باللغة العربية، وبالنسبة لكتابي «خارطة الحب» فكتبته باللغة الإنجليزية ثم ترجمته والدتي إلى العربية ترجمة رائعة وناجحة، وهي قد سبق وترجمت لكتّاب كبار مثل نجيب محفوظ، واليوم أنا مقتنعة أنني أودّ أن أكتب قصصاً أستطيع من خلالها تجسيد الواقع بطريقتي، ربما قد أبعد بعض الشيء عن السياسة، ولكن لا أستطيع أن أدير ظهري تماماً للسياسة.

وذكرت أن الاحتلال أثر كثيراً في حياة الشعوب، والشخص الذي مات في قصتي كان مدافعاً عن وطنه، ودفع حياته ثمن ذلك، هناك بعض الجرائم التي تمت من جانب الاحتلال، وعلينا أن نفكر جيداً أن الثورات تقوم من أجل التغيير، أتذكر عام 2000 أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية كانت مؤثرة جداً، وكنت مهتمة بالأحداث حولي، لم أكتب مجرد تقرير، إنما ذهبت إلى مدينة رام الله وجلست مع الأشخاص، وفي منتصف الطريق حدث انفجار ورأيت الضحايا ونقاط التفتيش، واكتشفت كمّ صعوبة الحياة هناك، ولكن مع ذلك هي تسير والأطفال يذهبون للمدارس، الحياة هناك مملوءة بالشفقة والرحمة، وددت لو أن كل شخص يرى ما رأيته هناك في فلسطين، وفي إحدى السنوات نظمنا مهرجاناً أدبياً كبيراً في غزة، وكان ناجحاً بكل المقاييس.

استضافت الجلسة التي عقدت مساء أمس ضمن «هاي أبوظبي» تحت عنوان «قصص من العراق» الكاتبة العراقية شهد الراوي صاحبة رواية «ساعة بغداد» التي ترشحت على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، وأدارها نزار عنداري من جامعة زايد.

وقالت الرواي: كتبت روايتي، ولم أتوقع كل هذا النجاح، لقد ترجمت إلى 12 لغة، مما وضعني تحت الضوء وتحت المسؤولية، صرت أخاف وأحرص على مراجعة نفسي وأحجم ذاتي لأن هالة النجاح مخيفة رغم السعادة.

جراح العراق

وشهد مهرجان «بي بي سي عربي للأفلام»، أمس، العرض الثاني من سلسلة الأفلام والوثائقيات التي اختارتها شيماء بوعلي، في «هاي أبوظبي»، حيث عرض فيلم «جراح العراق الخفية»، للمخرج نامق خوشناو، وهو حاصل على جوائز عدة، ويتناول التأثيرات الفادحة على الصحة العقلية والنفسية للشعب العراقي، بعد السنوات الأربعين الماضية، والتي عانى فيها العراق أحداثاً كبرى، يستعرض الفيلم تلك الظروف الدامية من خلال قصص الأطفال الذين يعانون، نتيجة للصدمة الشديدة، إعاقات جسدية شديدة، مثل عدم القدرة على الكلام أو المشي، وقد لاقى الفيلم استحساناً كبيراً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"