عادي
اهتمام مشترك بالاستثمار وتعاون اقتصادي متميّز

الإمارات وألمانيا.. 47 عاماً من الشراكة الاستراتيجية

04:47 صباحا
قراءة 9 دقائق
إعداد: جيهان شعيب

علاقات تاريخية موثقة، وتعاون في مجالات عدة، يربط دولة الإمارات العربية المتحدة أرض زايد الخير، بجمهورية ألمانيا الاتحادية، فعلى مدى سنوات طوال تعددت أوجه التنسيق بين البلدين، وتعززت الروابط، لاهتمامهما معاً بالاستثمار في الموارد البشرية، وفقاً لرؤية متميزة تنصبّ على إقامة مجتمع مستدام قائم على المعرفة، متعدد الثقافات، متسامح، يحافظ على مستويات عالية من التواصل مع العالم، مثلما أشاد بذلك إرنست بيتر فيشر، السفير الألماني لدى الدولة.
وترتبط دولة الإمارات بعلاقات متميزة وراسخة مع جمهورية ألمانيا الاتحادية بدأت قبل نحو 47 عاماً وشهدت محطات مثمرة من التعاون المشترك أسفرت عن شراكة استراتيجية بين البلدين، اللذين يجمعهما توافق في الرؤى لتعزيز الاستقرار في المنطقة وترسيخ السلم والأمن الدوليين، حيث يرجع تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى العام 1972 واتسمت على الدوام بالتعاون والاحترام المتبادل فأتاحت فرصاً للتنسيق المشترك في مختلف المجالات وتمخض عنها إعلان شراكة استراتيجية بين البلدين في إبريل عام 2004.
وتعتبر العلاقات الإماراتية الألمانية علاقات تاريخية وشاملة، تطورت على مدى العقود الماضية، ولم تتوقف عند العلاقات والاتفاقيات السياسية والدبلوماسية حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، بل تعدت تلك المجالات لتصل إلى المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية، حيث يؤمن البلدان أن الاقتصاد يعدّ محوراً أساسياً لتعزيز وتبادل العلاقات بين الدول، إذ تحتفظ الإمارات بنحو 22% من إجمالي تجارة الدول العربية مع ألمانيا.

تطابق وجهات النظر

وعلى الصعيد السياسي يتفق البلدان الصديقان في وجهات النظر تجاه عدد من الملفات الدولية المهمة، ففي الشأن اليمني على سبيل المثال يؤكدان أهمية المضي قدماً في تنفيذ اتفاق استكهولم ودعم الجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي بالإضافة إلى التأكيد على أهمية أيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني دون عوائق وفقاً لمبادئ القانون الدولي.
وعلى صعيد العمل الإنساني يجمع البلدين الصديقين أيضاً الحرص المشترك على تعزيز دور المساعدات الإنسانية كأحد المرتكزات الأساسية للسياسة الخارجية لهما، حيث تحتل دولة الإمارات لعدة أعوام المركز الأول كأكبر مانح مساعدات إنسانية وتنموية في العالم بالنسبة لدخلها القومي، كما تعد ألمانيا من أكبر المانحين الدوليين أيضاً.
وتتطلّع دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا، للمضي قدماً في تطوير علاقتهما الثنائية المتميزة وشراكتهما الاستراتيجية في المجالات كافة وكذلك العمل سوياً نحو ترسيخ دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم أجمع.
وتعد جمهورية ألمانيا الاتحادية، قاطرة الاقتصاد في القارة الأوروبية وتتميز بتنوعها الاقتصادي وارتفاع مستوى الصناعة وجودة قطاع الخدمات وكذلك العلاقات التجارية الضخمة سواء مع جيرانها في الاتحاد الأوروبي أو على المستوى العالمي نظراً لما تتمتع به من سمعة ممتازة في التكنولوجيا ذات الكفاءة العالية والاستغلال العالي للقيمة.
كما تعد دولة الإمارات مركزاً تجارياً ومالياً مهمّاً في المنطقة والعالم وتعمل على بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، ولديها بيئة مثالية لجذب الاستثمارات الخارجية في ظل ما تتميز به من انفتاح واستقرار ومنظومة تشريعات عصرية، إضافة إلى قيم التعايش والتسامح وقبول الآخر الراسخة فيها، وهو ما يشجع الاستثمارات الألمانية للعمل في الإمارات ويساعد على فتح أسواق منطقة الخليج العربي أمام المنتجات الألمانية، حيث تعد الإمارات بوابة تجارية واقتصادية أساسية لدخول أسواق المنطقة.

علاقات متميزة

وشهدت الأعوام الماضية تبادلاً للزيارات بين قيادتي البلدين وعكست ما تشهده العلاقات الثنائية من نمو وتطور مستمرين والتنسيق المستمر بشأن القضايا السياسية المشتركة.
وساهمت الإرادة السياسية القوية والصادقة لدى قيادتي البلدين في تعميق وتعزيز الروابط القائمة وأظهرت توافقاً في المواقف تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، إيماناً منهما بأهمية هذا التوافق الهادف لتحقيق الأمن والسلم الدوليين.
ويروي علي الأحمد سفير الدولة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية في حديث سابق، تاريخ هذه العلاقة المتميزة التي تعود جذورها إلى ما قبل 4 عقود ماضية، قائلاً: «العلاقة بين الإمارات وألمانيا، قديمة جداً وتعود بُعيد قيام الاتحاد، حيث أصدر المغفور له، بإذن الله، الأب المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، خلال زيارة علاجية لألمانيا في منتصف السبعينات، وبعد أن لمس مستوى جودة الخدمات الصحية فيها، أمراً لوزير الخارجية آنذاك أحمد خليفة السويدي، بإنشاء المكتب الصحي في ميونيخ، حيث تولى عبيد الزعابي، مسؤولية إنشائه، وفعلاً افتتح عام 1977، وحتى اليوم تعد الشراكة في القطاع الصحي بين البلدين من أهم شراكات التعاون وتعزّز باستمرار.
وتعود الروابط المتينة التي تربط الإمارات وألمانيا إلى عام 1884، عندما ربطت ألمانيا القيصرية اهتماماتها الحيوية بين مستعمراتها في شرق إفريقيا ومنطقة الخليج العربي، واستمر العمل التجاري بينهما حتى الحرب العالمية الأولى، إلاّ أن المصالح المشتركة تحققت بفعل اكتشاف النفط في دولة الإمارات، وقيام الاتحاد، وانطلاق الآفاق السياسية للدولة داخلياً، وخارجياً، فبدأ العمل لتحقيق هذه المصالح».

حقائق بالأرقام

وتعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول عربياً لألمانيا، فيما تعد ألمانيا أكبر شريك تجاري أوروبياً لدولة الإمارات وتستحوذ الدولة على ما نسبته حوالي 22 في المئة من مجمل التجارة العربية الألمانية.
وتعمل في دولة الإمارات اليوم مئات الشركات الألمانية فضلاً عن وجود ما يقارب 14 ألف مواطن ومواطنة من ألمانيا يقطنون في الدولة ويساهمون في مسيرة التنمية.
وتشهد الرحلات الجوية المباشرة أسبوعياً بين دولة الإمارات والمدن الألمانية، نمواً مطّرداً ما ساهم في زيادة عدد الزوار من ألمانيا إلى دولة الإمارات لما يزيد على 500 ألف زائر سنوياً.
تدل حقائق التعاون الاقتصادي، وأرقام التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، أن دولة الإمارات هي الشريك التجاري الأول عربياً لألمانيا، فيما تعد ألمانيا سابع أكبر شريك تجاري عالمياً وأكبر شريك تجاري أوروبياً لدولة الإمارات، ولذلك قامت ألمانيا بدور كبير وداعم لإلغاء تأشيرة الشنجن لرعايا الإمارات، في تمهيد غير مسبوق لزيادة حجم التبادل التجاري والثقافي بين البلدين.
وأوضح سلطان المنصوري، وزير الاقتصاد في حديث سابق، أن إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين الدولتين وصل في عام 2017 إلى نحو 13.45 مليار دولار، وأنه بلغ خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018 نحو 9.3 مليار دولار، بنمو في الصادرات الإماراتية إلى ألمانيا نسبته 122% ونمو في إعادة التصدير نسبته 69% مقارنة بالمدة نفسها من عام 2017، وأن التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين شهد خلال السلسلة الزمنية من عام 2010 حتى 2017 نمواً إجمالياً نسبته 60%.
وكان المهندس محمد أحمد الشحي، وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية، أوضح سابقاً البنود التي اتفقت عليها حكومتا البلدين للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني خلال المرحلة المقبلة بصورة منسقة، وشملت عدداً من المحاور الرئيسية في التعاون، من أبرزها التجارة، والاستثمار، والعلاقات الاقتصادية، والاقتصاد الأخضر، والخدمات المستدامة، والبنية التحتية، والمقاييس، والرعاية الصحية، والتعليم والتدريب، والزراعة والأمن الغذائي، وإكسبو دبي 2020 والمدن الذكية، فيما هناك 231 شركة ألمانية مسجلة على منصة السوق الإلكترونية العالمية لإكسبو 2020، كما تتشارك دولة الإمارات وألمانيا رؤية واحدة حول أهمية الطاقة النظيفة.

البناء والتشييد

ويعد البناء والتشييد والنقل والشحن من الاستثمارات الإماراتية في ألمانيا، فضلاً عن استثمار ألمانيا في أبوظبي الكثير من الشركات المتخصصة في الطاقة المتجددة والتقنيات المتخصصة بالمعدات الميكانيكية، في حين تعد الشراكة التجارية من الأهمية بمكان، حيث وصل التبادل التجاري بين البلدين عام 2015 إلى 15,52 مليار يورو؛ وفي العام ذاته وصل حجم التبادل التجاري بين برلين وأبوظبي إلى 66.11 مليار درهم، بما يعادل 9.2 مليار دولار، بما يجعل الصادرات الألمانية إلى الإمارات تستحوذ على الحصة الكبرى من التجارة.
وعكس ارتفاع حجم التبادل التجاري، كذلك، التطور الإيجابي للعلاقات التجارية بين الإمارات وولاية بافاريا؛ حيث أشارت الإحصاءات إلى أن حجم التبادل التجاري بينهما ارتفع من 428 مليون يورو، عام 2001 إلى 647 مليون يورو عام 2005، بزيادة بلغت 50%، وبذلك احتلت الإمارات المركز الثالث بوصفها شريكاً تجارياً لولاية بافاريا، على مستوى دول منطقة الشرق الأدنى والأوسط، فيما تعد الإمارات من أهم أسواق التصدير الحيوية لألمانيا في العالم العربي، عدا ذلك فعلاقات البلدين تتضمن أيضاً تعاوناً دبلوماسياً، حيث بدأت أبوظبي في بداية التسعينات، تبادل البعثات على مستوى السفراء، وتبعتها القنصليات العامة.

اتفاقيات تعليمية تشمل طلاباً ومدرسين

هناك تعاون علمي إماراتي ألماني قائم بين الدولتين، تدعمه اتفاقيات، ومنها توقيع كليات التقنية العليا اتفاقية تعاون مع الجامعة الفنية للعلوم التطبيقية في ويلدو في ألمانيا، لتعزيز التعاون على مستوى برنامج الهندسة اللوجستية، لتمكين الطلبة فرصة الحصول على شهادتين في بكالوريوس الهندسة اللوجستية من كليات التقنية والجامعة الألمانية، كما تدعم الاتفاقية استقطاب أعضاء هيئة تدريس من الجامعة الألمانية لتدريس الطلبة، ونقل خبراتهم إلى الكوادر التدريسية في الكليات.
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور عبد اللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، في حديث سابق، أن الكليات حريصة على إعداد طلبتها في أفضل التخصصات الحيوية المطلوبة في الدولة وتمكينهم من المهارات والخبرات العالمية، بالتركيز على عقد الشراكات والاتفاقيات التي تزيد من فرص الطلبة في نيل أفضل الدرجات العلمية والمهارات المهنية، مشيداً بالعلاقات التي تربط الكليات بالجامعة الفنية للعلوم التطبيقية في ويلدو بألمانيا، لتأهيل كفاءات وطنية متميزة في مجال الهندسة اللوجستية، وبتعاون الجامعة الفنية للعلوم التطبيقية في ويلدو، وأن الشراكة معهم ستعود بالفائدة على الطلبة، فضلاً عن تطوير خبرات الهيئة التدريسية، بما يتماشى مع رؤية كليات التقنية الجديدة والمعايير الألمانية العالمية في تدريس تخصص الهندسة اللوجستية.

50 مليون يورو لجناح إكسبو دبي

تحظى ألمانيا بمشاركة متميزة في إكسبو 2020 دبي؛ حيث تبلغ التكلفة الإجمالية لجناحها في المعرض الدولي نحو 50 مليون يورو ويمتد على مساحة 4500 متر مربع، ليكون بذلك أحد أكبر أجنحة البلدان المشاركة في الحدث ويوفر لزواره رحلة معرفية نحو الاستدامة.
وسيكون زوار إكسبو 2020 دبي القادمون من مختلف أرجاء العالم، على موعد مع تجربة نوعية في الجناح الذي يقوم على مفهوم «ملتقى ألمانيا» وسيتميز الجناح بتصميم «تركيبي» على هيئة حرم جامعي يتألف من وحدات منفصلة تتقاطع في ردهة فسيحة تضم مسرحاً ومطعماً ليقدم بذلك صرحاً فنياً مذهلاً يجسد المفهوم الرئيسي للجناح.
وسيوفر الجناح الذي صمم ليكون وجهة للمعرفة والبحوث والتواصل، تجربة تفاعلية مصممة خصيصاً لكل زائر على حدة في الوقت الذي يستعرض فيه أحدث الابتكارات الألمانية في مختلف مجالات التكنولوجيا والعلوم.

تعاون أمني

على المستوى الأمني، عقدت ألمانيا صفقات بيع السلاح لتعزيز أمن الخليج، والوقوف إلى جانب السعودية والإمارات، والتصدي للأخطار التي يمثلها التدخل الإيراني في شؤون المنطقة، لا سيما في اليمن، فضلاً عن مواصلة جهود البلدين وتعاونهما في مكافحة الإرهاب والعنف، ونبذ التعصب والتطرف، والعمل على إحياء السلام، وقيم التعايش والتفاهم، والتسامح في المنطقة، وتعزيز الأمن والاستقرار فيها، ونشر القيم الإنسانية المعتدلة، واشتراكهما في رئاسة مجموعة إرساء الاستقرار.

وسم #محمد_بن_زايد_يزور_ألمانيا يتصدر الترند

تصدر وسم #محمد_بن_زايد_يزور_ألمانيا قائمة ترند الإمارات، ليحقق 91 مليون مشاهدة حول العالم خلال ساعات من إطلاقه.
وعبّر المغردون من داخل الدولة، وخارجها، عن فخرهم واعتزازهم بالقيادة الرشيدة لدولة الإمارات، مؤكدين أن الإمارات نجحت في تكريس مكانتها الدولية المرموقة واكتساب احترام العالم وتقديره، بفضل سياستها المتزنة ومواقفها الإنسانية ومبادئها الثابتة، وحرصها على بناء قاعدة علاقات راسخة تقوم على أسس من الثقة والاحترام المتبادل.

خبير سياسي ألماني: الزيارة مهمة للغاية

قال الخبير السياسي الألماني، غونتر ماير، إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى برلين مهمة للغاية، كون الإمارات شريكاً أساسياً لبلاده في مكافحة الإرهاب، وقضايا منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن أبوظبي شريك اقتصادي قوي وحجم الصادرات الألمانية إلى الإمارات تبلغ 15 مليار يورو، فضلاً عن وجود 900 شركة ألمانية في الأراضي الإماراتية.
وأكد أن الإمارات تلعب دوراً قوياً في جهود حل الأزمات في سوريا وليبيا واليمن، ويمكن أن تساعد ألمانيا في حلحلة تلك الأزمات، منوهاً بأن الإمارات شريك قوي في ملف مكافحة الإرهاب والتطرف الذي يحتل أولوية كبيرة في أروقة السياسة الألمانية.

مقصد علاجي مهم للمواطنين

تتميز ألمانيا بتقدم كبير في مجال الخدمات الصحية والعلاجية، بما جعلها مقصداً مهماً لرعايا الإمارات، فضلاً عن سعي البلدين إلى تعميق التعاون بين وزارتي الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات، والاتحادية الألمانية للصحة، ومن ذلك اتفاق اللجنة الاقتصادية الإماراتية - الألمانية بزيادة التنسيق بين الجانبين في التعليم الطبي والممارسة الصحية مع ألمانيا، خلال السنوات المقبلة، وتأكيد التعاون في بناء المستشفيات وإدارتها، والتبادل النشط في المعلومات الطبية والأبحاث، ومستجدات قطاع الرعاية الصحية على المستوى العالمي.
ووفقاً للإحصاءات الرسمية، فقد بلغ إجمالي عدد المرضى الذين عولجوا عام 2016 في ألمانيا 5616 مريضاً، و9321 مرافقاً، حيث يأتي مع كل مريض في المتوسط مرافقان، وتشرف الملحقية العسكرية في السفارة على 1911 مريضاً و4858 مرافقاً، والملحقية الصحية التابعة لوزارة الصحة، تشرف على 1620 مريضاً و696 مرافقاً، أما هيئة الصحة في دبي، فتشرف على 757 مريضاً و1113 مرافقاً، وكذلك هيئة الصحة في أبوظبي، تشرف على 1328 مريضاً و2654 مرافقاً، وتبلغ الكلف الإجمالية 354.2 مليون يورو، لعام 2016.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"