عادي

"تحالف خطر" يقود انقلاباً هادئاً داخل الحزب الجمهوري الأمريكي

05:06 صباحا
قراءة 3 دقائق

أنهي الجمهوريون الأمريكيون مؤتمرهم الوطني بالإعلان الرسمي عن اختيار ميت رومني مرشحاً للحزب في السباق إلى البيت الأبيض، لكن ما وراء الكواليس يكشف عن مخطط هو الأخطر، إذ تحقق للوبي الإسرائيلي المتحالف مع اليمين المتطرف وأساطين المال والطاقة والسلاح، السيطرة على الحزب تماماً .

الأخطر الذي لم يلتفت إليه كثيرون خلال المؤتمر هو ما يمكن وصفه بانقلاب يستهدف السيطرة على الحزب الجمهوري من قبل جماعات إسرائيلية الهوية بالتحالف مع أذرعها المالية والسياسية المتنفذة، في سابقة هي الأولى في التاريخ السياسي الأمريكي .

فبينما كان الجمهوريون العاديون يجتمعون في مقر المؤتمر كانت آلة الاستيلاء تعمل بدأب في قاعات الفندق ومنازل رموز هذا التيار وعلى أحد اليخوت بالقرب من مكان انعقاد المؤتمر .

وبدا واضحاً أن هناك حزب ظل هو الأكثر تنفذاً قد اكتمل تشكيله للهيمنة على الحزب الجمهوري، الذي يقوده تحالف غير رسمي مكون من جماعات ضغط مكونة حديثاً أحدثت نقلة نوعية في السلطة داخل الحزب الجمهوري . وإبرز الفاعلين في هذا التيار ميل سيمبلر الملياردير الذي كون ثرواته من سلاسل أسواق التبضع (مولات) والعضو البارز في فريق التمويل للمرشح الجمهوري الذي استضاف تجمعاً لكبار المتبرعين لحملة رومني وللمجموعة المعروفة بالسوبر باك . ايضاً تزامن ذلك واجتماعات موازية قادها كارل روف مساعد نائب الرئيس السابق ديك تشيني وبطل فضيحة تسريب هوية عميلة الاستخبارات سي .آي .إيه انتقاماً من رفض زوجها تدليس أدلة تزعم حصول الزعيم العراقي الراحل صدام حسين على ألمونيوم مشع من النيجر، لتبرير غزو العراق .

اجتماعات روف مع مجموعة من المليادرات على رأسهم الأخوان تشارلز ودافيد كوك كانت تستهدف وضع خطط لانفاق عشرات الملايين من الدولارات في حملات إعلانية تلفزيونية لمساندة رومني والتأثير في الناخبين، على الرغم من أن القوانين الفيدرالية الأمريكية للانتخابات تمنع بعض أنواع التنسيق المالي بين جماعات الضغط .

أيضاً برز الدور الخطر الذي يؤديه الملياردير شيلدون اديلسون والمعروف بملك كازينوهات القمار في أمريكا والعالم ومعه زوجته الطبيبة الإسرائيلية مريام خلال مؤتمر الجمهوريين، حيث ظهر تعاونه الوثيق مع جماعات ضغط عدة تندرج في حزب الظل الجمهوري أهمها التحالف الجمهوري اليهودي وهو مجموعة لمناصرة إسرائيل وانضمت إليهم الغرفة التجارية الأمريكية التي تقدمت بخطة تستهدف مساعدة الحزب الجمهوري على استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مع الحفاظ على الزعامة الجمهورية في مجلس النواب، أي الهيمنة على الكونغرس بمجلسيه للتأكد من أنه حتى إذا خسر رومني فإنهم سوف يحولون أداءه كرئيس إلى أداء البطة العرجاء بعرقلة مشاريعه عبر مجلس يسيطرون عليه .

وقد وقع الملياردير شيلدون ومعه الإخوة كوك وكلهم معروفون بدعمهم الواسع للمستوطنات الإسرائيلية على الأراضي العربية، شيكات بعشرات الملايين، بل إن شيلدون الذي كان تعهد بإنفاق مئة مليون دولار لمنع أوباما من الفوز بفترة رئاسية ثانية في مطلع هذا العام، من المتوقع أن يضاعف المبلغ الآن إلى 200 مليون دولار، ليصل بذلك مجموع ما تعهد به هذا التيار إلى ما يقرب من المليار دولار للإنفاق على مشروع الهيمنة على البيت الأبيض والكونغرس معاً .

لذا سارع باراك أوباما بالإلحاح إلى تمرير تعديلات من شأنها الحد من هيمنة التبرعات للتحكم في الانتخابات .

على أية حال، ومهما كانت نتيجة الانتخابات المقبلة بشقيها التنفيذي والتشريعي فإنه بات واضحاً أن سيطرة لوبي إسرائيل واستيلاءه على الحزب الجمهوري بعد أن كان هذا اللوبي مرتبطاً تاريخياً بالحزب الديمقراطي وذلك عبر التحالف مع تيار يمثل أقصي اليمين والمال والشركات الكبرى المهيمنة على صناعات الطاقة والسلاح وأسواق المال، هي بحق حدث القرن السياسي، فهذا التحالف الخطر لا يسعى لنصر سريع تحت قدميه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، بل يسعي وهو المتبني لأيديولوجيات الحرب وفرض النفوذ والمصالح، لنصر وهيمنة تامة مستقبلية على السياسات الأمريكية محلياً ودولياً، وبالتالي الهيمنة على العالم ولو باستخدام القوة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"