عادي
نظمته «حروف» بمشاركة نخبة من الخبراء الأكاديميين والتربويين

«ريجيو التعليمي للأطفال» يختتم فعالياته بالدعوة إلى تحفيز مدارك الإبداع

03:36 صباحا
قراءة 3 دقائق

اختتمت صباح أمس أعمال مؤتمر «حروف ريجيو التعليمي»، الذي نظّمته «حروف» التابعة لمجموعة كلمات للنشر، للمرّة الأولى على مستوى الإمارات، باستضافة ممثلين من مركز «ريجيو للأطفال»، المركز الإيطالي المتخصص في أساليب التعليم المعاصرة، بهدف إطْلاع المعلمين والمسؤولين في القطاع التعليمي والتربوي في الإمارات على المنهج التعليمي العالمي ل «ريجيو للأطفال».
ودعا المؤتمر في ختام جلساته الحوارية، التي امتدت على مدار ثلاثة أيام، واستضافها القصباء في الشارقة، جموع التربويين والأكاديميين إلى تحفيز مدارك الأطفال، وتعزيز قدراتهم الفطرية على التعلّم من خلال الالتزام بمبدأ «الملاحظة والتوثيق والتفسير»، الذي ينص على أن تتم متابعة كلّ ما يقوم به الطفل، ومراقبة سلوكياته، والحرص على الاستماع له بشكل دقيق لاكتشاف الأبعاد الجوهرية التي يمتلكها في مخزونه الإبداعي، بما يخدم تطور الواقع التعليمي في المدارس.
تطرقت الجلسة الختامية، التي قدّمتها كلّ من كلاوديا جوديتشي، رئيس مراكز ريجيو للأطفال، ومارينا كاستانيتي، معلمة تطبق منهج «ريجيو» في مدرسة «ديانا»، إلى تسليط الضوء على أهم العوامل التي تسهم في منح الأطفال القدرة على إطلاق العنان لإبداعاتهم الفكرية والعملية، من خلال تطبيق عملية الملاحظة والمتابعة من قبل المدرسين وأولياء الأمور. وأشارت جوديتشي إلى وجود ضرورات ملحّة تختص بملاحظة الأطفال ومستوى تعليمهم، وأنه لابد أن يكون هناك مراقبة مرنة لتصرفاتهم، لافتة إلى أن المعلمين يجب أن ينتبهوا إلى ضرورة إشراك الأطفال في مجموعات وعدم تركهم بشكل منفرد إسهاماً في تطوير قدراتهم ومجالاتهم الفكرية والعملية للتعلّم.
وقالت: هدفنا من وجود هذه الدراسة الخاصة بمنهج (ريجيو) يتمثل في لفت انتباه المعلمين والأكاديميين إلى ضرورة الانتباه إلى عدم فصل الطفل عن مخيلته الإدراكية، حتى تتمكن الكوادر التدريسية من إثراء الحصيلة التعليمية لدى الأجيال الجديدة، إضافة إلى الاهتمام بالاستماع للطفل بدقة والتعرف إلى خبايا الأسئلة التي يطرحها، وماذا يريد منها، كي يتسنى للمعلمين أخذ صورة شاملة عن ميوله ورغباته.
وتابعت جوديتشي: نحرص في تطبيقنا لمنهج (ريجيو إيميليا)، المعتمد لدى مركز (ريجيو للأطفال)، على أن تقوم العملية التعليمية بكاملها على الذكاء الفطري للأطفال دون أن يلجأ إلى أي عوامل أخرى مساعدة يمكن أن تشكل في مرحلة ما، عائقاً يحول دون استخدام قدراته الأساسية، وهذا ما يفسّر أن المدارس التابعة لمنهج ريجيو للتعليم مبنية بالأساس على أنظمة تتوافق مع المخيلة الإدراكية والذكاء الفطري للأطفال، حيث إنها تعتمد على تكثيف الأنشطة العملية للأطفال ودمجهم ضمن مجموعات ليتسنى لهم التعرّف إلى خيارات وخبرات أكثر تطوراً من زملائهم، وفي الوقت ذاته يستطيعون أن يثروا تجاربهم العملية معتمدين على الذكاء الخاص بهم.
وعبّرت كاستانيتي عن أهمية الدور الكبير الذي يلعبه البالغون في مجالات بحثهم عن مسببات الذكاء ومواطن الإبداع لدى الأطفال، بما يسهم بصورة فاعلة في تطوير معارفهم وخبراتهم التدريسية بما يخدم المستقبل التربوي في المدارس.
وقالت إن «التوثيق والملاحظة خطوتان أساسيتان لمعرفة العملية الذهنية في نفوس الأطفال، إذ إن الاعتماد على الاستراتيجيات والأدوات اللازمة للانتقال إلى عملية تعليمية للأطفال تتطلب معرفة كافية ومسبقة لإمكانات الطفل، وقدراته العقلية والجسدية، حيث إننا نعتمد في ذلك على ركائز ثلاث أساسية، هي: الأطفال والآباء، والمعلمين، الذين يشكّلون منظومة مهمة تلبي احتياجات الصغار المعرفية، وتسمح للعملية التعليمية بأن تتخطى مجالاتها التقليدية إلى ما هو أكثر تطوراً وتقدماً، بما يثري حصيلة الطفل المعرفية والفكرية والعملية».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"