عادي
ضمن فعاليات الدورة الرابعة من “مبادرة مسؤول”

مرضى يشيدون بخدمة الرعاية المنزلية في مدينة خليفة الطبية

02:03 صباحا
قراءة 4 دقائق

مكّن قسم الرعاية المنزلية الطبية في مستشفى مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي المواطنة روية الغفلي من نقل طفلها محمد الرميثي ذي الأعوام الثلاثة من الإقامة بالمستشفى إلى العيش في منزله بين كنف والديه وإخوته الثلاثة، بفضل التدريبات التي تلقتها الأم من القسم على مدى السنوات الثلاثة للتعلم على كيفية التعامل مع طفلها الذي يعاني منذ اللحظة الأولى لولادته مرضاً مستعصياً يدعىمتلازمة جارج، أو ما يعرف ب جارج سندروم، وهو مرض يصيب الأطفال ويؤدي إلى شلل الحركة وضيق في التنفس وتشوهات في عضلة القلب والرئة إضافة إلى توفير جميع الرعاية المطلوبة لهذا الطفل في منزله، لتلقي العلاج من طاقم طبي وأجهزة طبية .

جاء ذلك خلال الجولة التي قام بها فريق من صحة، ومن مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبو ظبي إلى أسر منازل المرضى المستفيدين من خدمة الرعاية المنزلية للتعرف إلى ملاحظاتهم، حيث زارت أمس ثلاث فرق توزعت في مدينة أبو ظبي وضواحيها، فيما رافقت الخليج إحدى هذه الفرق خلال الجولة الميدانية .

فأشادت أم الطفل المريض روية الغفلي ببرنامج الرعاية الصحية المنزلية التي توفرها مستشفى مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبو ظبي خلال زيارة الفريق الطبي لمنزلها أمس ضمن مبادرة مسؤول الرابعة، معتبرة أن هذه المبادرة تشكل ترجمة لسياسة القيادة الرشيدة التي تسهر على تأمين راحة المواطنين ونوهت بالفريق المعالج في خليفة الطبية الذي بذل مجهوداً متميزاً منذ 3 سنوات، وأنهم يتابعون الحالة بصفة مستمرة سواء بالحضور بصفة دورية وفحص الحالة بالمنزل أو عبر الهاتف، وأنه يتم نقله للمستشفى في حالة الضرورة فقط، مؤكدة أن وجوده بالمنزل أفضل بكثير من مكوثه في المستشفى .

من جهتها أفادت الممثلة عن شركة أبوظبي للخدمات الصحية صحة في الجولة صفاء مصطفى أن صحة أضافت ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مبادرة مسؤول عن الرعاية المنزلية الطبية كي يستفيد منها جميع فئات المجتمع في أبوظبي وأضافت أن هذه الجولة تفتح المجال للمرضى وعائلاتهم المشمولين في برنامج الرعاية الصحية المنزلية للتفاعل مباشرة مع صناع القرار والمسؤولين في مستشفيات صحة، لتقييم أدائهم من جهة، والتعرف إلى آرائهم حول الرعاية المنزلية الطبية التي يتلقونها من جهة أخرى .

وفي أحدث الإحصاءات الصادرة عن المستشفى، أفاد المشرف على قسم الرعاية المنزلية بمستشفى مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبو ظبي هيثم العياصرة، أن إجمالي عدد المرضى المسجلين لتلقي الزيارات المنزلية في المستشفى بلغ 650 مريضاً يعانون أمراضاً مستعصية تحتاج للفحوص والعلاجات بشكل دوري ومتواصل عام ،2012 فيما بدأ هذا القسم عام 2002 بخمسة مرضى فقط، مشيراً إلى أن هذه الخدمة توفر للمرضى من كافة الأعمار بدءاً من المواليد الجدد إلى كبار السن، من الذين يحملون بطاقة ثقة وليس لديهم القدرة على التنقل بصفة مستمرة إلى المستشفى .

وشرح العياصرة الخدمات التي يقدمها برنامج الرعاية المنزلية، التي تشمل الرعاية التمريضية بالمنازل لمختلف الحالات المرضية وقال: تتنوع حالات المرضى الذين يتلقون الرعاية المنزلية مثل مرضى كبار السن الذين يعانون الأمراض المزمنة مثل السكتة الدماغية والسكري وأمراض القلب والزهايمر، إضافة إلى الشباب والأطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة، لافتاً إلى أن الفريق المتخصص في قسم الرعاية المنزلية يستمر بتزويد هذه الخدمات إلى أن يصبح المرضى أو عائلاتهم قادرين على تنفيذ هذه الخدمات بأنفسهم .

وتتعدد أنواع الخدمات التي تقدم من خلال برنامج الرعاية المنزلية، ومن بينها خدمات الرعاية المنزلية للمرضى الذين لا يستطيعون الحضور إلى مواعيد العيادات الخارجية، وتشمل كل رعاية ضرورية طبياً تحتاج إلى تدخل طبي وتمريضي متخصص، أو علاج تنفسي أو تغذوي، أو وظيفي، فضلاً عن إعادة التأهيل والدعم وتثقيف المرضى وعائلاتهم للتعلم على كيفية الاعتناء بالمريض .

ويتكون فريق العمل بالرعاية المنزلية من ثلاثة أطباء أسرة، وثماني فرق تمريض وفريقي علاج وظيفي وفريقي علاج تنفسي وفريق اختصاصي التغذية، موضحاً أن الزيارات تجري بصفة دورية سواء يومية أو أسبوعية أو شهرية، تبعاً لحاجة كل مريض لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، وفق أعلى مستوى من المعايير الصحية والمتابعة المستمرة، وأضاف: إن لكل مريض مشترك بالخدمة ملفه الطبي الخاص به للتعرف إلى طبيعة الحالة المرضية التي يعانيها، كما يتم إعطاء المرضى أرقام هواتف التمريض، وكذلك أرقامهم وأرقام الرعاية المنزلية .

إلى ذلك ثمَّن المواطنون الذين زارهم الطاقم الطبي في صحة، والمسؤولون في إدارة المستشفى، برنامج الزيارات المنزلية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، معتبرين أن هذه الخدمة أسهمت في تجاوبهم مع العلاج عبر تحسين الحالة النفسية للمرضى وأسرهم، كون الحالة موجودة بالمنزل بين أفراد الأسرة، ما جعلهم أكثر تجاوباً مع العلاج .

نموذج إنساني للثبات والعزيمة

خلال الجولة الميدانية التي رافقنا بها الطاقم الطبي من صحة ومن مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبو ظبي، استوقفنا مشهد غرفة الطفل محمد الرميثي في منزله والمصاب بمرض جارج سندروم منذ اللحظة الأولى لولادته، فبدل أن تكون مزينة بالألعاب، نرى الأجهزة الطبية تحتل حيزاً كبيرًا من هذه الغرفة إلا أن مرضه المستعصي لم يقض على ابتسامته أثناء مشاهدته لصور الرسوم الكرتونية في كتب الأطفال الذي كان يمسكه خلال الزيارة التي أجراها الطاقم الطبي لمنزل أسرة الطفل محمد .

فيما قرأنا في عيون الأم قصة تروي حكايتها الممزوجة بالمعاناة والقوة معاً، فقدرتها على التحمل جعلت منها امرأة حديدية متعددة المهام: معلمة، مدرسة، ممرضة، أم، زوجة فهي تدرّس في إحدى المدارس صباحاً، وترعى طفلها المريض عبر الكاميرا التي وضعتها في المنزل لمتابعة حالته أثناء غيابها عن المنزل، وتبقى على تواصل مستمر مع المربية للاطمئنان على صحته، أما بعد الظهر فتتابع الشؤون المدرسية لأبنائها الثلاثة الآخرين، وتحرص على إتمام كامل واجباتها الزوجية، فهذه المرأة تقدم نموذجاً حقيقياً يُحتذى لكل أمهات العالم، فالثبات والعزيمة هما السمتان اللتان انطبعتا في ذهننا خلال الحديث معها منذ الوهلة الأولى، فبالرغم من الحالة الصحية الحرجة التي يعانيها فلذة كبدها، تقول بكل ثقة إيماني كبير بشفاء ابني يوماً ما حتى لو أكد لي الأطباء أن هذا المرض سيتلازم معه طوال حياته . . إيمانها القوي بالله يمنحها القوة على التمسك بخيط الأمل، ليكون ابنها كسائر الأطفال يركض ويلعب ويعيش طفولته الطبيعية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"