عادي
أكد أن العالم العربي مهدد في ثقافته وهويته

سلطان: 26 مايو يوم سنوي للكاتب الإماراتي

04:40 صباحا
قراءة 4 دقائق
الشارقة: «الخليج»

أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، عن اختيار السادس والعشرين من مايو/‏ أيار من كل عام، يوماً للكاتب الإماراتي، والذي يوافق تاريخ تأسيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، يتم فيه الاحتفاء بالكاتب الإماراتي، وبما يقدمه من إصدارات، وإنتاجات أدبية، وشعرية جديدة، يرفد بها الساحة الثقافية والأدبية، بهدف نشر وتعميق ثقافة الكتابة، وصناعة النشر والإنتاج الأدبي بين كتّاب وأدباء الإمارات.
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة، أن المثقف والكاتب الإماراتي مصدر فخر واعتزاز لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونحن نقدمه للعالم من خلال ترجمة إصداراته لينقل الصورة المشرفة عن دولته، وليعرف العالم الوجه الحضاري لدولة الإمارات.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع صاحب السمو حاكم الشارقة، صباح أمس، في هيئة الشارقة للكتاب، برئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله لمقر الهيئة، الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، وأحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومحمد عبيد الزعابي، رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وحبيب الصايغ، رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب.
ورحب صاحب السمو حاكم الشارقة في مستهل لقائه برئيس وأعضاء اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مهنئاً إياهم على انتخاب مجلس إدارة جديد للاتحاد، ومتمنياً لهم سموه التوفيق والنجاح في مهامهم، وبارك لهم مقر الاتحاد الجديد الواقع مقره في هيئة الشارقة للكتاب.
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن الثقافة تنمي الفكر بمختلف أشكاله، وأننا نواجه خطراً ثقافياً يهدد هويتنا وثقافتنا، ويجب أن تكون جهودنا متسارعة نحو تماسك المجتمع، مبيناً سموه دور مجلس إدارة وأعضاء اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات من خلال إصداراته الثقافية والأدبية في ترسيخ قيم الإنسان، وروح المجتمع، وتقاليده الأصيلة، وأن يكون للكتاب دور مؤثر وفعال ينقل هموم الوطن، وطموحاته.
ولفت سموه إلى دور اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في إعداد وتأهيل الجيل الجديد من الكتاب الشباب، من خلال توفير الورش، والدورات، والندوات، وبذل الجهود في تحبيب القراءة والاهتمام بجيل النشء، وإعداده لدوره المهم، وزيادة مداركه الفكرية والعلمية.
وبيّن سموه أهمية دور الكتاب في نقل هموم الوطن العربي، مشدداً على ألا يخرج الكاتب عن الأخلاق والقيم العربية، خاصة أن العالم العربي اليوم مهدد في ثقافته وهويته، ما يتطلب منا تضافر جهود المؤسسات الثقافية والعلمية لمواجهة هذه المخاطر.
ودعا سموه إلى مبادرة جديدة لإحياء معرض بيروت العربي والدولي للكتاب، لما له من قيمة ثقافية وتاريخية للعالم العربي والمثقفين والأدباء العرب.
وكشف سموه عن عدد من المبادرات الثقافية، والمشاريع الثقافية التي تبنتها إمارة الشارقة، من بينها تأسيس بيت الشعر في لبنان الذي سيسهم في رفد الساحة العربية بالإصدارات الأدبية، ويخرج لنا جيلاً مبدعاً من الأدباء والمثقفين اللبنانيين.
ولفت سموه إلى أن الشارقة تُنشئ مجمع اللغة العربية في الشارقة، كما أن هناك مشروعاً عربياً رائداً، وهو المعجم التاريخي للغة العربية، ويأمل أن يتم إنجازه خلال سنتين، ويبين المعجم جذور الكلمات وأصلها.
ووجه سموه كلمة للكتاب والأدباء الإماراتيين على الالتزام بالحيادية، والموضوعية، وعدم التعصب، واحترام الثقافات والحضارات الأخرى، وعدم الانشغال بالكمية على حساب نوعية وجودة ما يتم إنتاجه من إصدار، داعياً إياهم إلى إبراز شخصيتهم المتميزة، وبصمتهم في ما يتم إنتاجه من إصدارات أدبية وعلمية.
ودعاهم سموه إلى أهمية الاستثمار الأمثل للوقت في القراءة والكتابة، والتزود من العلم، والفكر، وحثهم على حسن اختيار الكتاب، وأن تكون القراءة واعية ومنتقاة.
وتطرق سموه إلى مشروع الشارقة الثقافي الذي وضع الإنسان ورعايته ركيزة أساسية فيه، فأولت اهتماماً كبيراً بكل أفراد المجتمع، منذ النشء إلى أن يكبر في السن، وهو يحظى باهتمام ورعاية، كما تعمل الإمارة على كسر الحواجز ودمج فئة ذوي الإعاقة بين أفراد المجتمع، لكونهم عناصر فعالين ومؤثرين في المجتمع، ما أهّل الإمارة لأن تكون «مدينة صديقة لذوي الإعاقة الحركية والبتر».
وبيّن سموه أن تطوير المجتمع، والرقيّ به، واستشراف المستقبل، وتوفير الحياة الأفضل لأفراد المجتمع، تكون بمعرفة الواقع، وفي إمارة الشارقة تم عمل إحصاءات لمعرفة احتياجات كل مدينة ومنطقة، وسيُعمل على تلبية متطلباتها، وحاجاتها.
وتحدث سموه عن تجربته الإعلامية الأولى التي كانت إصدار مجلة اليقظة في عام 1958، كما تطرق إلى إصداراته الأدبية والمسرحية، وعن آخر إصداراته الأدبية وهي رواية جديدة، يكتب الفصل الأخير منها، وسترى النور قريباً.
وحول اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة بالشعر، أو بالرواية، قال سموه إنه يهتم ويكتب في كل من الشعر والرواية، مبيناً سموه أن الشعر هو موهبة فطرية، وليس صنعة ممكن أن يتعلمها الإنسان، وتختلف عن كتابة الرواية التي من الممكن أن يتعلمها ويطورها ويبدع فيها الإنسان.
ورداً على سؤال تم طرحه خلال اللقاء «هل من الممكن اعتبار الرواية وثيقة تاريخية»، فأجاب سموه أن هناك عدة أصناف للرواية، بعضها من محض الخيال، وهناك نوع ممزوج بين الواقع والخيال، وبعضها مستند إلى وقائع تاريخية، ويعتمد اعتبار الرواية وثيقة تاريخية على كمية المعلومات التاريخية المستخدمة في الرواية، وتطويع المؤلف لهذه المعلومات لتكون فناً روائياً.
بدورهم، تقدم رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد، بالشكر لصاحب السمو حاكم الشارقة على جهود سموه الكبيرة والرائدة في دعم الثقافة العربية، والحراك الثقافي، مؤكدين أنهم سيواصلون جهودهم للمضي قدماً في رفع راية الثقافة الإماراتية، وتعريف الثقافات الأخرى بها.
 
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"