اجتاحت عواصف ثلجية، أمس، مناطق مختلفة حول العالم، غطت خلالها مساحات واسعة من الولايات المتحدة قبل توجهها غرباً، وصدرت تحذيرات في دول أوروبية عدة من تساقط كثيف للثلوج، ألغت على إثرها مئات من الرحلات الجوية، في الوقت الذي تأثرت فيه مناطق في شمال إفريقيا بالمنخفض الجوي وشهدت تونس والجزائر طقساً سيئاً مع درجة حرارة منخفضة.
وضربت العاصفة الثلجية منطقة جبال روكي والسهول الكبرى بالولايات المتحدة منذ أمس الأول، مع توقع أن يغطي الجليد ممراً يبلغ طوله 1609 كيلومترات، مما يؤدي إلى «فوضى» في حركة النقل بوسط البلاد. وتوقعت السلطات سقوط ثلوج يصل سمكها إلى 45 سنتيمتراً في جبال سانجري دي كريستو جنوبي دنفر.
ومع توجه العاصفة شرقاً من المحتمل سقوط ثلوج يصل سمكها إلى 41 سنتيمتراً في غربي ميزوري وسانت لويس.
ويتوقع سقوط ثلوج يبلغ سمكها نحو 15 سنتيمتراً على كانساس وأركنسو، وبحوالي عشرة سنتيمترات على واشنطن قبل توجه العاصفة إلى البحر، بحسب موقع «أكيو ويذر» للأرصاد الجوية.
وألغيت1431 رحلة جوية أمس الأول، وأجلت 12465 رحلة أخرى، مع وجود مشكلات في مطارات تأثرت بالثلوج مثل دنفر، مما تسبب في آثار سلبية في شتى أنحاء البلاد. وقال بول ووكر خبير الأرصاد الجوية: من المرجح أن تؤدي العاصفة إلى تعطل حركة النقل الجوي والبري من مدينة كانساس إلى إنديانابوليس، وستؤدي إلى أشد تساقط للثلوج حتى الآن خلال الشتاء على سينسناتي ووادي نهر أوهايو.
وفي ألمانياً، حذرت هيئة الأرصاد الجوية من احتمال سقوط الثلوج بكثافة في الأيام المقبلة، وأصدرت منطقتا «بافاريا العليا» و«سوابيا»، تحذيرات من هبوب عاصفة، وتوقعت تساقط ثلوج جديدة حتى الثلاثاء المقبل. وفي جبال الألب، ومنطقة «غابات بافاريا» يتوقع سقوط ثلوج يتراوح سمكها ما بين 20 و50 سنتيمتراً على ارتفاع 600 متر فوق مستوى البحر.
وقال ماركوس شودر، رئيس وزراء ولاية بافاريا، أمس السبت: إن الولاية سترسل قوات إضافية من الشرطة عددها 500 رجل شرطة لتقديم المساعدات في المناطق المتضررة، موضحاً أن حوالي خمسة آلاف مسؤول شرطة، تم نشرهم حالياً، سيركزون بالأساس على إزالة الثلوج من أسقف المباني، التي تهدد بالانهيار. ألغيت أكثر من مئة رحلة أمس الأول في مطاري ميونيخ وفرانكفورت.
وفي بلغاريا، توفي اثنان من المتزلجين في جبال «بيرين» أمس الأول، بسبب انهيار جليدي. وصدرت تحذيرات أمس من انهيارات جليدية في النمسا، بعد رياح شديدة تسببت في تساقط الثلوج في أجزاء من البلاد، وشملت التحذيرات ولاية ستيريا جنوب شرقي النمسا. ويتوقع تساقط ثلوج في منطقة «يبستال ألب» يصل منسوبها إلى 20 سنتيمتراً على ارتفاع 1500 متر. وتسبب الطقس الشتوي القارس في إشاعة حالة من الفوضى في حركة السفر، ووفيات متعلقة بالطقس داخل وحول منطقة الألب هذا الأسبوع.
وفي شمال إفريقيا، حاصرت الثلوج 18 ولاية في الجزائر، عزلت على إثرها الكثير من القرى، وقطعت طرقات عدة، ما استدعى تدخل الجيش في المناطق المتضررة، لفتح العديد من المسالك والطرق المقطوعة، وذلك بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الجزائرية.
وأكدت السلطات أن حركة المرور قطعت، أمس الأول على مستوى عدة محاور ب18 ولاية، بسبب تراكم الثلوج، والأمطار وانزلاق التربة، الأمر الذي استدعى تدخل قوات الجيش لفك العزلة، وإيصال المؤن والأدوية إلى السكان الذين حاصرتهم الثلوج.
وسجلت مصالح الدرك الجزائري، توقف حركة المرور، أو صعوبتها منذ عودة الاضطراب الجوي والذي مس ولايات شرق ووسط وغرب البلاد. كالات)
