عادي
خلال احتفالية رسمية نظمتها «الخارجية» بمناسبة يوم الصداقة بحضور نهيان بن مبارك

قرقاش: العلاقات الإماراتية - الإفريقية تنبثق من رؤية مشتركة

04:25 صباحا
قراءة 4 دقائق
أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن العلاقات الإماراتية الإفريقية المتميزة تنبثق من رؤية مشتركة ومصير مشترك لكل مجالات التعاون الإماراتي الإفريقي.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها خلال احتفالية رسمية نظمتها وزارة الخارجية والتعاون الدولي أمس في قصر الإمارات بمناسبة يوم الصداقة الإماراتية الإفريقية تحت شعار «رؤية مشتركة مصير مشترك».
حضر الاحتفالية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح وممثلو الدول الإفريقية.

كما حضر الاحتفالية رؤساء مجالس إدارة غرف التجارة في الدولة، ووكلاء وزارة الاقتصاد ومساعدو الوزراء والوكلاء ومديرو الإدارات السياسية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وألقت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي كلمة رحبت من خلالها بالضيوف الحاضرين، وقالت «إن إفريقيا قارة غنية بتاريخها وشعوبها وثقافاتها وجمالها الطبيعي الذي يمتد على مدى 54 دولة ويتنوع ما بين أمواج رمال الصحارى إلى سهول السافانا الشاسعة وغابات إفريقيا الوسطى الخلابة، ونحن مسرورون لرؤية هذا التنوع وهذه الإمكانات الهائلة التي بدأت تتحول وخاصة خلال العقد الماضي إلى نمو متسارع وفرص مهمة، حيث أصبحت إفريقيا من أكثر القارات نمواً».
وأضافت، أن هناك ملايين الرجال والنساء والأطفال الذين عملوا كمحركات للتغيير في إفريقيا، وقد أسهم وجود القادة المستنيرين ومطوري الأعمال وجنود حفظ السلام في وضع القارة الإفريقية على المسار التاريخي الصحيح مسار الابتكار والعمل الجاد.
وقالت، «بالرغم من ذلك تبقى هناك مجموعة من التحديات الماثلة.. وأعتقد أن لدينا جميعاً دوراً مهماً من الممكن أن نؤديه لضمان تحقيق التنمية المستدامة وإسكات صوت المدافع في مناطق وبؤر النزاعات المسلحة.. ونحن نثمّن التزام الشعب الإفريقي بما في ذلك ضيوفنا الأعزاء المتواجدين معنا اليوم - والقادة والأكاديميين ورجال الأعمال والفنانين والطلاب - الذين أسهموا بأعمالهم في جعل إفريقيا واحدة من أهم الأسواق العالمية».
وأوضحت ريم الهاشمي، «أن الصداقة التاريخية بين دولة الإمارات والقارة الإفريقية متجذرة في الروابط التاريخية القديمة والروابط الثقافية والتاريخ المشترك بين الطرفين وقد قام المغفور له مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأول زيارة إلى القارة الإفريقية من خلال زيارة مالي في عام 1985 وبالمقابل حظيت إمارة أبوظبي باستقبال الرئيس الجنوب إفريقي الأسبق نلسون مانديلا عام 1998.. واليوم نحن مستمرون في هذا التقليد وبناء علاقات دبلوماسية من خلال سفاراتنا وبعثاتنا الدبلوماسية في كلا الطرفين».

وثمّنت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي التوسع في العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.. لافتةً إلى وجود خطط لزيادة عدد بعثات الدولة الدبلوماسية في القارة الإفريقية وهو ما يعكس التزام الإمارات بالحفاظ على صداقاتها التي نحتفل بها هذا اليوم.

وقالت، «سوف تستمر دولة الإمارات بتعزيز هذه الصداقات المهمة بين دبلوماسيينا ورجال الأعمال والنساء وشعوبنا بشكل عام.. ومن خلال التعاون المشترك سوف نتمكن من بناء شراكات جديدة وأكثر عمقاً وقوة يكون هدفها النهائي هو إثراء وتعزيز جودة حياة شعوبنا».

وأضافت، أن الدولة تقوم بتطوير علاقات اقتصادية قوية مع دول القارة الإفريقية من خلال التجارة والاستثمار والمصالح المشتركة في قطاع الطاقة..مشيرة إلى أنه في العام 2015 بلغت قيمة السلع التجارية المتبادلة أكثر من 25 مليار درهم، ما يجعل إفريقيا واحدة من أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات.. بالإضافة لذلك بدأت الإمارات تقييم الفرص الاستثمارية في إفريقيا التي يمكن تنفيذها بصورة مشتركة مع الهند، وهو ما قد يسهم في توسيع التفاعل بين أهم الاقتصادات الناشئة في العالم.. لافتة إلى أن هذه الفكرة قد تم بحثها ومناقشتها خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الهند، حيث اتخذت الخطوات التي تضمن قابليتها للتطبيق.

وأشارت ريم الهاشمي إلى إمكانية الاستفادة من الشراكة الاستراتيجية التي طورتها دولة الإمارات مؤخراً مع الجمهورية الهندية واستثمارها في بناء ومد جسور التعاون والشراكة بين دول القارة الإفريقية والجمهورية الهندية.

وتضمنت الاحتفالية فيديو استعرض تاريخ العلاقات الإماراتية الإفريقية ومراحل تطورها على مدى السنوات والعقود الماضية.. كما تضمنت الاحتفالية عروض أداء ثقافية وفنية مستمدة من الفلكلور والتراث الإفريقي والإماراتي، بالإضافة إلى جناح المشغولات التراثية الإماراتية والمشغولات الإفريقية.. وعكست ترتيبات موقع الحفل مضامين الثقافتين الإماراتية والإفريقية.

وتحدث خلال الاحتفالية الدكتور «ني ساي دوكو» وهو أكاديمي في جامعة الإمارات عن تجربته الأكاديمية والشخصية الغنية في دولة الإمارات وعن خبراته التي اكتسبها من خلال إقامته في إمارة أبوظبي على مدى سنوات عمله وتأثيرها على انطباعاته وقناعاته الشخصية.

يذكر أن دولة الإمارات انتهجت منذ قيامها عام 1971 سياسة الانفتاح وإقامة العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم الشقيقة والصديقة على أسس من الاحترام المتبادل وبناء علاقة متبادلة متوازنة.. وتتميز العلاقات التي تربط الإمارات مع دول القارة الإفريقية بأنها علاقات تاريخية متينة ومبنية على أسس الصداقة والتعايش واحترام مبادئ القانون الدولي والتبادل الحضاري والتجاري.. وبدأت إقامة أول علاقة دبلوماسية مع الدول الإفريقية عام 1973 مع جمهوريتي تشاد وبورندي وكان آخرها مع مدغشقر في سبتمبر 2016.

وعملت دولة الإمارات على تعميق وتعزيز علاقاتها السياسية والدبلوماسية الأولى في القارة الإفريقية عبر فتح سفاراتها في العديد من البلدان الإفريقية التي تتمثل في 11 سفارة موزعة في دولة إفريقية غير الناطقة باللغة العربية وهي إثيوبيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا وكينيا وتنزانيا والسنغال وموزمبيق وأوغندا وانغولا والسيشل وغينيا كوناكري ومكتب تأشيرات في نيروبي عاصمة كينيا.. كما توجد في الدولة 17 سفارة لدول إفريقية غير ناطقة بالعربية و14 قنصلية بدبي.

وشهدت العلاقات الإماراتية الإفريقية زيارات متبادلة كانت أهمها زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، لجمهورية مالي عام 1985 وزيارة رئيس جنوب إفريقيا الراحل نيلسون مانديلا إلى الإمارات في ديسمبر 1998 وحضوره للقمة ال19 لدول مجلس التعاون الخليجي في أبوظبي.
وانطلاقاً من التعاون العريق ودور الثقافة في تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين دولة الإمارات والدول الإفريقية وتقديراً لدورها الإيجابي الكبير في التصويت لمصلحة الإمارات في ترشيحات استضافة الدولة لإكسبو 2020 التي عقدت في باريس عام 2014 سيحتوي إكسبو دبي 2020 منصة مثالية تعكس إمكانات وقدرات القارة السمراء وثقافاتها المتعددة لمجتمعات الدول الأخرى.(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"