باشرت، أمس الأحد، مراكز الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، في اليوم الثالث لمبادرة «احم نفسك بتعديل وضعك»، استقبالها لمخالفي قانون دخول وإقامة الأجانب الراغبين في تعديل أوضاعهم، وأعفتهم من غرامات بملايين الدراهم، ومكنتهم من الحصول على تصريح مغادرة للدولة وفقاً للشروط والضوابط المحددة للمهلة التي أطلقتها أول أغسطس /آب الجاري، وتستمر لمدة 3 أشهر تنتهي في 31 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، حيث تستقبل الهيئة المخالفين يومياً عدا الجمعة والسبت من الساعة 8 صباحاً وحتى 8 مساءً.
وعقد مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية اجتماعا أمس، للوقوف على آخر التطورات والمستجدات فيما يخص المبادرة، كما تم بحث أبرز الشكاوى التي تلقتها الهيئة عبر مراكز الهيئة ال9 وهي مركز في منطقة الشهامة بأبوظبي، ومركز في منطقة العوير بدبي، ومراكز الاستقبال في كل من الشارقة وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين ومدينة العين ومنطقة الظفرة، إلى جانب مركز الاتصال الذي سيستقبل أسئلة واستفسارات الجمهور على الرقم المجاني (80080)، ويقدم خدماته على مدار 24 ساعة.
وشهد مركز الشهامة في أبوظبي استمراراً لإقبال المخالفين الذين حرصوا على القدوم منذ الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، لضمان الدخول مبكراً وإنهاء الإجراءات بشكل سريع، حيث تم توفير المياه والمشروبات الباردة في خيمة الانتظار، وتوفير موظفين للرد على الاستفسارات والتأكد من توافر الأوراق المطلوبة، وكذلك إرشاد المخالفين إلى الإجراءات المطلوبة.
إعفاء أسرة من 45 ألف درهم
استفادت أسرة آسيوية مكونة من خمسة أفراد من المبادرة، حيث تم إعفاؤهم من مخالفات بقيمة 45 ألفاً و600 درهم، وقال علي بارافان رب الأسرة ل«الخليج» إن شركته تعرضت للإفلاس، ومن ثم لم يستطع دفع تكاليف المعيشة والتعليم لزوجته وثلاثة من الأبناء، ما اضطره لتدبير العديد من الأموال من الهند لمحاولة بناء الشركة من جديد، وباءت كل محاولاته بالفشل، ولم يتمكن من البقاء بشكل شرعي، أو العودة للهند.
صعوبة الحصول على وثائق
تلقى بعض المراجعين من رعايا الدول التي تعاني حروباً ونزاعات الراغبين في الحصول على تأشيرة إقامة لمدة عام، تعليمات من قبل مراكز الهوية والجنسية بضرورة التأكد من إحضار عدد من المستندات والوثائق، مثل عقد إيجار موثق، وفواتير المياه والكهرباء، وعقد العمل، وعقد زواج، وشهادة الميلاد، وشهادة الراتب، وصورة من جواز السفر، ما اعتبره بعضهم في غاية الصعوبة نظراً للظروف الصعبة التي يعيشونها.
كفيل هارب
اعتاد موظفو الجنسية والإقامة أن يكون المراجعون المكفولون هم الذين لديهم بلاغات هروب، ولكن علي بلال 27 عاماً وافد عربي قال إن صاحب العمل الذي يعمل معه من جنسية خليجية غادر الدولة وهرب قبل أن يبدأ بإجراءات الإقامة الخاصة به، مضيفاً أنه جاء للحصول على تصريح مغادرة لعدم بقائه في الدولة بشكل قانوني، حيث وجه صاحب العمل دعوة له عبر تأشيرة زيارة في 2016 لكي يعتني بالصقور في منزله بمنطقة الوثبة، إلا إن صاحب العمل لم يتقدم بطلب للحصول على تأشيرة إقامة، أو بطاقة الهوية الإماراتية.
4 صالات إضافية
جهزت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في الشارقة أمس، 4 صالات إضافية في مبناها الرئيسي، لاستقبال الأعداد المتزايدة من المخالفين الراغبين في تصحيح أوضاعهم من الجنسيات المختلفة، ضمن مبادرة «احمِ نفسك.. بتعديل وضعك».
وتفصيلاً، أعلن العقيد علي أمين، مدير إدارة امتثال المنشآت، في تصريحات ل«الخليج»، أن عدد المخالفين الذين استقبلهم المركز حتى منتصف نهار أمس، يربو على 2000 مخالف.
استغل بعض «وسطاء الخدمات»، حاجة المراجعين في عدد من القنصليات الآسيوية إلى الوثائق المختلفة، لتكملة إجراءاتهم، وعرضوا خدماتهم السريعة بمبالغ تراوح بين 250 و500 درهم، مقابل تسليمهم جوازات سفرهم.
وذكر ل«الخليج» محمد إسماعيل من بنجلاديش، أنه خالف قوانين الإقامة في الدولة، منذ 2011، ويرغب في تصحيح وضعه. وذهب إلى قنصلية بلاده، والتقى أحد معارفه، ووعده بتسريع إجراءات حصوله على وثائقه مقابل 300 درهم. وقال إنه اختفى ولم يف بما وعد.
إقبال كبير في العين
شهد يوم أمس، الموقع المخصص بإدارة شؤون الأجانب والمنافذ - العين، لتعديل وإنهاء إجراءات المخالفين وتمكينهم من مغادرة الدولة أو تعديل أوضاعهم إقبالاً واسعا من قبل المستفيدين من المبادرة سواء الأسر أو الأفراد.
وقام العميد محمد علي بن وديمة العامري مدير إدارة شؤون الأجانب والمنافذ، بتفقد سير العمل في الموقع المخصص لاستقبال المراجعين وإنجاز معاملاتهم، كما حضر للموقع عدد من ممثلي سفارات الدول الآسيوية المعتمدة لدى الدولة لمتابعة جالياتهم والاستفسار عن سبل تسهيل إجراءات الراغبين منهم في مغادرة الدولة.
ويبذل الموظفون والفرق المختلفة القائمة على المبادرة جهوداً كبيرة في تنظيم سير العمل والرد على استفسارات المراجعين المستفيدين من المبادرة.
لقطات إنسانية
ثمنت الأسر المخالفة لقانون الإقامة المبادرة الكريمة التي أطلقتها القيادة الرشيدة لتعديل أوضاعهم أو تمكينهم من المغادرة كما أشادوا بما تتم مراعاته من جوانب إنسانية خاصة للأسر المخالفة التي تتضمن أطفالاً رضعاً ورجالاً كبيري السن وفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وبدأ محمد المصطفى حديثه بالتضرع لله عز وجل بأن يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار على الإمارات في ظل قيادتها الرشيدة حفظها الله موضحاً أنه قدم إلى موقع تعديل أوضاع المخالفين بالعين برفقة أسرته التي تضم طفلين مخالفين ليتمكن من تعديل أوضاعهما.
أسر بالكامل مخالفة
قالت آلاء عمر، إن المبادرة شكلت بالنسبة لأسرتها التي تضم 6 أفراد مخالفين قارب نجاة، حيث إن الأسرة تحتضن طالبة في الجامعة في السنة الدراسية الأخيرة وهو ما شكل بالنسبة لها هماً أثقل التفكير؛ حيث إنه من الصعب حصولها على فرصة عمل دون أن تكون مقيمة بطريقة مشروعة.
وجاء حسن محمد سوداني الجنسية، إلى الموقع محملاً بخمسة جوازات سفر لزوجته وأربعة من أطفاله أكبرهم 11 سنة وأصغرهم 5 سنوات، وقال الحمد لله أن من الله علينا بالتواجد في دولة الإمارات التي لا يوجد لها مثيل في التعامل الإنساني حيث إن إطلاق المبادرة التي ستمكننا من تعديل الأوضاع بدون دفع غرامات تشكل نموذجاً للتعامل الراقي والحضاري.
عقد قران
وعبرت خديجة بخش عن سعادتها بإطلاق المبادرة التي ستمكنها من تعديل وضعها وإصدار إقامة لها في الدولة موضحة أنها ستتمكن وأخيراً من عقد قرانها بعد خطبة طويلة حال إتمامها عدم وجود إقامة على الجواز وعدم تمكنها قبل المبادرة من تعديلها بسبب الغرامات المالية المترتبة خاصة أنها مخالفة لقانون الإقامة منذ 4 سنوات.
تسليم الجوازات
كشف العميد الدكتور أحمد على الصغيري، القائم بأعمال المدير التنفيذي للإقامة وشؤون الأجانب بالفجيرة عن تكريم إدارته أمس للمواطن أحمد علي راشد الزيودي، تثميناً لمبادرته بتسليم جواز مكفولته الأثيوبية الجنسية للإدارة لتسوية أوضاعها، بعد أن ظلت تقيم بالدولة بطريقة مخالفة لقانون دخول وإقامة الأجانب على خلفية اتصال الإدارة بالمواطن، الأمر الذي يؤكد تعاون المواطنين مع المبادرة تطبيقاً فعلياً لمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «البيت متوحد»، مشيراً إلى أن التكريم جاء من رحم معاناة العديد من المخالفين من مشكلة إحجام بعض المواطنين عن تسليم جوازات سفر مكفوليهم لتسوية أوضاعهم المخالفة للاستفادة من مكرمة المهلة.
ولفت إلى أن مركز الفجيرة شهد في اليوم الثالث للمهلة إقبالاً كثيفاً، بيد أن أغلبيتهم جاؤوا للاستفسار عن جوازات سفرهم، بعد أن هربوا من كفلائهم.
وفي السياق أوضح العميد الصغيري أن فريقاً من إدارته انتقل صباح أمس إلى أحد المستشفيات بالإمارة لتخليص معاملة مسنة هندية مخالفة لقانون دخول وإقامة الأجانب منذ عام 2005، حيث قام الفريق بأخذ بصمتها العشرية، ضمن حرص الإدارة على تقديم كافة التسهيلات للمخالفين للاستفادة من المهلة.
